06-20-2020, 06:37 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 349,031
|
|
إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار
إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار
الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمِعتُم الإقامة، فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تُسرِعوا، فما أدركتُم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا))؛ متفق عليه، واللفظ للبخاري.
المفردات:
وعليكم السكينة والوقار: قال النووي: السكينة التأنِّي في الحركات واجتناب العبث ونحو ذلك، والوقار خفضُ الصوت والإقبال على الطريق بغير التفات ونحو ذلك.
البحث:
قد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعتم الإقامة فامشُوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، ما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا))، وهذا لفظ البخاري.
وعَنْوَن البخاريُّ في كتاب الجمعة من صحيحه، فقال: باب المشي إلى الجمعة، وقول الله جل ذكره: ﴿ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 9]، ومَن قال السعي: العمل والذَّهاب؛ لقوله تعالى: ﴿ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا ﴾ [الإسراء: 19]، ثم ساق بسندِه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها تَسْعَون، وَأْتُوها تمشُون عليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتِمُّوا)).
وإنما حضَّت الشريعةُ على المجيء إلى الصلاة بسكينةٍ ووقار؛ لأن الإنسان في صلاةٍ ما دام قد خرَج إلى الصلاة، فقد جاء في لفظٍ لمسلمٍ مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((إذا كان أحدكم يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة))، وما دام في هذا الخير فليأتِ بالسكينة والوقار، ولا يُكبِّر تكبيرة الإحرام حتى يدخل في الصف ويتابع الإمام على الحال التي يكون عليها، فإن أدركه راكعًا وركع معه، فقد أدرك الركعة؛ فقد نسب مجد الدين عبدالسلام بن تيمية في كتابه منتقى الأخبار، إلى البخاري ومسلم أنهما أخرجا في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام، فقد أدرك الصلاة))، وقد جاء في الحديث المتفق عليه: ((وما فاتكم فأتِمُّوا))، وجاء في رواية لمسلمٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بلفظ: ((وصلِّ ما أدركتَ، واقضِ ما سبقك))، ولا مغايرة بين القضاء والإتمام هنا، فإن مثل هذه الألفاظ قد تتعاوَر ويقصد منها معنى واحد، ومن ذلك قول كُثَير عزَّة الشاعر:
قضى كلُّ ذي دَينٍ فوفَّى غريمَهُ *** وعزَّةُ مَمْطولٌ مُعنًّى غريمُها فقد استعمل قضى بمعنى أدى ووفَّى، والله أعلم.
ما يفيده الحديث:
1- كراهة الهرولة عند المجيء إلى الصلاة.
2- ينبغي الإتيان إلى الصلاة بسكينةٍ ووقار.
3- ينبغي الدخولُ مع الإمام على الحال التي يكون عليها.
4- أن مَن أدرك الإمام وصلى معه بعض الصلاة اعتبر مُصلِّيًا في جماعة.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|