03-10-2016, 07:51 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 351,176
|
|
مكروهٌ بسبب معصية
كلنا يحب أن يكون محبوباً بين الناس، يبادرون بابتساماتهم إليه، يسألونه عن أحواله، يولونه اهتماماً، يأنسون بمجالسته، يشتاقون له حين غيابه، وترى في ذلك كتباً عديدة قد ألفها الغرب ونحن تحت عناوين براقة مثل "الشخصية الجذابة" أو "كيف تكون محبوباً" وما شابه ذلك..
ولكني أضعُ بين يديك سبباً لأن تكون محبوباً وجذّاباً، ربما سمعته من حديث عابر، في خطبة، أو محاضرة، أو نصيحة صديق أو مقرب، أو تغريدة مشهور، وما تفكرت في حقيقته وآثاره وتداعياته. إنّ السبب بإيجاز دون إطناب هو تجنب المعاصي. فقد نقل ابن القيم أثراً عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: "إن العبد يخلو بمعاصي الله فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر".
ولماذا يُكره بسبب معصيته، وقد أخفاها عن الناس، وما علم بها إلا الله سبحانه وتعالى؟. الجواب: أن القلوب بيد علاّم الغيوب يقلبها كيفما شاء. فهو سبحانه من يملك أن يحبك الناس أو يكرهوك، يقبلون عليك أو ينبذوك، (وأنه هو أضحك وأبكى).
فعلامَ وإلامَ تطيل الطريق يا صديق! والحل موجود بين يديك، "فقلب من ترائي بيد من عصيت".
وفي هذا قال سليمان التيمي: "إن الرجل ليصيب الذنب في السرّ فيُصبح وعليه مذلته، وورد عن بعض السلف قوله: "إني لأعصي الله فأرى ذلك في خُلق دابتي ، وامرأتي".
سبحان الله، زوجته التي تحبه ويحبها وتوليه من الاهتمام ما توليه، فجأة تنفر منه، وتصدّ عنه، بسبب ربما كذبة، أو أكل مال بالحرام، أو هتك ستر.. وهي لا تدري ذنبه ذاك، ولكن الله درى وعلم به "يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً". وجاءت العقوبة الدنيوية عن طريق زوجته التي يحبّها، فقد ساءت أخلاقها بسبب ذنوبه!
فاحرص أيها القارئ الكريم، على إتيان المأمور به ما استطعت، وتجنّب ما نهيت عنه، ولو لم يكن من آثار المعصية سوى البغض في قلوب الخلق لكفى، ولكن آثار السيئات بغيضة، كما لآثار الحسنات توافر في الخيرات، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعةً في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق". والزم الاستغفار والتوبة، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
صالح الشناط
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|