06-25-2015, 03:32 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 343,836
|
|
(7) حسن الخلق في رمضان
(7) حسن الخلق في رمضان
صالح الشناط
لا يُلقي السلام على أحد، ولا يريد أن يردّ السلام على أحد، عابس الوجه، يفور ويثور لأصغر الأسباب، لماذا؟ إنه صائم!
هكذا هم بعض الناس في رمضان، يجنحون نحو سوء الخلق بالوقت الذي يتقربون فيه لله سبحانه وتعالى بالصيام والقيام، غير أن هذا الدين لمن يدين به فإن له ثلاثة جوانب لا بدّ أن يراعيها ويؤدي حقوقها، ولا يعني إحرازه إنجازات بأحدها أنه معفي من الجانبين الآخرين، مع الله، ومع الناس، ومع النفس، ونجدها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن". ولهذا جاءت وصية بليغة من النبي صلى الله عليه وسلم بالتزام الأخلاق الحسنة أثناء الصيام في قوله: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم". ورغب بحسن الخلق في عمله، فقال ابن عباس رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان.
إذاً المطلوب مع الصيام حسن الخلق، ومع القيام حسن التعامل مع الناس في المسجد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله، فلانة تصوم النهار، وتقوم الليل، وتؤذي جيرانها، قال: "هي في النار"، قالوا: يا رسول الله، فلانة تصلي المكتوبات، وتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها، قال: "هي في الجنة".
فبان من هذا الحديث وغيره، أن من حسنة عبادة بينه وبين الله، وساءت أخلاقه مع الناس، فهو عرضة لدخول النار، بل وإن حسناته تلك يذهبها سوء الخلق، قال عليه الصلاة والسلام: "وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل".
بل وإن في حسن الخلق خيري الدنيا والآخرة، فتجد حسن الخلق سعيداً مبتهجاً مرحاً مع الناس لا يعكر صفوه إنسان، وفي الأثر: ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والاخرة. وعلى كل من صام أن تسمو نفسه، وتزكو أخلاقه، ويتخلى عن أحقاده، وينبذ حظوظ نفسه، ويعفو ويصفح.
فما هو حسن الخلق أيها السادة؟. قال عبد الله بن المبارك: هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى. وهذا يحتاج إلى مكابدة ومعاهدة النفس وإلزامها به على الدوام، فإنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم. رزقكم الله حسن الأخلاق فإنها تقسم كما تقسم الأرزاق.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|