الإخلاص والأدب
عادل بن عبد الله الزهراني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:-
اثنان تناقشا في مسألة، اختلفا، وارتفعت الأصوات، وتقاطعا.
بعض الناس يكون عليه العلم فتنة، وذلك لانعدام الإخلاص لله في تعلم هذا العلم، فقد تعلم لأجل أن يرضي هواه.
ولا يدري ذلك المسكين أنه وقع في أمور مشينة: الرياء، القطيعة، انعدام الأسلوب الهادئ في الحوار، وكل ذلك لأجل ارضاء الهوى.
قال - صلى الله عليه وسلم -: (( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)). (متفق عليه)
اختلف الصحابة فيما بينهم، فلم يكن يتعرض أحدهم للآخر، وهل كان اختلاف الصحابة -رضوان الله عليهم- لأجل هوى، أم كان اختلافهم لأجل الله ورسوله؟
قال - تعالى -لموسى حينما طلب منه أن يذهب وأخوه إلى فرعون: ( فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشى) [طه: 44]. فإذا كان هذا الحوار مع رجل كافر ادعى أنه الرب الأعلى، فكيف بِنَا نحن المسلمين!
حينما جاء من جاء من الكفار الى الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكي يعرض عليه زوجة، أو رياسه، أو غيرها، أو يسأل عن الإسلام، بمجرد أن يفرغ من كلامه، يبدأ - صلى الله عليه وسلم - بالكلام في هدوء وأدب، لم يقاطع الكفار وهم أهل النار، فكيف بِنَا نحن المسلمين!
النية هي أول الطريق، ومن كانت نيته خالصة، واتبع الكتاب والسنة، في منهجه، قَولِه وفِعْلِه، فإن الله سيبارك له.
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك