أين ذهبت الزيتونة؟

[منتدى اهل الحديث]

كنا نظن بعد الثورة في تونسنا الحبيبة أنّ الزيتونة قد عادت إلى مجدها القديم وأنها ستنتج لنا علما صافيا يعيد لذلك المعلم أمجاده ,ولكن خاب الظن وكاد الأمل أن يموت بعد إطلاعنا على هزالة المادة ومدرسيها بله التجاذبات السياسية حول الإمامة والخطبة في ذاك المسجد العتيق ,فانتقلنا نتحسس فرعها :_ كلية الزيتونة _والتي ورثناها من النظام البائد والذي هو نفسه ورثها عن سيده البرقيبي اللعين _ لعلنا نلتمس بصيص أمل في الدكاترة و الجامعيين .وإذ بنا نفاجئ بنكسة الثلاثينات من جديد و بالإنحطاط الموروث في تلك الجامعة البرقينوفمبرية وبالمجاعة العلمية التي أصابتها ولازالت في مقتل والله المستعان .فالبحوث والدراسية لم تخرج بعد من حيز العقلانيين ومسخ المتفيهقين وإدارة هلكى النظام المتربصين بكل روح ونفس إسلامي جديد ...
,فهذا طالب يقدم الدكتوراه في الوسطية والاعتدال وآخر في علاقة الإغريق بالمسيحية والإسلام وآخر يحدثنا عن الزوايا والمزارات ,وآخر حول الزواج والأسرة .وهلم جرا ....
فحضرني قول عائشة رضي الله عنها لما قالت :
ذهب الذين يعاش فب أكنافهم ...وبقينا في خلف كجلد الأجرب .
ومما زاد من ألمي متابعتي للمشارق ورسائلهم الجامعية وإهتمامهم بتراثنا الفقهي والحديثي ولعل آخر مفاجئة رأيتها تحقيقا فذّا لموطأ الامام مالك بقلم الشيخ السوري عبد الرزاق المهدي حفظه الله ورعاه ,قلت مفاجئة لأنّ ظننت أني سأجد من التونسيين من يحقق أو حقق لنا كتاب المذهب أو شروحاته ,أولائك التونسيون الذين يزعمون_ولازالوا_ يتبركون بالإنتساب إلى الإمام ومذهبه ...
ولكن لا حياة لمن تنادي .
فأنت تشتري الموطأ بتحقيق المصريين أو الخليجيين وتشتري المدونة وشروحاتها وخليل والرسالة والتمهيد والمنتقي ووو............كلها بتحقيق المشارق ,ولا تكاد تجد عالما أو طالب علم يحقق هذا التراث العظيم بله المشاركة في التعليق أو التقديم . ولعل مرجع ذلك إشتغال كثير من الطلاب بالمناورات العسكرية في الفايس بوك والتويتر واستعراض العضلات على حلبة الشام والعراق .أو لعل مرجع ذلك موت الثورة العلمية في قلوب مسلمي تونس
والله المعين .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك