اللسان من أعظم أسباب دخول الجنة أو النار
سعيد مصطفى دياب
اللسان من أعظم أسباب دخول الجنة:
اللسان قد يكون من أعظم أسباب دخول الجنة إذا حفظه صاحبه من السوء، وجعله رطبًا من ذكر الله تعالى.
فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ".[1]
اللسان من أعظم أسباب دخول النار:
وكما أن اللسان من أعظم أسباب دخول الجنة إذا حفظه صاحبه، فإنه كذلك من أعظم أسباب دخول النار إذا لم يقيده صاحبه بأحكام الشرع، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ "تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ". وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ: "الْفَمُ وَالْفَرْجُ".[2]
وقد يكون سبب دخول النار كلمة يقولها الإنسان ولا يهتم لها، بل ربما ينساها بعد دقائق، وقد جلبت له شقاء الأبد، وما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، وهذا يبين لنا أهمية الكلمة، ومدى خطر اللسان.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ".[3]
لذلك كان أخوف ما يخافه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المسلم اللسان، ولم لا وهو الذي يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ.
فعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. قَالَ:" قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ ". قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ: "هَذَا".[4]
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: "لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ". ثُمَّ قَالَ " أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ". قَالَ ثُمَّ تَلاَ: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ حَتَّى بَلَغَ ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ ثُمَّ قَالَ: "أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ". قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ". ثُمَّ قَالَ: "أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ". قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ: "كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا". فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟"[5].
[1] رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان - حديث:6119
[2] رواه أحمد،حديث: 7723، ورواه ابن ماجة، كتاب الزهد، باب ذكر الذنوب- حديث: 4244، والبخاري في الأدب المفرد- باب حسن الخلق إذا فقهوا، حديث: 304
[3] رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، حديث: 6122، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، كتاب الزهد والرقائق، باب التكلم بالكلمة يهوي بها في النار، حديث : 5414
[4] رواه أحمد، حديث: 15146، والترمذي كتاب الزهد، باب ما جاء في حفظ اللسان، حديث: 2392، وابن ماجه، كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة- حديث: 3970
[5] رواه أحمد، حديث:21521، والترمذي، كتاب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في حرمة الصلاة، حديث: 2607، وابن ماجه كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة - حديث: 3971
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك