حديث:
الحمد لله الذي جللنا اليوم عافية وجاء بالشمس من مطلعها
الشيخ طارق عاطف حجازي
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَالَ: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَلَّلَنَا الْيَوْمَ عَافِيَةً، وَجَاءَ بِالشَّمْسِ مِنْ مَطْلِعِهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أَشْهَدُ لَكَ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ، وَشَهِدَتْ بِهِ مَلَائِكَتُكَ، وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَجَمِيعُ خَلْقِكَ، إِنَّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، اكْتُبْ شَهَادَتِي بَعْدَ شَهَادَةِ مَلَائِكَتِكَ، وَأُولِي الْعِلْمِ، وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ مِثْلَ مَا شَهِدْتُ بِهِ، فَاكْتُبْ شَهَادَتِي مَكَانَ شَهَادَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، وَإِلَيْكَ السَّلَامُ، أَسْأَلُكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ أَنْ تَسْتَجِيبَ لَنَا دَعْوَتَنَا، وَأَنْ تُعْطِيَنَا رَغْبَتَنَا، وَأَنْ تُغْنِيَنَا عَمَّنْ أَغْنَيْتَهُ عَنَّا مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مُنْقَلَبِي)).
ضعيف جداً بل حديث منكر: أخرجه ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (147)، وابن أبي حاتم في ((العلل)) (2066)، والطبراني في ((الدعاء)) (319)، والبزار ((3103 - كشف الأستار))، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (46)، وابن أبي الدنيا في ((الذكر))، والمستغفري؛ كما في ((داعي الفلاح)) للسيوطي (ص75)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/ 413)، وغيرهم من طريق إسحاق بن إبراهيم البغوي، قال: حدثنا داود بن عبد الحميد عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به.
قلت: إسناده ضعيف جداً؛ عطية العوفي، ضعيف مدلس، وداود بن عبد الحميد الكوفي، قال أبو حاتم الرازي في ((الجرح والتعديل)) (3/ 418): لا أعرفه، وهو ضعيف الحديث، يدل حديثه على ضعفه، وقال العقيلي في ((الضعفاء)) (2/ 37): روى عن عمرو بن قيس الملائي أحاديث لا يتابع عليها، قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث غريب، وقد أخرج الحاكم في ((المستدرك)) حديثين من رواية داود بن عبد الحميد بهذا الإسناد، وهو متعقب؛ فإن داود قال فيه أبو حاتم: أحاديثه تدل على ضعفه، وعطية: هو ابن سعد بن جنادة الكوفي ضعفه أحمد ونسبه إلى تدليس الشيوخ؛ فإنه روى عن الكلبي أحد المتروكين المتهمين بالكذب فكنَّاه أبا سعيد يوهم أنه الخدري؛ لأنه كثير الرواية عن الخدري، وضعفوه – أيضاً - من طريق التشيع، قال البزار: كان يقدم عليّاً على الجميع.
وانظر: ((لسان الميزان)) (3/ 403).
وقال الهيثمي في ((المجمع)) (10/ 115): رواه البزار وفيه داود بن عبد الحميد ضعيف.
وانظر: ((علل ابن أبي حاتم)) (2066).
وقال النووي في ((الأذكار)) (1/ 248): بإسناد ضعيف.
قلت: ولحديث أبي سعيد طريق أخرى:
يرويها: عمرو بن عطية العوفي عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلعم، قال: ((ما من عبد يقول أربع مرات...)) فذكره بنحوه، وقال في الثواب: ((إلا كتب الله تعالى له براءة من النار)).
أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في ((العرش)) (36)، والطبراني في ((الدعاء)) (298) واللفظ له.
قلت: وهذا أسوأ حالًا من الذي قبله.
عطية العوفي: ضعيف مدلس وقد عنعن.
عمرو بن عطية: قال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال الدارقطني: ضعيف.
((الضعفاء الكبير)) (3/ 290)، و((الجرح والتعديل)) (6/ 250)، و((الضعفاء والمتروكين)) (388)، و((الميزان)) (3/ 281).
أحمد بن طارق الوابشي، وعبد الله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد الروايان عن عمرو، وشيخا محمد بن عثمان: لم أجد من ترجمهما، والله أعلم.
قلت: وفي الباب موقوفاً عن ابن مسعود رضي الله عنه:
أخرجه ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (148)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/ 415) من طريق بشر بن موسى، قال: حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، قال: حدثنا مهدي بن ميمون عن واصل الأحدب عن أبي وائل: أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: يا جارية انظري هل طلعت الشمس؟ فقالت: لا، ثم واصل فسبح، فقال لها ثانية: انظري هل طلعت الشمس؟ فقالت: لا، ثم قال لها ثالثة: طلعت الشمس؟ قالت: نعم، قال: ((الحمد لله الذي وهب لنا هذا اليوم، وأقالنا فيه عثراتنا)).
قال مهدي: وأحسبه قال: ولم يعذبنا بالنار موقوف.
قال ابن حجر: هذا موقوف صحيح السند. والله أعلم.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك