شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: القران كامل مقسم الى احزاب ل سعد الغامدي بجودة رهيبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: القران مقسم الى شبه ارباع 295 مقطع مع الدعاء برابط واحد ل الشيخان السديس و الشريم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: المصحف المرتل مقسم الى ايات ل سعد الغامدي - كامل - كل سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: المصحف المجود مع الترجمة ل اللغة الانجليزية - مقسم الى ايات - كامل - ل عبد الباسط عبد الصمد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: المصحف المجود مقسم الى ايات - كامل - ل عبد الباسط عبد الصمد - كل سورة برابط (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: المصحف المرتل مقسم الى ايات - كامل - ل احمد العجمي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: المنشاوي مقسم ارباع جودة عالية 32 ك ب و حجم صغير (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: القران مقسم الى ايات - كامل - ل خالد القحطاني 192 ك ب - كل سورة برابط (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الشيخ خالد الجليل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف القران بصوت المنشاوي مجود بجودة 192 ك ب مقسم الى صفحات (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 03-21-2015, 04:18 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي ملخص لكتاب ( مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية )

مـــــلــــــــــخـــــص
لكتاب
مفهوم الحرية
بين الإسلام والجاهلية
لمؤلفه : علي بن نايف الشحود





عمل الطالبة :
جميلة بنت صالح المالكي








بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ،وعلى آله وصـحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :

فهذا ملخص لكتاب ( مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية ) للباحث في القرآن والسنة / علي بن نايف الشحود .

... والحرية هي أساس التكليف، وهي التي تميز الإنسان من الحيوان، فإذا فقدت الحرية فقـدت الكرامة والإنسانية، ومن ثم فقد سعى الطغاة بكل ما يستطيعون لتحويل البشر من أحـرار إلى عبيد وأرقاء يعملون ليل نهار لخدمتهم ... والويل ثم الويل لمن يطالب بحريته، فسوف يصيبهم ما أصاب سحرة فرعون لما آمنوا بالله تعالى، حيث قال لهم فرعون (قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ ) ( سورة طه 71) والإسلام قد سبق جميع المبادئ الأرضية في تقرير هذه الحرية وصيانتها والحفاظ عليه .





وقد قسمت هذا الملخص إلى :
 المبحث الأول: مفهوم الحرية في الإسلام .
 المبحث الثاني: أنواع الحرية .
 المبحث الثالث: الأحكام العملية التي تحفظ الحرية والكرامة الإنسانية .
 المبحث الرابع: الإسلام هو المَعين الصافي للحريةِ الحقيقية.
أسأل الله تعالى أن ينفع بها كاتبها وقارئها وناشرها والدال عليها في الدارين .











المبحث الأول : مفهوم الحرية في الإسلام :-

لقد خلق الله الإنسان حراً ،وخلق بني آدم أحراراً, ليسوا بعبيد للعبيد، وهذا هـو الأصـل فيهم، والله عز وجل أعطى الإنسان إرادة ،ومشيئة، واختياراً، فليس العبـد مجبـوراً علـى عمل، وإنما هو حر في اختياره ومشيئته ،وبناء على هذه الحرية في الاختيار والمشيئة يحاسـبه الله عز وجل ،فلو كان العبد مكرهاً مجبراً لا حرية له في الاختيار، فإن الله لا يؤاخذه علـى أفعاله , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم ) رواه البخاري ومسلم. فإذا فقد العبد حريته في العمل ، ومشيئته في الاختيار، فصـار مجـبراً مكرهـاً لا يؤاخـذه الله , فيكــون الإكــراه عــذراً لــه في هــذه الحالــة فــلا يأثم ،وأمــا مــا عملــه باختياره، وحريته، ومشيئته، فإن الله تعالى يحاسبه عليه ، وقد جاء الشرع بتحريم بيع الحر ،ومن الكبائر أن يبيع الإنسان حراً فيأكل ثمنه .
ولا تستقيم حياة الإنسان إلا إذا كان عبداً لشيء واحد وهو الله عز وجل (، قُلْ أَي شيءٍ أَكْبر شهادةً قُلِ اللّهِ ) (سورة الأنعام ١٩) (وما خلَقْت الْجِن والْإِنس إِلَّا لِيعبدونِ ) (سـورة الذاريات٥٦ ) .
فالعبودية الله تعالى فقط ،وعندما يصبح الإنسان عبداً الله يتحرر من أسر المخلوقات ،وعندما
يصبح عبداً الله فإنه يكون في غاية الحرية في نفسه ،وكذلك فإن الصـحابة لمـا خرجـوا لفتوحات البلدان كان قائلهم يقول: ( اللَّه ابتعثْنا لِنخرِج من شاءَ مِن عِبادةِ الْعِبادِ إِلَى عِبادةِ، اللَّهِ ومِن ضِيقِ الدنيا إِلَى سِعتِها ،ومِن جورِ الْأَديانِ إِلَى عدلِ الْإِسلَامِ ،فَأَرسلَنا بِدِينِـهِ إِلَـى خلْقِهِ لِندعوهم إِلَيهِ ،فَمن قَبِلَ ذَلِك قَبِلْنا مِنه ورجعنا عنه، ومن أَبى قَاتلْناه أَبدا حتى نفْضِي إِلَى موعودِ اللَّهِ .قَالُوا: وما موعود اللَّهِ؟ قَالَ :الْجنةُ لِمن مات علَى قِتالِ من أَبى ،والظَّفَر لِمن بقِي. فَقَالَ رستم: قَد سمِعت مقَالَتكُم، فَهلْ لَكَم أَنْ تؤخروا هذَا الْأَمر حتـى ننظُـر فِيـهِ وتنظُروا؟ قَالَ : ،نعم كَم أَحب إِلَيكُم ؟ أَيوما أَو يومينِ؟ قَالَ ،لَا: بلْ حتى نكَاتِب أَهلَ رأْيِنـا ورؤساءَ قَومِنا .فَقَالَ: ما سن لَنا رسولُ اللَّهِ أَنْ نؤخر الْأَعداءَ عِند اللِّقَـاءِ أَكْثَـر مِـن ثَلَاثٍ، فَانظُر فِي أَمرِك وأَمرِهِم، واختر واحِدةً مِن ثَلَاثٍ بعد الْأَجلِ . فَقَالَ: أَسـيدهم أَنـت؟ قال لَا: ولَكِن الْمسلِمونَ كَالْجسدِ الْواحِدِ يجِير أَدناهم علَى أَعلَاهم) . ( البداية والنهاية ط هجر / ٦٢٢ )
لقد جعل الإسلام "الحرية" حقاً من الحقوق الطبيعية للإنسان ،فلا قيمة لحياة الإنسان بـدون الحرية، وحين يفقد المرء حريته ،يموت داخليـاً ،وإن كـان في الظـاهر يعـيش ويأكـل ويشرب، ويعمل ويسعى في الأرض .ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن "الحريـة "أن جعـل السبيل إلى إدراك وجود الله تعالى هو العقل الحر ،الذي لا ينتظر الإيمان بوجوده بتأثير قوى خارجية، كالخوارق والمعجزات ونحوها قال تعالى:{لَا إِكْراه فِي الدينِ قَد تبين الرشد مِن الْغي}(البقرة:٢٥٦ ).
فالحرية إذن مطلب لا يختلف فيه اثنان ،ولا يتناطح عليه عنزان ، إلا أن تلك الحرية لا تؤتي ثمارها الحقيقية إلا في ظلال الممارسة الصحيحة لها ،بما لا يتعارض مع الدين ،أو الأخلاق ،أو قوانين الدولة ،أو حقوق الآخرين وحرياتهم ،وكما قيل :إن حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين، فلا تعني حرية الرأي ما يذهب إليه بعض الناس من أن يعلـن إلحاده ،ويهـاجم العقيدة الإسلامية ،بحجة تحرير الفكر من الجمود أو الخرافة أو الطغيان ،وليس للكاتـب أو الأديب أن يفهم الحرية بأن يقول ما يقول ،فالحرية تمارس لكن في إطـار النظـام العـام وميزان الشريعة .


مفهوم الحرية :
يقصد بالحرية قدرة الإنسان على فعل الشيء أو تركه بإرادته الذاتية وهي ملكة خاصـة يتمتع بها كل إنسان عاقل ويصدر بها أفعاله ، بعيداً عن سيطرة الآخرين لأنه ليس مملوكـاً لأحد لا في نفسه ولا في بلده ولا في قومه ولا في أمته وهكذا، فالحرية التي أعطاها الله للإنسان أعطاه إياهـا ليختـار مـا يشـاء مـن هـذه المباحات، فيأكل ما يشاء ،ويلبس ما يشاء ،ويتنقل حيث يشـاء ،ويمتهن مـا يشـاء مـن المهن، ويعمل ما يشاء من الأعمال ،وكذلك يبيع ما يشاء ،ويشتري ما يشاء ،ويستأجر مـا يشاء، ويؤجر ما يشاء ،من سائر التصرفات ،وهذه الحرية ،وهذا الاختيار أيضاً نجده للـذكر والأنثى: فالإنسان يتزوج من يشاء ،وكذلك المرأة ترضى بمن تشاء ،فمن شاءت وافقت على الزواج منه ،ومن شاءت أن تأبى الزواج منه أبت ،ولها الحرية في ذلك ،فعن أَبِي هريـرةَ ،عنِ النبِي – صلى الله عليه وسلم - ،:قَالَ (لاَ تنكَح البِكْر حتى تستأْذَنَ ،ولاَ الثَّيب حتى تستأْمر ) فَقِيلَ: يـا رسـولَ اللَّهِ , كَيف إِذْنها؟ قَالَ: إِذَا سكَتت ) البخاري ( ٦٩٦٨)(٢٥ ) وقال سبحانه : ( ولاَ تعضلُوهن لِتذْهبواْ بِبعضِ ما آتيتموهن إِلاَّ أَن يأْتِين بِفَاحِشـةٍ مبينـةٍ وعاشِروهن بِالْمعروفِ ) (سورة النساء ١٩)
وهذه الحريـات الـتي أعطاهـا الله للبشـر ثابتة، ومقررة وهي من العيش الكريم ،وغصب الإنسان على أكلة لا يريـدها أو زيجـة لا يريدها ظلم ،وجاء الإسلام بحرية الابتكار ،فهذا الإنسان مسموح لـه أن يكتشـف ، وأن يخترع، وأن يركب ،وأن يصنع، إنها أشياء مفتوحة بحرية للناس ،إنه حر أن يـتكلم بمـا في نفسه، وأن يعبر عن رأيه، وهكذا وجوه الحرية كثيرة واضحة .


المبحث الثاني : أنواع الحرية :-
- الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المادية
- الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المعنوية
الصنف الأول :الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المادية :
وهذا الصنف يشمل الآتي :
أ-الحرية الشخصية :
والمقصود بها أن يكون الإنسان قادراً على التصرف في شئون نفسه ،وفي كل مـا يتعلـق بذاته، آمناً من الاعتداء عليه ،في نفسه وعرضه وماله ،على ألا يكون في تصرفه عدوان على غيره. والحرية الشخصية تتضمن شيئين :
١) حرمة الذات :
وقد عنى الإسلام بتقرير كرامة الإنسان ،وعلو منزلته , فأوصى باحترامه وعـدم امتهانـه واحتقاره، قال تعالى {: ولَقَد كَرمنا بنِي آدم وحملْناهم فِي الْبر والْبحـرِ ورزقْنـاهم مِـن الطَّيباتِ وفَضلْناهم علَى كَثِيرٍ مِمن خلَقْنا تفْضِيلًا } ( الإسراء: ٧٠) وقال تعالى {وإِذْ قَالَ ربك لِلْملَائِكَةِ إِني جاعِلٌ فِي الْأَرضِ خلِيفَةً قَالُوا أَتجعلُ فِيها من يفْسِد فِيهـا ويسـفِك الدماءَ ونحن نسبح بِحمدِك ونقَدس لَك قَالَ إِني أَعلَم ما لَا تعلَمونَ } ( البقرة: ٣٠ ) .
وميزه بالعقل والتفكير تكريماً له وتعظيماً لشأنه ،وتفضيلاً له علـى سـائر مخلوقاتـه .
وتقرير الكرامة الإنسانية للفرد ،يتحقق أياً كـان الشـخص ،رجلاً أو امرأة ،حاكمـاً أو محكوماً، فهو حق ثابت لكل إنسان ،من غير نظر إلى لون أو جنس أو دين .حتى اللقـيط في الطرقات ونحوها ،يجب التقاطه احترامـا لذاتـه وشخصـيته، فإذا رآه أحـد ملقـى في الطريق، وجب عليه أخذه ،فإن ترك وه دون التقاطه أثموا جميعاً أمام الله تعالى ،وكان علـيهم تبعة هلاكه .هذا وكما حرص الإسلام على احترام الإنسان حياً ،فقد أمر بالمحافظـة علـى كرامته ميتاً ،فمنع التمثيل بجثته ،وألزم تجهيزه ومواراته، ونهى عن الاختلاء والجلوس علـى القبور .

٢) تأمين الذات: بضمان سلامة الفرد وأمنة في نفسه وعرضه وماله :
فلا يجوز التعرض له بقتل أو جرح ،أو أي شكل من أشكال الاعتداء ،سواء كـان علـى البدن كالضرب والسجن ونحوه ،أو على النفس والضمير كالسـب أو الشـتم والازدراء والانتقاص وسوء الظن ونحوه ،ولهذا قرر الإسلام زواجر وعقوبات ،تكفل حماية الإنسـان ووقايته من كل ضرر أو اعتـداء يقـع عليه ،ليتسـنى لـه ممارسـة حقـه في الحريـة الشخصية. وكلما كان الاعتداء قوياً كان الزجر أشد ،فلا يجوز التعـرض لـه بقتـل أو جرح، أو أي شكل من أشكال الاعتداء ،سواء كان على البـدن كالضـرب والسـجن ونحوه، أو على النفس والضمير كالسب أو الشتم والازدراء والانتقـاص وسـوء الظـن ونحوه، ولهذا قرر الإسلام زواجر وعقوبات ،تكفل حماية الإنسان ووقايته من كل ضرر أو اعتداء يقع عليه ،ليتسنى له ممارسة حقه في الحرية الشخصية .وكلما كان الاعتداء قوياً كان الزجر أشد، ففي الاعتداء على النفس بالقتل وجب القصاص , كما قال تعالى: ( يـا أَيهـا الَّذِين آمنوا كُتِب علَيكُم الْقِصاص فِي الْقَتلَى الْحر بِالْحر والْعبد بِالْعبدِ والْأُنثَى بِالْأُنثَى فَمن عفِي لَه مِن أَخِيهِ شيءٌ فَاتباع بِالْمعروفِ وأَداءٌ إِلَيهِ بِإِحسانٍ ذَلِك تخفِيف مِـن ربكُـم ورحمةٌ فَمنِ اعتدى بعد ذَلِك فَلَه عذَاب أَلِيم ) ( البقرة:١٧٨ ) .

ب-حرية التنقل (الغدو والرواح ):
والمقصود بها أن يكون الإنسان حراً في السفر والتنقل داخل بلده وخارجه دون عوائـق تمنعه. والتنقل بالغدو والرواح حق إنساني طبيعي ، تقتضيه ظروف الحياة البشري ة من الكسب والعمل وطلب الرزق والعلم ونحوه ،ذلك أن الحركة شأن الأحياء كلها ،بل تعتـبر قـوام الحياة وضرورتها وقد جاء تقرير ((حرية التنقل )) بالكتاب والسنة والإجماع ،ففي الكتاب قوله تعالى: (هو الَّذِي جعلَ لَكُم الْأَرض ذَلُولًا فَامشوا فِي مناكِبِها وكُلُوا مِن رِزقِهِ وإِلَيهِ النشور) ( سورة الملك 15) .

ج-حرية المأوى والمسكن :
فمتى قدر الإنسان على اقتناء مسكنه ،فله حرية ذلك ،كما أن العاجز عن ذلك ينبغي على الدولة أن تدبر له السكن المناسب، حتى تضمن له أدنى مستوى لمعيشته ، فعن أَبِـي سـعِيدٍ الْخدرِي، : بينما نحن فِي سفَرٍ مع النبِي – صلى الله عليه وسلم - إِذْ جاءَ رجلٌ علَى راحِلَةٍ لَـه، :قَالَ فَجعـلَ يصرِف بصره يمِينةً ا وشِمالًا ،فَقَالَ رسولُ اللهِ –صلى الله عليه وسلم: ( من كَانَ معه فَضلُ ظَهرٍ ،فَلْيعد بِهِ علَـى من لَا ظَهر لَه، ومن كَانَ لَه فَضلٌ مِن زادٍ ،فَلْيعد بِهِ علَى من لَا زاد لَه ) ( (١٣٥٤ ) مسلم ) .
وقد استدل الإمام ابن حزم هذا الحديث وغيره على أن أغنياء المسلمين مطالبون بالقيام على حاجة فقرائهم إذا عجزت أموال الزكاة والفيئ عن القيام بحاجة الجميع من الطعـام والشراب واللباس والمأوى الذي يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء وعيون المارة، والدولة هي التي تجمع هذه الأموال وتوزعها على المحتاجين ولا فرق في هذا بين المسلمين وغيرهم لأن هذا الحق يشترك فيه جميع الناس كاشتراكهم في الماء والنار فيضمن ذلك لكل فـرد مـن أفراد الدولة بغض النظر عن دينه .

د- حرية العمل :
العمل عنصر فعال في كل طرق الكسب التي أباحها الإسلام ،وله شرف عظيم باعتبـاره قوام الحياة ولذلك فإن الإسلام أقر بحق ا لإنسان فيه في أي ميدان يشاؤه ولم يقيـده إلا في نطاق تضاربه مع أهدافه أو تعارضه مع مصلحة الجماعة .ولأهمية العمل في الإسلام اعتـبر نوعاً من الجهاد في سبيل الله , فعن كَعبِ بنِ عجرة ، :قَالَ مر علَى النبِـي- صلى الله عليه وسلم - رجـلٌ ،فَرأَى أَصحاب رسولِ اللهِ مِن جِلْدِهِ ونشاطِهِ ،فَقَالُوا: يا رسولَ اللهِ :لَوكَانَ هذَا فِـي سـبِيلِ اللهِ؟،فَقَالَ رسولُ اللهِ «: إِنْ كَانَ خرج يسعى علَى ولَدِهِ صِغارا فَهو فِي سـبِيلِ اللهِ ،وإِنْ كَانَ خرج يسعى علَى أَبوينِ شيخينِ كَبِيرينِ فَهو فِي سبِيلِ اللهِ ،وإِنْ كَانَ يسعى علَى نفْسِه يعِفُّها فَهو فِي سبِيلِ اللهِ، وإِنْ كَانَ خرج رِياءً ومفَاخرةً فَهو فِي سبِيلِ الشيطَانِ» المعجم الكبير للطبراني ( / ٢٨٢)(١٢٩ ١٩ ) صحيح . وعنِ ابن عباسٍ قَالَ :سمِعت رسولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - يقُولُ «: من أَمسى كَالاً مِن عملِ يديـهِ أَمسى مغفُورا لَه»المعجم الأوسط / ٧٥٢٠)(٢٨٩ )٧ ) والترغيب والترهيب لقوام السنة / ١١٠٢)(٣٧ )٢) حسن لغيره .
وهكذا نجد كثيراً من نصوص الكتاب والسنة ،تتحدث عن العمل وتحـث عليـه وتنـوه بأعمال متنوعة كصناعة الحديد ونجارة السفن ،وفلاحة الأرض، ونحو ذلك، لأن العمـل في ذاته وسيلة للبقاء ،والبقاء– من حيث هو– هدف مرحلي للغاية الكبرى ،وهـي عبـادة الله وابتغاء رضوانه ،وبقدر عظم الغاية تكون منزلة الوسيلة،فأعظم الغايات هو رضوان الله تعالى، وبالتالي فإن أعظم وسيلة إليها هي العمل والتضحية، وإنما نـوه القـرآن بالعمـل والكسب للتنبيه على عظم فائدته وأهميته للوجود الإنساني، وأنه أكـبر نعمـة الله علـى الإنسان.


الصنف الثاني :الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المعنوية :-
وهذا الصنف يشمل الآتي :
أ- حرية الاعتقاد :
لقد ولد مصطلح (الحرية الدينية ) بمفهومـه المعاصـر، بميلاد الإعـلان العـالمي لحقـوق الإنسان، الصادر في (١٠ ديسمبر ١٩٤٨م)،كردة فعل للممارسات المتعسفة التي كانـت تتزعمها الكنيسة ضد مخالفيها عبر القرون ؛من حجـب ،وحرم، وتحريق، وحبس، وطرد، حتى بحق النصارى أنفسهم الذين ينتمون إلى كنائس أخرى ،فضلاً عن اليهود المضـطهدين في المجتمعات الأوروبية ، والمسلمين الذين تم قسرهم على اعتناق النصـرانية في الأنـدلس ، أو قتلهم ،أو طردهم .جاء في المادة (١٨) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ما نصه : ( لكل شـخص حـق في حرية الفكر والوجدان والدين ،ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو، معتقده ،وحريته في إظهار دينه ،أو معتقده ،بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم ،بمفرده، أو مع جماعة ،وأمام الملأ، أو على حدة ) .
ويقف الإسلام موقفاً وسطياً بين تطرف الكنيسة التاريخي حيال الحرية ،وانفلات بعـض فقرات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .فالإسلام، وكذلك جميع الرسالات السابقة ،جاءت لتحقيق هدف أصيل؛ وهو توحيد الله بالعبادة ،التي مـن أجلـها خلـق الخلق ،وأرسـل الرسل، وأنزل الكتب ،إذ لا يستقيم -عقلاً ولا فطرةً - أن يخلق الله الخلق وينعم علـيهم ثم يعبدوا غيره .
إن الأنظمة المدنية للدولة الحديثة تمنع جميع صـور التعـدي الحسـي والمعنـوي علـى الآخـــــرين، وإن القـــــانون المطبـــــق يعاقـــــب علـــــى جرائم؛ كالتزوير, والكذب، والسرقة، والجاسوسية، والقتل... ،إلخ فكيف يسـوغ أن يهمـل أعظم الحقوق، وهو حق الله، دون عقاب رادع؟ !
إن الإيمان بالله ،وتوحيده بالعبادة ،في نظر الإسلام ،قضية فطرية لا يحيد عنـها إلا متنكـر لفطرته، خارج عن إنسانيته ،خائن لجماعته البشرية ،مرتكب لجريمة تستحق إيقاع العقوبـة القصوى، ما لم يرجع إلى صوابه .ومن ثم كان من مهمة أتباع الأنبياء دعوة الناس جميعاً إلى الإيمان بالله وتوحيده، وأن تكون كلمة الله هي العليا .
ومن هنا: نستطيع أن نقول: إن شريعة الإسلام قد سبقت كل دعاة الحرية ،ووضـعت لهـا ضوابط حامية لها وراعية ،فحرية الغرب لم تستطع أن تحمي المجتمع بمن يعيشون فيه مـن الاعتداء على الحقوق ،ونهب وسلب الأموال ،خير شـاهد علـى ذلك ،نسـب الجريمـة المرتفعة، والانهيار الاقتصادي الأخير ،وسقوط النظام الشيوعي وانهياره وفشـله في تحقيـق السعادة المنشودة ،واعتدائه على كلِّ القيم والحريات، والاعتداء على العفة والفضـيلة ،تحت مسمى الحرية المزعومة التي ير وجون لها ،هذا في كل دول الغرب والشرق الـذين فهمـوا الحرية تحت مظلات بشرية .
هذه الحرية التي ينشدها اليوم دعاة العلمانية والماركسية والشيوعية وغيرهـم ...للأسـف الشديد في مجتمعنا الإسلامي والعربي يريدون أن ينقلوا لنا تجارب وتقاليد عفنـة أثبتـت التجارب فشلها وعجزها عن تحقيق قيمة الحرية بكلِّ ما تعنيه الكلمة من معنى .

















المبحث الثالث: الأحكام العملية التي تحفظ الحرية والكرامة الإنسانية :-

ولهذا أوجب الإسلام في الأحكام العملية ما يحفظ الحرية والكرامة الإنسانية ومن ذلك :

1- حرم الظلم والعدوان على النفس البشرية مهما كان دينها وجنسها وجعل قتـل النفس كالشرك بالله وأوجب تكريم النفس البشرية والإحسان إليها كما قال تعالى :{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } ( الإسراء٧٠ ) وقال : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ).( النحل٩٠)وقال ) :وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )(المائدة ٢)

2- وأوجب القتال لرفع الظلم والعدوان على الإنسان :
قال تعالى :(وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ) ( النساء 75 )

3- وأوجب العدل والإحسان مع كل أحد مهما كان دينه وجنسه:
قال تعالى : (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ , إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) . ( سورة الممتحنة 8-9 )
لقد جاء الإسلام لينادي بإنسانية واحدة تذوب فيها الفوارق الجنسية والجغرافية, لتلتقي في عقيدة واحدة ونظام اجتماعي واحد .. وكان هذا غريبا على ضمير البشـرية وتفكيرهـا وواقعها يومذاك .والأشراف يعدون أنفسهم من طينة غير طينة العبيد .. ولكن ها هـي ذي البشرية في خلال نيف وثلاثة عشر قرنا تحـاول أن تقفـو خطـى الإسـلام ،فتتعثر في الطريق، لإنها لا تهتدي بنور الإسلام الكامل .ولكنها تصل إلى شيء من ذلك المنهج -ولو في الدعاوى والأقوال- وإن كانت ما تزال أمم في أوربا وأمريكا تتمسـك بالعنصـرية البغيضة التي حاربها الإسلام منذ نيف وثلاث مائة وألف عام .














المبحث الرابع: الإسلام هو المَعين الصافي للحريةِ الحقيقية :-
على مدار التاريخ ال بشري شكلت "الحرية" معني ومفهوماً ،قيمةً وسلوكاً أمراً "شيّب" المعنيين من فلاسفة ومفكرين، واجتماعيين ومصلحين وإستراتيجيين وغيرهم .
فلقد كان موضوعاً نـظّـر له نظريات ، ووضعت له فلسفات ،وخطت لـه سـلوكيات واستراتيجيات، وكان شعاراً لثورات ،وقامت عليه دعاوي واتهامات بين الأفراد والجماعات والدول والتكتلات .
لكن الإسلام جاء بالحرية الحقيقية ،وقررها حقاً لبني الإنسان كحقهم في الحيـاة سـواء بسواء. والحياة كمنحة عزيزة لا يتحقق عزها إلا بالحرية الخالية من كل صور الاسـتعباد لغير الله تعالى ، ومن يأب العبودية الله تعالي فقد استـُعبد لغيره تعالي ،وأستذل لـه ،وتعس دنيا وآخره، عن أَبِي هريرةَ رضِي اللَّه عنه ، :قَالَ قال رسـولُ اللَّـهِ – صلى الله عليه وسلم - :( تعِـس عبـد الدينارِ، و الدرهمِ، و القَطِيفَةِ, والخَمِيصةِ، إِنْ أُعطِي رضِي, و إِنْ لَم يعطَ لَم يرض ) .صحيح البخاري ( ٦٤٣٥)
فالإسلام يرسخ فينا ألا نكون عبيدا لبشر أو لدنيا أو لشهوة أو لمال أو لمتاع أو لجـاه ،أو لولد وأن تكون عبوديتنا لله وحده ،وفي هذا قمة الحرية والتحرر الذي جاهدت لتحقيقه البشرية عبر كل عصورها .
كما حرم الإسلام كل صور الاعتداء علي الدين والنفس والعقل والعـرض والمـال ، لينعم الناس بحريتهم الحقيقة في تعاملهم مع هذه "الكُليات الخمس". بل لقد ذهب البعض لاعتبار "الحرية" مقصداً سادساً من مقاصد شرعنا الحنيف بعد تلـك المقاصد والكـُليات الخمس .
لقد جعل الإسلام دية القتل الخطأ ، وكفارة اليمين إعتاق رقبة وتحريرها من أسار العبودية والذل. فكما تسبب "القاتل/ الحالف" في حرمان المجتمع من فرد / حق مـن أبنائـه ، بالقتل/ الحلف الخطأ ، فعليه تعويض المجتمع بإعطاء الحرية لمن كان " ..ميتاً عبـداً رقيقـاً ،" فـالرق موت والحرية حياة .
كما جعل الأبواب مشرعة للقضاء على كل صور الرق والعبوديـة والأسـر ،فجعل لهـا مصرفاً من مصارف الزكاة الثمانية .
ولقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثال العملية على قيمة الحرية ،فاهو الفاروق "عمر بن الخطاب "- رضي الله عنه - يطلقها صريحة ،فيسطرها التاريخ بأحرف مـن نـور: " مـتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ".
فربما عانى "القبطي" أو غيره من أبناء عشـيرته من سياط الرومان ،لكنه لما علم أن عدالة الإسلام ،وعدل خليفته عمر- رضي الله عنه - .
فالإسلام جاء محرراً للناس، لا فرق بين فرد وآخر بسبب من لون أو نسب أو عصب .
جاء ليحرر العقل من عادات وتقاليد العبودية لغيرالله تعالى ،ويقض على كـل مظـاهر العنصرية البغيضة .
والحرية في الإسلام تتعدى المسلمين إلى غيرهم ،فلهم داخل المجتمـع المسـلم ،حرياتهم في الاعتقاد والتعبد، وعدم التمييز في التعامل معهم .
كما لهم ،داخل المجتمع الإنسـاني ،حق التعـارف والاعتراف ،المصـاحبة بـالمعروف ،وفي المعروف، وللمعروف وفق التقـوى والعمـل الصـالح الحـارس الأسـاس للحريـات والحقوق، والمقياس الذي يزن علاقات وتفاعلات الأسر والأقران والبشـرية جمعاء ،ويحـل تلك المعضلة المتعلقة بشأنهم جميعاً. وازع داخلي يبغي المثوبة من الله تعالي ، ومجالاً كسـبياً يتنافس فيه المتنافسون.
فتلك هي الغاية هي من جعلهم مختلفين أجناسا وألوانا و لغاتاً، متفرقين شعوبا وقبائل : ( يـا أَيها الناس إِنا خلَقْناكُم مِن ذَكَرٍ وأُنثَى وجعلْناكُم شعوبا وقَبائِلَ لِتعارفُوا إِنَّ أَكْرمكُم عِند اللَّهِ أَتقَاكُم إِنَّ اللَّه علِيم خبِير) . ( الحجرات:١٣)
والحرية في الإسلام منضبطة فكراً وتفكيراً وعملاً ومصالحاً ،وليست هـوى أو شـهوة أو إضراراً أو اعتداء أو تعدياً على ثوابت الأمة أو حتى معتقدات الآخرين : ( ولا تسبوا الـذين دعـُون من دون الله فيسبوا الله عدواً بـِغير علمٍ ..) . ( الأنعام:١٠٨)
ومعاني الاختلاف لا تكون في الشيء المختلف فيه ،بل في الأنفس المختلفة عليه ؛فإن محالًا أن تكون الجميلـة ممدوحة مذمومة لجمالها في وقت معاً ،وإلا كانت قبيحة بما هي به حسناء ،وهذا أشد بعداً في الاستحالة، وحكمك على شيء هو عقلك أنت في هذا الشيء .
ومتى اتفق الناس على معنى يستحسنونه وجـدت دواعـي الاستحسـان في أنفسـهم مختلفة، وكذلك هم في دواعي الذم إذا عابوا ؛ولكن متى تعينت الوجوه التي بهـا يكـون الحكم، ورجع إليها المختلفون ، والتزموا الأصول التي رسمتها وتقررت بها الطريقة عندهم في الذوق والفهم ، فذلك ينفي أسباب الاختلاف لما يكون مـن معـاني التكـافؤ وخاصـة المناسبة، ولهذا كان الشرط في نقد البيان أن يكون من كاتب مبدع في بيانه لم تفسده نزعة أخرى، وفي نقد الشعر أن يكون من شاعر علت مرتبته وطالت ممارسته لهذا الفن فليس له نزعة أخرى تفسده.

يا من :تنشدون الحرية الحقيقة، ومعينها الصافي, يا من تبحثون عن الرؤية الإيجابيـة لتحـرر النفس والمجتمع البشري، وعن التوازنات والوسطية في قيم الحيـاة .. الفرديـة والمجتمعيـة
والإنسانية, يا من أعياكم العثـور عـن الأسـس الحقـة للتعـارف والتواصـل مـع الذات ، (والآخر) ، والأسلوب العلمي والعملي للخيارات السليمة للأفراد والمجتمعات .. إنـه الإسلام يحقق كل ذلك وغيره , فهو المَعين الصافي للحرية الحقيقية.


الخلاصة
هكذا ندرك أن مشكلتنا نحن المسلمين هي الجهل أو البعد عن ما جاء بـه الإسـلام في جانب الحرية ؛مما دفع بكثير من المسلمين إلى الأخذ بما لدى الأمم الأخرى ..بالمقابل أدرك كثير من أبناء تلك الأمم أن ما جاء به ديننا أفضل مما لديهم ،وجاء هـذا الإدراك وهـذا الحكم بعد أن عرفوا الإسلام .إضافة إلى هذه المعرفة كان هؤلاء قد عرفوا وجربوا ثقافاتهم وذاقوا شتى أنواع الحرية التي يلهث وراءها بعض المسلمين ..أي أ ن قناعتهم بالإسلام نابع عن معرفة وتجربة ورغبة إلى ما فيه صلاحهم وسعادتهم .




والله ولي التوفيق









الفهرس العام :


المبحث الأول : مفهوم الحرية في الإسلام ........................3

المبحث الثاني : أنواع الحرية .....................................7

المبحث الثالث: الأحكام العملية التي تحفظ الحرية والكرامة الإنسانية .................................................. ........14

المبحث الرابع: الإسلام هو المَعين الصافي للحريةِ الحقيقية ..17

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:46 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات