شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مقسم اجزاء برواية حفص مصحف احمد الحبيب لاول مرة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سامي صبري سويلم سورة 034 سبأ (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سامي صبري سويلم سورة 021 الأنبياء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سامي صبري سويلم سورة 033 الأحزاب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سامي صبري سويلم سورة 032 السجدة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سامي صبري سويلم سورة 020 طه (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سامي صبري سويلم سورة 031 لقمان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سامي صبري سويلم سورة 019 مريم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سامي صبري سويلم سورة 018 الكهف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سامي صبري سويلم سورة 017 الإسراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 03-21-2015, 04:18 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي قَبول الحق!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله)، نفعنا الله وإياكم بها.

قَبول الحق!!!

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إنَّ من الأخلاق الجميلة والصفات الكريمة التي فُطر عليها الخلق أيها الأحبة هي قَبول الحق! يقول الإمام ابن رجب – رحمه الله- : "فالإنسان يولد مفطورا على قبول الحق، فإن هداه الله تعالى سبب له من يعلمه الهدى فصار مهديا بالفعل بعد أن كان مهديا بالقوة، وإن خذله الله قيض له من يعلمه ما يغير فطرته ".جامع العلوم والحكم ( ص 225)
لكن هذه الخصلة الحميدة أيها الكرام قد اندثرت عند الكثير من الأنام إلا من عصمه العزيز العلام، يقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :"إنَّ الله تعالى خلق عباده حنفاء مفطورين على قبول الحق ، وإيثاره ، فجاءتهم الشياطين ، فاجتالتهم عن هذا الخلق الجميل، وزينت لهم الشر والشرك والكفر ، والفسوق ، والعصيان ".تفسير السعدي ( ص 204)
وممن صانهم الحفيظ الجبار من هذا الانحراف والاندثار! أهل السنة والإتباع الذين يدورون مع الحق حيث دار !، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- :" فإنهم – أي : أهل السنة المحضة أَوْلى الطوائف بهذا؛ فإنهم يَصْدقُون و يُصدِّقُون بالحق في كل ما جاء به و ليس لهم هوى إلا مع الحق ". منهاج السنة النبوية (7/190)
فهم أيها الإخوة والأخوات بفضل رب البريات يَقبلون الحق حتى وإن كان ممن يُخالفهم من أهل البدع و المنكرات!، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- :"والقول الحق الذي يقوم عليه الدليل يقبل من كل من قاله ". منهاج السنة النبوية(1/56)
لأنهم يعلمون أنَّ رد الحق وعدم قبوله هو من علامات الكِبر الذي هو طريق لكل شر! فعن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ الناس ". رواه مسلم (91)
يقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :"جعل الكبر نوعين :
كبر النوع الأول: على الحق ، وهو رده وعدم قبوله ، فكل من رد الحق فإنه مستكبر عنه بحسب ما رد من الحق . وذلك أنه فرض على العباد أن يخضعوا للحق الذي أرسل الله به رسله ، وأنزل به كتبه .
فالمتكبرون عن الانقياد للرسل بالكلية كفار مخلدون في النار ؛ فإنه جاءهم الحق على أيدي الرسل مؤيدا بالآيات والبراهين فقام الكبر في قلوبهم مانعا ، فردوه . قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ ) [ غافر : 56 ] .
وأما المتكبرون عن الانقياد لبعض الحق الذي يخالف رأيهم وهواهم،فهم - وإن لم يكونوا كفارا - فإن معهم من موجبات العقاب بحسب ما معهم من الكبر.وما تأثروا به من الامتناع عن قبول الحق الذي تبين لهم بعد مجيء الشرع به. ولهذا أجمع العلماء أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،لم يحل له أن يعدل عنها لقول أحد، كائنا من كان.
فيجب على طالب العلم أن يعزم عزما جازما على تقديم قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم على قول كل أحد، وأن يكون أصله الذي يرجع إليه ، وأساسه الذي يبني عليه : الاهتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، والاجتهاد في معرفة مراده ، وإتباعه في ذلك ، ظاهرا وباطنا .
فمتى وفق لهذا الأمر الجليل فقد وفق للخير ، وصار خطؤه معفوا عنه ; لأن قصده العام اتباع الشرع . فالخطأ معذور فيه إذا فعل مستطاعه من الاستدلال والاجتهاد في معرفة الحق ، وهذا هو المتواضع للحق .
