شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ مشاري العفاسي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ محمد ايوب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ توفيق الصائغ (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية--القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ فارس عباد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ خليفة الطنيجي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ سعد الغامدي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ الحذيفي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم احزاب 60 حزب- مصحف مجود - ل الشيخ عبد الباسط - مجود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم احزاب 60 حزب - مصحف مرتل- ل الشيخ الحصري (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: --القران مقسم اجزاء 30 جزء -مرئي مصحف مرتل- ل اجمل الاصوات ختمه عام 1430 شهر رجب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 11-06-2014, 04:52 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي خُـلق الشجاعة

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله)، نفعنا الله وإياكم بها.

خُـلق الشجاعة

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن الشجاعة أيها الأفاضل هي من أكرم الخصال التي يتصف بها الرجال، يقول ابن حزم – رحمه الله- :"حد الشجاعة بذل النفس للموت عن الدين والحريم،وعن الجار المضطهد وعن المتسجير المظلوم،وعن الهضيمة ظلما في المال والعرض وفي سائر سبل الحق سواء قل من يعارض أو كثر ". مداواة النفوس (ص 32)
فهي صفة كريمة تحمل على التحلي بمعالي الأخلاق، يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :" الشجاعة :تحمله على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم". مدارج السالكين ( 2 / 308)
و تجعل صاحبها دائما بإذن العزيز المقتدر منشرح الصدر، يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :"فإن الشجاع منشرح الصدر واسع البطان متسع القلب ". زاد المعاد ( 2/ 26)
ويَقطف من تحلى بها بإذن رب العالمين ثمارا نافعة تعود بالنفع عليه وعلى المسلمين، يقول الإمام ابن القيم- رحمه الله- :" وأهل الشجاعة والجود :هم أهل حسن الظن بالله كما قال بعض الحكماء في وصيته:عليكم بأهل السخاء والشجاعة فإنهم أهل حسن الظن بالله ".الفروسية (ص 491)
لكن مما ينبغي أن نعلمه أيها الكرام أن مدح من تحلى بهذا الخلق النبيل إنما يكون إذا استعمله فيما يُرضي العزيز الجليل ،يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-:"ومما ينبغي أن يعلم أن الشجاعة إنما فضيلتها في الدين لأجل الجهاد في سبيل الله، وإلا فالشجاعة إذا لم يستعن بها صاحبها على الجهاد في سبيل الله كانت: إما وبالا عليه، إن استعان بها صاحبها على طاعة الشيطان، وإما غير نافعة له إن استعملها فيما لا يقربه إلى الله تعالى ". منهاج السنة النبوية (8 /86)
وأن حسن الرأي أيها الأحباب هو من أهم الأسباب التي ينبغي أن تصحب الشجاعة عند استعمالها في طاعة العزيز الوهاب، يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :"وصحة الرأي لقاح الشجاعة فإذا اجتمعا كان النصر والظفر وإن قعدا فالخذلان والخيبة وإن وجد الرأي بلا شجاعة فالجبن والعجز وإن حصلت الشجاعة بلا رأي فالتهور والعطب ". الفوائد (ص 200)
فالرجل الشجاع هو الذي يمتاز برجاحة العقل و حسن التدبير وهو الذي يستفيد من الصفة الكريمة ويتعدى نفعه إلى غيره بإذن العزيز القدير ،يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :" وإذا اجتمع في الرجل الرأي والشجاعة، فهو الذي يصلح لتدبير الجيوش وسياسة أمر الحرب ،والناس ثلاثة: رجل، ونصف رجل، ولا شيء ، فالرجل من اجتمع له أصالة الرأي والشجاعة فهذا الرجل الكامل ". الفروسية ( ص 504)
ولما كان لهذا الخلق النبيل هذه المكانة الرفيعة و الدرجة العالية أيها الكرام تحلى به صفوة عباد العزيز العلام وهم الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، حيث كانوا لا يخشون في تبليغ ما أرسلوا به أحدا من الأنام، يقول عنهم سبحانه:(الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله) [ الأحزاب : 39]
يقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :"يتلون على العباد آيات الله، وحججه وبراهينه، ويدعونهم إلى الله ( ويخشونه ) : وحده لا شريك له (ولا يخشون أحدا إلا الله ) : فإذا كان هذا سنة في الأنبياء المعصومين، الذين وظيفتهم قد أدوها وقاموا بها أتم القيام،وهو:دعوة الخلق إلى الله، والخشية منه وحده التي تقتضي فعل كل مأمور،وترك كل محظور". تفسير السعدي (ص 666)
فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم كان من أشجع الناس ، يقول أنس – رضي الله عنه- قال :كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ الناس، وكان أَجْوَدَ الناس، وكان أَشْجَعَ الناس، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا وقد سَبَقَهُمْ إلى الصَّوْتِ،وهو على فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ في عُنُقِهِ السَّيْفُ وهو يقول: لم تُرَاعُوا لم تُرَاعُوا ...". رواه البخاري (2875)ومسلم ( 2307) واللفظ له.
يقول النووي – رحمه الله- :" ( لم تراعوا ) أي روعا مستقرا أو روعا يضركم ،وفيه فوائد منها بيان شجاعته صلى الله عليه وسلم من شدة عجلته في الخروج إلى العدو قبل الناس كلهم، بحيث كشف الحال ورجع قبل وصول الناس". الشرح على صحيح مسلم ( 15/ 68)
يقول القاضي عياض – رحمه الله- :" أما الشجاعة والنجدة فالشجاعة فضيلة قوة الغضب وانقيادها للعقل ، والنجدة : ثقة النفس عند استرسالها إلى الموت حيث يحمد فعلها دون خوف.وكان صلى الله عليه وسلم منهما بالمكان الذي لا يجهل قد حضر المواقف الصعبة ، وفرَّ الكماة والأبطال عنه غير مرة، وهو ثابت لا يبرح، ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح وما شجاع إلا وقد أحصيت له فرة ، وحفظت عنه جولة سواه ". كتاب الشفا (ص 94)
وكذلك ممن كان يتصف بهذه الخصلة الكريمة صحابة نبينا عليه الصلاة والسلام حيث ضربوا لنا في سبيل نشر الإسلام أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية والإقدام ومن بين هؤلاء الأبطال أبو بكر الصديق-رضي الله عنه -،يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :" وكان الصديق رضي الله عنه أشجع الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم... برز على الصحابة كلهم بثبات قلبه في كل موطن من المواطن التي تزلزل الجبال، وهو في ذلك ثابت القلب ربيط الجأش يلوذ به شجعان الصحابة وأبطالهم، فيثبتهم ويشجعهم ". الفروسية (ص 500)
وكذلك من جاء بعدهم من سلفنا الصالح أيها الكرام الذين كذلك كانوا من أشجع الأنام، حيث يشهد بذلك ما يُذكر في سيرهم و ما يُروى من أخبارهم وعلى سبيل المثال لا الحصر! ما يُذكر عن الإمام المِقدام و البطل الهمام ابن تيمية شيخ الإسلام،حيث يقول عنه تلميذه أبو حفص البزار - رحمه الله – ( ت 749هـ) :" كان من أشجع الناس وأقواهم قلبا ما رأيت أحدا أثبت جأشا منه ولا أعظم عناء في جهاد العدو منه كان يجاهد في سبيل الله بقلبه ولسانه ويده ولا يخاف في الله لومة لائم.
وأخبر غير واحد أن الشيخ رحمه الله كان إذا حضر مع عسكر المسلمين في جهاد يكون بينهم واقيتهم وقطب ثباتهم إن رأى من بعضهم هلعا أو رقة أو جبانة شجعه وثبته وبشره ووعده بالنصر والظفر والغنيمة وبين له فضل الجهاد والمجاهدين وإنزال الله عليهم السكينة ...".الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية (ص 67)
فعلى من رُزق هذه الخصلة الكريمة أن يحمد عليها الرحمن، وأن يستعملها فيما يرضي المنان، لأن هذا من الشكران، وأن يحذر أشد الحذر من أن يصرفها في طاعة هوى نفسه والشيطان، لأن هذا من جحود النعم الذي هو الكُفران.
وعلى كل من لم يتحل بها أن يبذل ما يعينه على تحقيقها من أسباب مع سؤاله العون و السداد من العزيز الوهاب، وليحذر كذلك من أن يكون ممن يتصف بخلق الجبن الذي هو عند جميع الناس قبيح و مذموم،يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- : "والجبن خلق مذموم عند جميع الخلق".الفروسية(ص491)
لأن من ابتلي به أُصيب بضيق الصدر وحُرم لذة الفرح والسرور ،يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :"والجبان :أضيق الناس صدرا وأحصرهم قلبا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له ولا ونعيم، إلا من جنس ما للحيوان البهيمي، وأما سرور الروح ولذتها ونعيمها وابتهاجها فمحرم على كل جبان،كما هو محرم على كل بخيل،وعلى كل معرض عن الله سبحانه،غافل عن ذكره، جاهل به،وبأسمائه تعالى وصفاته ودينه ". زاد المعاد ( 2/26)
فعلينا جميعا أيها الكرام حتى من كان منا متصفا بالشجاعة والإقدام أن نحرص على اجتناب هذا الخلق المذموم ونستعيذ منه دائما كما كان يفعل نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، فعن أنس – رضي الله عنه- قال : كان النبي صلى الله عليه يقول: اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من الْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْهَرَمِ، وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ". رواه البخاري (2668) ومسلم (2706) واللفظ له
يقول الإمام النووي – رحمه الله- :"وأما استعاذته صلى الله عليه وسلم من الجبن والبخل، فلِما فيهما من التقصير عن أداء الواجبات، والقيام بحقوق الله تعالى وإزالة المنكر والإغلاظ على العصاة، ولأنه بشجاعة النفس وقوتها المعتدلة تتم العبادات، ويقوم بنصر المظلوم والجهاد، وبالسلامة من البخل يقوم بحقوق المال وينبعث للإنفاق والجود ولمكارم الأخلاق، ويمتنع من الطمع فيما ليس له، قال العلماء :واستعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الأشياء لتكمل صفاته في كل أحواله وشرعه أيضا تعليما وفى هذه الأحاديث دليل لاستحباب الدعاء والاستعاذة من كل الأشياء المذكورة وما في معناها وهذا هو الصحيح الذي أجمع عليه العلماء وأهل الفتاوى في الأمصار ". الشرح على صحيح مسلم ( 17 /30)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجعلنا وإياكم ممن يتحلى بكل خُلق يحبه سبحانه ويرضاه، ومن ذلك الشجاعة و الكرم ، وأن يجنبنا عن كل خلق يكرهه تعالى ويأباه ومن ذلك الجبن والبخل، فهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 08:00 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات