شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الاذاعة المصرية و السعودية النسخة الاصلية 2 مصحف عبد الباسط مرتل برابط 1 ومزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر ابن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مصحف صوتي و فيديو 14 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن محمد علي جبر مصحف 6 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن علي الحوال مصحف 2 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فيصل محمد الرشيد مصحف اول 9 سور تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن الجريذي مصحف كامل 114 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن صاهود الظفيري مصحف 7 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرزاق بني ياسين مصحف 36 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد القادر ناصر الدين مصحف 6 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الفتاح عوينات مصحف 3 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 04-14-2015, 12:52 PM
ملتقى اهل التفسير ملتقى اهل التفسير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,232
افتراضي نظرات في التراث التفسيري بين أخذ ورد

نظرات في التراث التفسيري بين أخذ ورد
وهنا نتعرض لقوله تعالى في سورة الأعراف:
{كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
قال أبو جعفر الطبري في تفسيره- وهو محل المناقشة هنا-: يعني تعالى ذكره: هذا القرآن، يا محمد، كتاب أنزله الله إليك. {فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فلا يضق صدرك، يا محمد، من الإنذار به مَنْ أرسلتك لإنذاره به، وإبلاغه مَنْ أمرتك بإبلاغه إياه، ولا تشك في أنه من عندي، واصبر للمضيّ لأمر الله واتباع طاعته فيما كلفك وحملك من عبء أثقال النبوة،كما صبر أولو العزم من الرسل، فإن الله معك.
و"الحرج"، هو الضيق، في كلام العرب، وقد بينا معنى ذلك بشواهده وأدلته في قوله: (ضَيِّقًا حَرَجًا) (سورة الأنعام: 125)..
ثم روى بأسانيده هذا القول عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي (فراجعه مشكورا)
ثم قال: وهذا الذي ذكرته من التأويل عن أهل التأويل، هو معنى ما قلنا في"الحرج"، لأن الشك فيه لا يكون إلا من ضيق الصدر به، وقلة الاتساع لتوجيهه وجهته التي هي وجهته الصحيحة. وإنما اخترنا العبارة عنه بمعنى"الضيق"، لأن ذلك هو الغالب عليه من معناه في كلام العرب، كما قد بيناه قبل.
القول في تأويل قوله: {لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) } يعني بذلك تعالى ذكره: هذا كتاب أنزلناه إليك، يا محمد، لتنذر به من أمرتك بإنذاره، (وذكرى للمؤمنين) وهو من المؤخر الذي معناه التقديم. ومعناه: "كتاب أنزل إليك لتنذر به"، و"ذكرى للمؤمنين"،"فلا يكن في صدرك حرج منه".
وإذا كان ذلك معناه، كان موضع قوله: (وذكرى) نصبًا، بمعنى: أنزلنا إليك هذا الكتاب لتنذر به، وتذكر به المؤمنين.
ولو قيل معنى ذلك: هذا كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه، أن تنذر به، وتذكّر به المؤمنين كان قولا غير مدفوعة صحته.ا.ه ([1])
* * *
وهنا ملاحظات: 1- كيف وجه الطبري وغيره " الحرج" هنا إلى معنى الشك، وليس معنى الضيق الذي هو أصل معناه في اللغة واستعمالات القرآن.
2-ثم إن معنى الشك الذي هو تساوي الكفتين في نقيضين ههنا معنى مشكل لا يليق بمقام النبوة إطلاقا وخاصة أن نسبة الشك هنا للرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن ؟!
3-إن السياق في الآية وقرائن الدلالة لا ترجح ما اتجه المفسرون إليه بل تضاده وتأمل بعد ذكر الحرج قوله تعالى {...لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} (الأعراف: 2) وهنا يمكن للدرس اللغوي أن يصرفنا تماما عن تفسير نسب للتابعين أو لابن عباس ليس بحجة على كتاب الله أصلاً والحجة لكلام الله وعصمة أنبيائه على الجميع!!
4-وخصوصا إذا تم جمع الآيات التي تبين مدى حرص الرسول على تبليغ القرآن وهداية الخلق حتى كاد أن يهلك نفسه حسرات عليهم فلعله المقصود من معنى الحرج في هذه الآية ؛ ويعضده ما جاء في لحاق هذه الآية من قوله تعالى {وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5)} (الأعراف: 2 - 5). حيث جعل الذكرى تنفع للمؤمنين أو الذين أقام الله في قلوبهم الهداية، ثم عن هلاك من يهلك عن بينة بعد امر الله للجميع بامتثال امره وجهاد النبي العظيم في تبليغ هذا الأمر، لذلك عقب الكلام بما يدل على ان من هلك قبلهم اعترفوا بظلمهم أنفسهم حين نبذوا دعوة الرسول.
وأما حين يحتج أحدهم ويقول أن وصف الشك ورد في كتاب الله مخاطبا رسوله حين قال تعالى في أكثر من آية { فلا تك من الممترين} قلنا هو تجاهل للغة القرآن، واستعماله لدلالات الكلمات، فمعنى "الامتراء" هنا هو المحاجة والجدال للدفاع عن شئٍ فيه مرية إما لنصرة حق أو لنصرة باطل ..
قال الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502هـ): المِرْيَةُ: التّردّد في الأمر، وهو أخصّ من الشّكّ. قال تعالى: {وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} (الحج/ 55). ، {فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ }(هود/ 109). ، { فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ} (السجدة/ 23). ، { أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ } (فصلت/ 54). والامتراء والمُمَارَاة: المحاجّة فيما فيه مرية. قال تعالى:{قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ}(مريم/ 34). ، {بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ} (الحجر/ 63). ، {أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى}(النجم/ 12). ، {فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً}(الكهف/ 22). .ا.ه.([2])
فالحديث عن المراء حديث عن جدال ونهى الرسول عن المراء والامتراء في بعض المواضع هو نهى عن الجدال وحسم لمادته في أمورٍ شدد الله تعال على أنها من الثوابت التي لا تحتاج لجدال؛ فأصل الإيمان بها موجود حتى في قلوب المشركين {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)} (النمل: 14).، ولذلك النهى عن المرية فيها هو نهى عن التردد الذي يمثله اللين وجلسات الجدال؛ بل الصدع بالحق بكل قوةٍ، وهو حث قرآني وتجديد لهمة الرسول يفهمه المربون في كل زمان.
وبذلك يتبين لنا أن الشك بمعنى تساوي طرفين نقيضين في العلم هو ضد الإيمان ولا يجوز تفسير الحرج في الآية به إطلاقا. أما الشك الوارد في الآية {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)}([3]) (يونس: 94) فإن الحديث كان في السباق عن بني اسرائيل وكيف أنهم جاءتهم الآيات والعلم ومع ذلك كفروا، ولذلك حث نبيه على تقريرهم بما في كتبهم من العلم الذي كفروا به، وجاء في اللحاق عدم الإكثار من جدالهم لأن الذين حق عليهم من الله من الله الكفر لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية، فالأية أيضا إشفاق من الله على نبيه الذي حمَّل نفسه ما لا يطيق في الأمل في إيمان اولئك الجاحدون، والخطاب الرباني هنا لنبيه وخليله خطاب تسليةٍ وحوارٌ حول جهود الرسول في إصلاح أولئك الفاسدين ثم هو بعد ذلك خطاب عام للنهى عن الشك أو التردد في حكمة الله تعالى وأحكامه، ونظير ذلك قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (الأنعام: 111 – 115).. ولعل هذا يفتح باب التأمل في (مستويات الخطاب في القرآن الكريم) وله تفصيله في غير هذا الموضع.
نرجع إلى الآية المباركة ولنتأمل كيف يفتح العلامة ابن عطية أفقه رويداً في تأمل النص الكريم فيقول: نُهِي النبي صلى الله عليه وسلم أن يبرم أو يستصحب من هذا الكتاب أو بسبب من أسبابه حرجا، ولفظ النهي هو للحرج، ومعناه للنبي عليه السلام.
