05-24-2015, 04:44 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
ضياع الوقت أشد من الموت!
ضياع الوقت أشد ّمن الموت!
صالح الشناط
''ضياع الوقت أشد من الموت'' هذه عبارة قالها ابن القيم رحمه الله في كتابه "الفوائد"، وبتنا في هذا الزمن نلمس تضييعاً للأوقات وأي تضييع! فحين تركب السيارة تجد من يضيع وقته، وحين تمشي في الطرقات، وفي أماكن العمل وفي البيت، بل وكيفما التفت تجد من هو في فراغ لا هو في أمر الدنيا ولا الآخرة. وحقيقة أنك تجد أكثر من يشتكي قلة الوقت، معظم وقته في فراغ، كما يقول جان دي لا بروييد "أولئك الذين يسيئون استغلال وقتهم هم أول المتذمرين من قصر ذلك الوقت".
ولقد جاء الإسلام بحفظ الوقت، وعني بذلك السلف والعلماء، يقول ابن عقيل يرحمه الله: "إنّ أجلّ تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء هو الوقت، فهو غنيمة تنتهز فيها الفُرَص، فالتكاليف كثيرة، والأوقات خَاطِفة". وقال ابن الجوزي رحمه الله: "ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يُضيع منه لحظة في غير قُرْبة، ويُقدِّم الأفضل فالأفضل من القول والعمل".
وكان أبو يوسف رحمه الله في مرض الموت، وعنده أحد تلاميذه، وقد أُغمي عليه، فلما أفاق قال له: يا إبراهيم ما تقول في مسألة كذا؟ فقال إبراهيم: في مثل هذه الحال! قال: نعم، لا بأس لعله ينجو ناج! فتباحثا قليلاً، قال إبراهيم: فلما خرجتُ من عنده سمعتُ الصُّراخ عليه وإذا هو قد مات. وكان سليم الرازي رحمه الله إذا كان يكتب فحفي عليه القلم، وأخذ في بريه حرَّك شفتيه بالقراءة.
فلا بدّ لك من تنظيم وقتك، حتى تكسب أوقاتاً كثيرة ضائعة دون استفادة، وبعض الناس يقول دوماً إنه ليس لديه وقت، بل ليس لديه وقت أصلاً لينظم وقته!
يُحكى أن حطاباً كان يجتهد في قطع شجرة في الغابة، ولكن فأسه لم يكن حاداً؛ إذ أنه لم يشحذه من قبل، مرّ عليه شخص ما فشاهده على تلك الحالة، وقال له: لماذا لا تشحذ فأسك؟ قال الحطاب وهو منهمك في عمله: ألا ترى أنني مشغول في عملي؟!
من يقول بأنه مشغول ولا وقت لديه لتنظيم وقته فهذا شأنه كشأن الحطاب في القصة! إن شحذ الفأس سيساعده على قطع الشجرة بسرعة، وسيساعده أيضاً على بذل مجهود أقل في قطع الشجرة، وكذلك سيتيح له الانتقال لشجرة أخرى، وكذلك تنظيم الوقت، يساعدك على إتمام أعملك بشكل أسرع وبمجهود أقل، وسيتيح لك اغتنام فرص لم تكن تخطر على بالك لأنك مشغول بعملك.
في إحصائيات كثيرة نجد أن أموراً صغيرة تهدر الساعات سنوياً، فلو قلنا مثلاً إنك تقضي 10 دقائق في طريقك من البيت وإلى العمل، وكذلك من العمل إلى البيت؛ أي أنك تقضي 20 دقيقة يومياً تتنقل بين البيت ومقر العمل، ولنفرض أن عدد أيام العمل 5 أيام أسبوعياً.
5 أيام × 20 دقيقة = 100 دقيقة أسبوعياً
100 دقيقة أسبوعياً × 53 أسبوعاً = 5300 دقيقة = 88 ساعة تقريباً!
لو قمت باستغلال هذه العشر دقائق يومياً في شيء مفيد لاستفدت من 88 ساعة تظن أنت أنها وقت ضائع أو مهدر، كيف تستغل هذه الدقائق العشر؟ بإمكانك الاستماع لأشرطة تعليمية، أو حتى تنظم وقتك ذهنياً حسب أولوياتك المخطط لها من قبل، أو تجعل هذا الوقت مورداً للأفكار الإبداعية المتجددة، أو تقرأ كتاباً، أو تحفظ من مصحفك.
فابدأ بوضع برنامج يومي، تنظم فيه ساعات يومك كيف تقضيها، وإلا ضاع عليك وقتك، وبالتالي يضيع عمرك، ما يعني ضياعك أنت، وقديماً قالوا: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك! ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|