01-18-2016, 09:19 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
حدثني الشيخ الأديب الرحّالة محمد بن سعود الحمد الشيخ عبدالحميد كشك أنه ...
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثني الشيخ الأديب الرحّالة محمد بن سعود الحمد – وفقه الله - ، صاحب رسالة " موسوعة الرحلات " - وله ترجمة في الجزء الأول من "قاموس الأدب والأدباء " - أنه زار الشيخ والخطيب المُفوّة عبدالحميد كشك – رحمه الله – في منزله بالقاهرة في شهر شوال من عام 1411هـ ، ووصف اللقاء بالحميمي والمرح ؛ رغم ظروف الشيخ القاسية ، ومنع الأمن له من مغادرة منزله .
يقول : فسألته بأي الكتب تنصحنا في مجال العقيدة ؟ لمعرفة رأيه .
فأجاب الشيخ كشك بلهجته المصرية :
( ما تتعبش حالك يا ابني ! اعمل زي اللي أنا أعمله في عزلتي بمنزلي ، حيث أنني عاكفٌ على أشرطة الشيخ محمد بن عثيمين ، أستفيد منها ، وعاكفٌ على تفسير القرآن ) .
قلت : عندما سمعت هذا من الشيخ الحمد لم أستغربه من الشيخ كشك – رحمه الله - ؛ لأنني سبق أن قرأت مذكراته ، وفيها شكايته عندما كان طالبًا بالأزهر من كتب العقيدة الأشعرية والماتريدية الكلامية المُتكلفة . مما يدل على أنه – رحمه الله - كان متهيأً منذ ذاك الوقت لتقبل كتب العقيدة السلفية السهلة ، التي تقوم على النصوص الشرعية – كما هو معلوم - ، وتقبلها فطرة المسلم السوي .
يقول – رحمه الله – في " مذكراته " ( ص 53 ) :
( لقد كنا ندرس علم التوحيد في كتاب يسمى « العقائد النسفية » وهو منسوب إلى الإمام النسفي ، وكنت أعتبر هذا الكتاب تمرينات عضلية للعقل كحمل الأثقال لعضلات البدن ! من ذلك قوله عن صفات الله تعالى : « وهي لا هو ولا غيره » ! فمن يستطيع أن يصل إلى معنى هذه العبارة إلا أن يكون قد سبق له دراستها والوقوف على معناها. ومن ثمّ فإنني لست من الذين يؤيدون التعقيد في العقائد. إنما أدعو إلى تبسيطها وتيسيرها وأن تُستقى من القرآن والسنة ، ففيهما حقيقة الأشياء ثابتة واضحة ، وإذا تحدثنا عن الله فإن خير من يُخبرنا عن الله هو الله ، ثم رسوله. والتوجيه في القرآن واضح كالشمس في ضحاها ، وفي السنة مُنير كالقمر إذا تلاها ، فمن اتبع ذلك سار في ضوء النهار إذا جلاها ) .
فرحم الله الشيخ عبدالحميد كشك ، وأسكنه فسيح جناته .. والله الهادي .
.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|