وأصل الحرج (أى في اللغة) الضيق، ومنه الحرجة الشجر الملتف الذي قد تضايق، و «الحرج» هاهنا يعم الشك والخوف والهم وكل ما يضيق الصدر، وبحسب سبب الحرج يفسر الحرج هاهنا، وتفسيره بالشك قلِق، والضمير في {مِنْهُ} عائد على الكتاب أي بسبب من أسبابه، و «من» هاهنا لابتداء الغاية، وقيل يعود على التبليغ الذي يتضمنه معنى الآية، وقيل على الابتداء. قال: وهذا التخصيص كله لا وجه له إذ اللفظ يعم الجهات التي هي من سبب الكتاب ولأجله، وذلك يستغرق التبليغ والإنذار وتعرض المشركين وتكذيب المكذبين وغير ذلك.ا.ه.([4])
وما يفتح شهيتنا لهذا التأمل هو قول ابن عطية: «الحرج» هاهنا يعم الشك والخوف والهم وكل ما يضيق الصدر، وبحسب سبب الحرج يفسر الحرج هاهنا، وتفسيره بالشك قلِق.ا.ه
أقول : أى أن توجيه تفسير الحرج بالشك لا يريح صدر ابن عطية لمخالفته لمعناه اللغوي بتخصيصه بلا مخصِّص كذلك لما فيه من التعرض لمقام اليقين في قلب رسول الله.
ثم نجد من قراءتنا للقرآن توجيه جميل ومطرد في آيات كُثُرٍ لمعنى الحرج يعتبر بحد ذاته من تفسير القرآن بالقرآن الذي هو أرقى أنواع التفاسير لأنه يخرج عن الظنية والتقول إلى شبه اليقين من جمع آيات الله تعالى بعضها مع بعض وفهمها في سياق بعضها البعض، ثم إعمال للوحدة العضوية والتكاملية في كتاب الله تعالى، ويتفق مع ذلك كله مع البنية اللغوية لمعنى الحرج واستعمالها في كتاب الله تعالى، وهو منهج يبحث في لغة القرآن وأثرها في فهم كتاب الله تعالى. كل ذلك في مقابل نقول عن ابن عباس رضى الله عنه وبعض التابعين لا سبيل إلى رفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتصير حتى على مستوى الظن العلمي.
أعود فأقول: "الحرج" أصله في اللغة كما مر من الضيق. وأما عن استعماله في لغة القرآن قال الرغب: أصل الحرج والحراج مجتمع الشيئين، وتصور منه ضيق ما بينهما، فقيل للضيق: حرج، وللإثم حرج، قال تعالى: {ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا} (النساء/65)، وقال عز وجل: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} (الحج/78)، وقد حرج صدره، قال تعالى: {يجعل صدره ضيقا حرجا} (الأنعام/125)، أي: ضيقا بكفره، لأن الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس لكونه اعتقادا عن ظن، وقيل: ضيق بالإسلام كما قال تعالى: {ختم الله على قلوبهم} (البقرة/7)، وقوله تعالى: {فلا يكن في صدرك حرج منه} (الأعراف/2)، قيل: هو نهي، وقيل: هو دعاء، وقيل: هو حكم منه، نحو: {ألم نشرح لك صدرك} (الشرح/1)، والمتحرج والمتحوب: المتجنب من الحرج والحوب.([5])
ثم لننظر سويا في كتاب الله تعالى لندرك المقصود من الحرج أو الضيق في الآية الكريمة:
{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)} (النحل: 127).
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)} (النمل: 67 - 70).
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} (الحجر: 94 - 99).
{... إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)} (الكهف: 5، 6). و"باخع نفسك" أى مهلكها أسفا وحرصا على إيمانهم.
{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} (الشعراء: 3، 4). أخبر عن قدرته على تحصيل مراده من عباده، فهو قادر على أن يؤمنوا كرها لا طوعاً بآياتٍ من السماء ترهبهم فلا يكفرون.
{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} (فاطر: 8).
{مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)} (طه: 2، 3).
{وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)} (فاطر: 22 - 26).
{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22)} (الغاشية: 21، 22).
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)} (الأنعام: 33 - 35).
{وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)} (لقمان: 23).
{فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)} (يس: 76)....
كل هذه الآيات ونظيرها تبين لنا تفصيلاً معنى الحرج الذي في آية الأعراف؛ مما يجعل تخصيصها بالشك الذي لا يليق في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم طريق تعسفٍ وقصور في فهم كتاب الله تعالى .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو اليقين ذاته وحين يغلي هذا اليقين في نفسه الشريفة ينتشر في الأرض وجداناً وحركةً وفعلاً لا يهدأ ليدخل الناس جميعاً لو استطاع في دين الله الله تعالى ورحمته لذلك يصف ربه تلك الغيرة والتضحية والعظمة في همته عليه السلام في دين الله تعالى بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} ثم يرشده إلى الرفق بنفسه الشريفة في هذه الدعوة ويقول له: { قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)} (الأنبياء: 107 – 112).
فالخطاب الرباني لمحمد صلى الله عليه وسلم في هذه الآيات ونظيرها خطاب شفقةٍ ورفقٍ ودعوة إلى التريث والرفق بالنفس في هذه المهمة الشاقة لأن الإيمان والكفر بيد الله تعالى ابتداءاً ولا سبيل لتغيير قدره وقضاءه في الناس إلا له سبحانه، وكأنه سبحانه- وله المثل الأعلى- يقول لخليله صلى الله عليه وسلم ( ارفق بنفسك، لا تهلكها في الغيرة والسعى على نشر الدعوة، لأن إيمان من يؤمن وكفر من يكفر بيدي، فلا تكثر من جدال الكافرين الذين يعلمون في قرارة نفوسهم أنه الحق من ربك ولكنهم في شكهم يترددون، دعهم وما يفترون، ولا تحزن من تكذيبهم فهم لا يدعونك كاذباً ولكنهم يكذبون الحق الذي جئت به، لا تحزن من مكرهم لك فإن ربك معك، ولا يحزنك كفرهم؛ فقط بيِّن لهم دعوة الحق ولا تماريهم كثيراً ، واثبت بكل يقينك وتوكلك على الله امام مكرهم وكيهم فلن يصلوا إليك، فكم أهلكنا من هو أشد منهم ، وفي النهاية كل موكول إلى اختياره...).
كان ذلك خلاصة خطاب قرآني تكرر لرسول الله تعالى في كتابه ملئٌ بالشفقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمته، وتسليته، وحفزه إلى التبليغ غير المبالغ فيه عن ربه، والرفق بنفسه وبغيرته على دين الله سبحانه، والوقوف على أرضٍ راسخةٍ من القوة في دين الله وليس الهم والشعور المستمر الذي يلازم العظماء بالتقصير ،والألم بتكذيب قومه وكيدهم ومكرهم له.... ذلك كله هو الحرج الذي نهاه ربه عنه في الآية الكريمة وكله متعلق بجانب النذارة والتحذير من الشرك بالله الذي جاء به ليقف صلى الله عليه وسلم منفردا ليس معه إلا ربه يجابه تحجر عادات وصخرية عقولٍ وقلوبٍ صنعتها مئات ؛ بل آلاف السنين.
فهل نفهم القرآن من لغته وسياقة آياته وسياقه العام وفقه الدعوة وفقه مراتب الخطاب الرباني وغاياته أم نقف مكتوفي الأيدي عند حل معاني الألفاظ ولو إلى ما لا ترتضيه اللغة العربية في أبسط تحليلاتها(؟!!!).


[1] تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (12/ 295)


[2] المفردات في غريب القرآن (ص: 766)

[3] الآيات محل الشاهد هنا كاملة في قوله تعالى : {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)} [يونس: 94 - 97]

[4] تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (2/ 372) دار الكتب العلمية بيروت. وابن عطية هو : أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي (المتوفى: 542هـ) من علماء اللغة والتفسير المفردين.


[5] مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ـ نسخة محققة (1/ 223) ط دار القلم دمشق.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 03:40 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات