06-28-2015, 03:00 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 348,208
|
|
(10) والثلث كثير
(10) والثلث كثير
صالح الشناط (أبو عبد الرحمن)
بالأمس كنا نقول أهلاً رمضان، واليوم نقول مهلاً رمضان، فها نحن نودع العشر الأوائل منه والتي تمثل ثلثه، وحقيقة أن الثلث كثير، نعم كثير لأن هذا الأيام مباركة عظيمة غالية، العبادات فيها مضاعفة.
قبيل رمضان شحذنا الهمم، واستعدت النفوس لاستغلال رمضان، والوصول إلى القمم، غير أن النفوس خانت أصحابها، فما كانت معتادة على هذا البرنامج الشاق المكثف الذي وضع لها. إلا أنك يا صديقي إن أرخيت لنفسك العنان وما تريد، فإنها غير الراحة لا تريد، والراحة لا تنال بالراحة، غير النعيم لا تريد، والنعيم لا يدرك بالنعيم، فألجمها وألزمها، واجعل لسان حالك قول ابن رواحة رضي الله عنه:
أقسمت يا نفس لتنزلنّ .. لتنزلنّ أو لتُكرهنّ
نعم، إذا لم تنزل النفس على القيام والقرآن أنزلها، إذا لم تستقم أخلاقها فقومها، يقول ابن الجوزي رحمه الله: "والنفس كالمرأة العاصية في المداراة والسياسة، فهي تدارى عند نشوزها بالوعظ، فإذا لم تصلح فبالهجر، فإن لم تصلح فالبضرب، وليس في سياط التأديب أنفع من العزم والمجاهدة والمنع". إذاً مع إدبار العشر وإقبال أختها، أعد الكرّة، وألزم النفس، وما هي إلا أيام ويرحل الشهر المبارك.
غداً توفى النفوس ما كسبت .. ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم .. وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
بالأمس القريب نهنئ بعضنا بدخول الشهر، واليوم نعزي بعضنا بخروجه، وهكذا هي الأيام، فالبدار البدار، انتبه للعمر أيها الحبيب، الصالحون تسابقوا للخيرات، وفازوا بالحسنات، ومن الناس من ما زال أسيراً للشهوات وعبداً للذات، وصدق الله: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}.
وختاماً ألفتُ إلى أنه ينتشر بين الناس حديث "رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار"، غير أن هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فشهر رمضان كله رحمة ومغفرة، وفي كل ليلة لله عتقاء من النيران.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|