01-15-2015, 08:10 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,232
|
|
(( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ))
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى - : (( قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ) الِاسْتِعَانَةُ بِالصَّبْرِ عَلَى أُمُورِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَا إِشْكَالَ فِيهَا، وَأَمَّا نَتِيجَةُ الِاسْتِعَانَةِ بِالصَّلَاةِ، فَقَدْ أَشَارَ لَهَا تَعَالَى فِي آيَاتٍ مِنْ كِتَابِهِ، فَذَكَرَ أَنَّ مِنْ نَتَائِجِ الِاسْتِعَانَةِ بِهَا النَّهْيَ عَمَّا لَا يَلِيقُ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) ، وَأَنَّهَا تَجْلِبُ الرِّزْقَ وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) ، وَلِذَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ بَادَرَ إِلَى الصَّلَاةِ.
وَإِيضَاحُ ذَلِكَ: أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ يُنَاجِيهِ، وَيَتْلُو كِتَابَهُ هَانَ عَلَيْهِ كُلُّ مَا فِي الدُّنْيَا رَغْبَةً فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ وَرَهْبَةً مِنْهُ، فَيَتَبَاعَدُ عَنْ كُلِّ مَا لَا يُرْضِي اللَّهَ فَيَرْزُقُهُ اللَّهُ وَيَهْدِيهِ. )) ( أضواء البيان )
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( والصّلاةُ نُورٌ , والصّبرُ ضِياءٌ )) (رواه مسلم)
قال ابن دقيق العيد – رحمه الله تعالى - : (( والصّلاةُ نورٌ : معناه أنّها تَمنعُ من المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر , وتهدي إلى الصّواب , كما أن النّور يستضاءُ بهِ . وقيل : معناه أن يكون آخرها نورا لصاحبها يوم القيامة , وقيل : إنها تكون نوراً ظاهراً على وجهِهِ يومَ القيامة , ويكون في الدّنيا على وجهِهِ البهاء , بخلافِ من لم يُصلِّ , والله أعلم )) ا.ه ( شرح الأربعين )
قال الدكتور عمر المقبل : ((ومن تأمّل عموم الأوامر والنّواهي في الشّريعة , وجد أنّه لا يحرّكها شيء كالصّبر , وما يَرْجُوهُ الصّابرُ بعد ذلك من حسن العاقبةِ في الدّنيا والآخرة ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
وإلا فما الذي يحمل المجاهد على فراق بلده , وتعرّضه لبارِقة السُّيوف , وقصف الطائرات ؟
وما الذي يجعل الجّيوش الجرارة تسير من بلد إلى بلد , وترابط في الثغور الأيام والشّهور ؟!
وما الذي يجعل المؤمن في اللّيلة الشّاتية يتوضأ بالماء البارد ؟
وما الذي يجعله يتلقى مصائب النّقص في المال والولد ؟
وما الذي يدفعه لترك شهوة محرمة قدرعليها , وتمكن منها ؟
إنّه الصّبر ! وصدق علي – رضي الله عنه – حين قال : ( فالصّبر من الإيمان كالرّأس من الجسد ) فما ظنك برأس يُفصَلُ عن جسده !
يقول ميمون بن مهران : ما نالَ أحدٌ شيئاً من جميع الخير – نبي فمن دونه – إلا بالصّبر )) ا.ه (قواعد نبوية )
والحمد لله رب العالمين ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|