وأما الكبر على الخلق - وهو النوع الثاني - : فهو غَمطهم واحتقارهم وذلك ناشئ عن عجب الإنسان بنفسه ، وتعاظمه عليهم . فالعجب بالنفس يحمل على التكبر على الخلق ، واحتقارهم والاستهزاء بهم ، وتنقيصهم بقوله وفعله ". بهجة قلوب الأبرار (ص 231)
ويرون كذلك أيها الأفاضل أن من تكبر على اتباع الحق ابتلي باتباع الباطل، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- :" المستكبر عن الحق يبتلى بالانقياد للباطل ". مجموع الفتاوى ( 7 / 629)
وأنَّ من قَدم هواه! وأعرض عن الحق ! أذله الله جل وعلا وابتلاه! يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :"من تكبر عن الانقياد للحق أذله الله ووضعه وصغره وحقره ". مدارج السالكين (2/333)
ويعلمون كذلك أيها الأحبة والأخيار أن الحق لا يعرف بالكثرة ولا بالرجال! وإنما بالأدلة والآثار ، يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله-:"وإياك أن تغتر بما يغتر به الجاهلون، فإنهم يقولون لو كان هؤلاء على حق لم يكونوا أقل الناس عددا والناس على خلافهم، فاعلم أن هؤلاء هم الناس ومن خالفهم فمشبهون بالناس وليسوا بناس فما الناس إلا أهل الحق وإن كانوا أقلهم عددا ". مفتاح دار السعادة ( 1/147)
فعلى المسلم أن يعلم أنَّ من توفيق العزيز المنان لعبده أن يجعله ممن ينقاد إلى الحق مع من كان! يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :"فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان ولو كان مع من يبغضه ويعاديه , ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه فهو ممن هدي لما اختلف فيه من الحق ، فهذا أعلم الناس وأهداهم سبيلا وأقومهم قيلا ". الصواعق المرسلة ( 2/ 516)
وأنَّ عدم قبول الحق والإعراض عنه وعدم الانقياد له! هو من التكبر على العزيز المقتدر!يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :"ومن تكبر عن الانقياد للحق ولو جاءه على يد صغير أو من يبغضه أو يعاديه فإنما تكبره على الله فإن الله هو الحق وكلامه حق ودينه حق والحق صفته ومنه وله، فإذا رده العبد وتكبر عن قبوله: فإنما رد على الله وتكبر عليه والله أعلم". مدارج السالكين (2/333)
فليحذر أشد الحذر من أن يكون من المنحرفين الذين هم عن الحق بعيدين ولهواهم مُتبعين وإذا أراد أن يكون ممن يدور مع الحق حيث دار فيخلص لأرحم الراحمين ويصدق مع رب العالمين ثم ليبذل في ذلك أيها الأحباب الطرق الشرعية والوسائل المرضية التي هي بعون العزيز الوهاب ستجعله من أهل الصواب،ومن ذلك أن يجتنب الأسباب المانعة من قبول الحق والتي هي مصدر كل حرمان!وأساس كل خسران!يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :" والأسباب المانعة من قبول الحق كثيرة جدا :
فمنها الجهل به : وهذا السبب هو الغالب على أكثر النفوس، فإن من جهل شيئا عاداه وعادى أهله، فإن انضاف إلى هذا السبب بغض من أمره بالحق ومعاداته له وحسده كان المانع من القبول أقوى، فإن انضاف إلى ذلك ألفه وعادته ومَربَاه على ما كان عليه آباؤه ومن يحبه ويعظمه قوي المانع، فإن انضاف إلى ذلك توهمه أن الحق الذي دعي إليه يحول بينه وبين جاهه وعِزِّه، وشهواته، وأغراضه، قوي المانع من القبول جدا، فإن انضاف إلى ذلك خوفه من أصحابه وعشيرته وقومه على نفسه وماله وجاهه كما وقع لهرقل ملك النصارى بالشام على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ازداد المانع من قبول الحق قوةً، فإنَّ هرقل عَرف الحق وهم بالدخول في الإسلام فلم يطاوعه قومه وخافهم على نفسه فاختار الكفر على الإسلام بعد ما تبين له الهدى...
ومن أعظم هذه الأسباب : الحسد فإنه داء كامن في النفس، ويرى الحاسد المحسود قد فُضل عليه وأوتي ما لم يؤت نظيره، فلا يَدعه الحسد أن ينقاد له، ويكون من أتباعه، وهل منع إبليس من السجود لآدم إلا الحسد! فإنه لما رآه قد فُضل عليه ورفع فوقه غصَّ بريقه واختار الكفر على الإيمان بعد أن كان بين الملائكة، وهذا الداء هو الذي منع اليهود من الإيمان بعيسى ابن مريم، وقد علموا علمًا لا شك فيه أنه رسول الله جاء بالبينات والهدى فحملهم الحسد على أن اختاروا الكفر على الإيمان، وأطبقوا عليه وهم أمة فيهم الأحبار والعلماء والزهاد والقضاة والملوك والأمراء، هذا وقد جاء المسيح بحكم التوراة لم يأت بشريعة يُخالفها ولم يقاتلهم، وإنما أتى بتحليل بعض ما حُرم عليهم تخفيفًا ورحمة وإحسانا، وجاء مكملاً لشريعة التوراة، ومع هذا فاختاروا كلهم الكفر على الإيمان!، فكيف يكون حالهم مع نبي جاء بشريعة مستقلة ناسخة لجميع الشرائع مبكتا له بقبائحم ومناديا على فضائحهم، ومخرجا لهم من ديارهم، وقد قاتلوه وحاربوه، وهو في ذلك كله يُنصر عليهم ويظفر بهم، ويعلو هو وأصحابه، وهو معه دائما في سفالٍ، فكيف لا يملك الحسد والبغي قلوبهم! وأين يقع حالهم معه من حالهم مع المسيح، وقد أطبقوا على الكفر به من بعد ما تبين لهم الهدى، وهذا السبب وحده كافٍ في رد الحق ، فكيف إذا انضاف إليه زوال الريَّاسات، والمأكل ". هداية الحيارى ( ص 16).
فعلينا دائما أيها الأحبة الكرام أن نسأل العزيز العلام أن يرشدنا إلى الحق ويثبتنا عليه وأن لا ننظر لمن قال! وإنما لما قيل! ونجعل ضابط الحق هو الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة الذين هم خير الأنام وعلى رأسهم صحابة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- : " فإن الهدى يدور مع الرسول حيث دار ويدور مع أصحابه دون أصحاب غيره حيث داروا فإذا أجمعوا لم يجمعوا على خطأ ".منهاج السنة النبوية (5/262)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه ومن ذلك أن يجعلنا من أهل الحق و الإتباع و أن يجنبنا ما يُبغضه ويأباه ومن ذلك الانقياد وراء الهوى والابتداع ، فهو سبحانه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 03:25 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات