شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف عبدالرزاق الدليمي مرتل بالتوسط مكتوب مصور مقطع 1 من 3 لأفضل رؤية عدل الجودة ل 2160 وكبر الصورة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبدالرزاق الدليمي مرتل بالتوسط مكتوب مصور مقطع 2 من 3 لأفضل رؤية عدل الجودة ل 2160 وكبر الصورة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبدالرزاق الدليمي مرتل بالتوسط مكتوب مصور مقطع 3 من 3 لأفضل رؤية عدل الجودة ل 2160 وكبر الصورة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج مجالس الفقه هل يحل الدين بوفاة المدين بها ح101 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج الأسرة القرآنية أسرة هشام مدشل ح11 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عقيدة المسلم أنواع الأدلة الدالة على العقيدة من القرآن ج9 مع معالي الشيخ د يوسف بن محمد بن سعيد ح12 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج سؤال على الهاتف مع معالي الشيخ د عبدالله المطلق الاثنين 20-3-1446 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج اقرؤوا القرآن الأحد 19-3-1446 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: اليوم الوطني للملكة العربية السعودية 94 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: Big Cystic Acne Blackheads Extraction Blackheads & Milia, Whiteheads Removal Pimple Popping # 3808 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 02-24-2015, 10:37 AM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي الإسراف في الأموال والمتاع

الإسراف في الأموال والمتاع






الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل











الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلّ له، ومَن يُضْلل فلا هادي له، وأشهـد أن لا إله إلا الله وحـدَه لا شريك له، وأشهـد أن محمدًا عبده ورسوله؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].













أما بعد:



فإنَّ أصدقَ الحديث كلامُ الله، وخَيْر الهَدْي هَدْي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشرّ الأمور مُحْدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.







أيها المسلمون، من طبيعة البشر التوسُّعُ في النفقاتِ، والمبالغةُ في الاستهلاك، وهَدرُ الأموال عند أولِ شعورٍ بالثراء واليَسار، ولا يعرفون أيَّ معنًى لوفرةِ المالِ إذا لم يصاحبها استهلاكٌ أكثر، ورفاهيةٌ أشمل، وتمتُّعٌ بالكماليَّات أوسع، وقد صرَّح القرآنُ بأنَّ من طبيعة الإنسانِ السّرف عند الجدة، وتجاوز حدود القصد والاعتدال؛ ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6 - 7]، ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾ [الشورى: 27].







ولتهذيب الإنسان وتربيته أمَرَ الله - تعالى - بالقصْدِ في الأمور كلِّها، حتى في أمور العبادات؛ كيلا يملَّها العبدُ؛ قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((والقصْدَ القصْدَ تَبْلُغوا))؛ أخرجه البخاري، وبوَّبَ عليه بقوله: "بابُ القصد والمداومةِ على العمل"[1].







وضدُّ القصد: السرف، وهو منهيٌّ عنه؛ ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، قال عطاء - رحمه الله تعالى -: "نُهوا عن الإسراف في كلِّ شيءٍ"[2].







ويُطلقُ الإسرافُ على الكفْر؛ فمَن أسْرَفَ على نفسه بالعصيان حتى وَقَعَ في الكفر فهو مُسْرِفٌ على نفسه، كما كان فرعونُ من المسرفين؛ ﴿ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [يونس: 83]، وعاقبةُ هذا الصنف من الناس النارُ خالدين فيها إنْ لم يتوبوا ويؤمنوا؛ ﴿ وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 127]، وفي آية أخرى قال - تعالى -: ﴿ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ﴾ [غافر: 43].







والعبدُ مأمورٌ إذا أسرَفَ على نفسه بالعصيان أنْ يتوبَ إلى الله - تعالى - فإنَّه - تعالى - يقبلُ توبته مَهْمَا عَظُمَ جُرْمُه، وكَثُرَ إسرافُه؛ ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، ومن دعاء عبادِ الله الصالحين: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ﴾ [آل عمران: 147].







والإسرافُ في شراء الأطعمة وأكلها أو رَمْيِها من مواطنِ النهي الجَلِي في القرآن؛ ﴿ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].







وكذا الإسرافُ في الملابس والمراكب والأثاث وغيرها مُحرَّم؛ ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كلوا وتصدَّقوا والْبسوا في غير إسرافٍ ولا مخيلة))؛ رواه النسائي، وابن ماجه[3].







وقد حذّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من التنعُّم ولو كان بالمباحات؛ لأنه مظنةٌ للسرف وتضييع المال؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إيَّاكم والتنعُّم؛ فإنَّ عبادَ الله ليسوا بالمتنعمين))؛ رواه أحمد، ورجاله ثِقات[4].







وهذا التشديدُ في النهي عن السرف ما كان إلا لأجلِ الحِفاظ على الأموال والموارد التي يُسألُ عنها العبدُ يوم القيامة، فهو يُسأل عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفَيمَ أنفقه؟







والسرفُ يعارضُ حِفْظَ المال، بل يتلفه ويؤدِّي إلى إفقارِ نفسه، ومِن ثَمَّ إفقارُ أهل بيته وقَرَابته وأُمَّته، والله - تعالى - كَرِه لنا قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.







إنَّ حِفْظَ المال فيه حِفْظُ الدين والعِرْض والشرف، والأمم التي لا تمتلكُ المالَ لا يحترمها الآخرون، والشخصُ الذي ليس له قوةٌ من مال أو جاه لا يَنْظر الناسُ إليه، ولا يأبهون به، ومن أجلِ ذلك قال الحكماء: "مَن حَفظَ مالَه، فقد حَفظَ الأكْرَمَيْنِ؛ الدين، والعِرْض))[5].







ولم تحرِّم الشريعة اكتسابَ الأموالِ ونماءَها والتزود منها، بل حضَّت على ذلك، ولكنَّها حرَّمتِ الطرقَ المحرَّمة في كَسْبِه وإنفاقِه.







وإن من الطرق المحرَّمة في إنفاقه السرف فيه، وإهداره بغير حقٍّ؛ إما في سفر محرَّم، وإما في حفلة زواج باهظة الثمن، وإن ما ينفقُ من أموالٍ على السفر إلى بلاد الكفر والفجور ليعدل ميزانيَّات دولٍ كاملة، وما ينفقُ على حفلات الأعراس التي يُلقى فائضُ أطعمتها في النفايات، لَينقذ الملايين ممن يموتون جوعًا، وفي كل عام يموت الآلاف من البشر جوعًا، فهل من حفظِ المال هدرُه بأية طريقة؟! وهل مِنْ شُكْر الله - تعالى - على نعمته إنفاقُه فيما يسخطه - سبحانه وتعالى؟!







هل جاءَ الصيف وجاءَ معه هدرُ الأموالِ وإتلافُها، وفي المسلمين مشردون محرومون، لا يجدون ما يسدُّ جَوْعَتَهم، ولا ما يكسوا عَوْرَتَهم؛ في فلسطين والشيشان وكشمير وغيرها من بلاد المسلمين المنكوبة؟!







هل من معاني الأخوة في الدين أن تستمتعَ - أيها المسلم - بما أعطاك الله - تعالى - فيما حرَّم عليك، وأنت ترى مآسي إخوانك المسلمين؟ ولو لَم يوجد مسلمٌ على وجه الأرض يحتاج إلى جزءٍ من مالك يسدُّ رَمَقَه، ويُبقي على حياته، لَمَا جاز لك أن تهدرَ مالك في غير الحقِّ، فكيف والمسلمون يموت منهم في كلِّ يوم العشرات، بل المئات من جرَّاء التجويع والحصار والحِرْمان؟!







إنَّ عدمَ الاهتمام بذلك قد يكون سببًا للعقوبة وزوال الأموال، وإفقار الناس؛ حتى يتمنَّى الواحدُ منهم ما كان يُلْقِي بالأمس في النفايات، عياذًا بالله مِن ذلك!







فاحذروا سخطَ الله - تعالى - وارعوا نعمته، وإيَّاكم وطاعة النساءِ والأولاد في السرف وتضييع الأموالِ في الحفلات الباهظة، والأعراس المتكلفة، والسفر المحرَّم؛ فإن لذَّةَ المحرَّم تزولُ، ويبقى الوزرُ على ظهرك، وكلُّ مَن أمَرَك بمعصية الله - تعالى - ودَفَعَك إليها، فهو عَدُوٌّ لك؛ فاحذره وإياك وطاعته، ولو كان أقربَ الناس إليك.







أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 14- 17].







بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.








الخطبة الثانية



الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يحبُّ ربُّنا ويَرْضَى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.







أما بعد:



فلم يكنْ مِن هَدْي السلف الصالح الإسرافُ وتضييع الأموال، بل كانوا مقتصدين ينفقون أموالَهم في الحقِّ، ويحفظونها عن الإنفاق فيما لا فائدة فيه؛ قال الحسن - رحمه الله تعالى -: "كانوا في الرِّحال مخاصيب، وفي الأثاث والثياب مجاديب"[6].








قال الزبيدي: "أي: ما كانوا يعتنون بالتوْسعة في أثاث البيت؛ من فُرش ووسائد وغيرها، وفي ثياب اللبس وما يجري مجراها، كما يتوسَّعون في الإنْفاقِ على الأهل"[7].







لقد كانوا - رحمهم الله - مع زُهْدهم ووَرَعِهم يعتنون بقليل المال، ولا يحتقرون منه شيئًا، مع اقتصادٍ في المعيشة والنفقة؛ ولذا كانَ القليلُ من المال يكفيهم.







وقد أبصرتْ أمُّ المؤمنين ميمونة - رضي الله عنها - حبَّةَ رُمَّانٍ في الأرض، فأخذتْها وقالتْ: "إنَّ الله لا يحبُّ الفسادَ"[8].







وقال أحمد بن محمد البراثي: "قال لي بشرُ بن الحارث: لَمَّا بلغه ما أُنفق من تَرِكَة أبينا: قد غمَّني ما أُنفِق عليكم من هذا المال؛ ألا فعليكم بالرِّفْق والاقتصاد في النفقة؛ فلأن تبيتوا جياعًا ولكم مالٌ، أعجبُ إليّ من أنْ تبيتوا شباعًا وليس لكم مالٌ"، ثم قالَ له: "أقْرِئ على والدتك السلامَ، وقُلْ لها: عليكِ بالرِّفْق والاقتصاد في النفقة"[9].







والْتَقَطَ أبو الدرداء - رضي الله عنه - حبًّا مَنْثُورًا في غرْفةٍ له، وقال: "إن مِن فِقْه الرجلِ رِفْقَه في معيشته"[10].







وقال عمر - رضي الله عنه -: "الخرقُ في المعيشة أخوفُ عندي عليكم من العوزِ، لا يقلّ شيءٌ مع الإصلاح، ولا يبقى شيءٌ مع الفساد"[11]، وأخبارهم في ذلك كثيرة.







إنَّ السرفَ في العصور المتأخِّرة تحوَّل مِن سلوكٍ فردي لدى بعض التجَّار والواجدين إلى ظاهرةٍ عامة تجتاح الأمة كلَّها؛ فالواجدُ يُسرف، والذي لا يجدُ يقترضُ من أجل أنْ يُسْرفَ ويلبِّي متطلبات أُسْرته من الكماليَّات، وما لا يحتاجون إليه، وهذا من إفرازات الرأسماليَّة العالميَّة التي أقنعتِ الناس بذلك عبر الدعاية والإعلان في وسائل الإعلام المختلفة.







إن المذاهبَ الرأسماليَّة ترى أنَّ المحرِّك الأساس للإنتاج هو الطلب، فحيثما وُجِدَ الطلبُ وُجِدَ الإنتاج، ومن ثَمَّ فإن الإعلانات التجارية تتولَّى فَتْحَ شهيَّة المستهلك للاستهلاك، وتُلْقِي في رَوْعِه أنه إذا لم يستهلك السلع المعْلَن عنها، فسيكونُ غير سعيدٍ وغير فَعّال، وسيظهرُ بمظهرٍ غير لائقٍ، وهذا كلُّه جَعَلَ الناسَ يلهثون خَلْف سِلعٍ كماليَّة، ويبكون عليها كما يبكي المولود في طلبِ الرضاعة[12].







وأضحى ربُّ الأسرة المستورة يستدينُ بالربا من البنوك؛ لتلبية رغبة أُسْرته في السفر للخارج، أو لإقامة حفلةِ زواجٍ لابنه أو ابنته تليق بواقع الناس، وهكذا يُقَال في العمران والأثاثِ والمراكبِ والملابس والمطاعم وغيرها، بينما نلحظُ أنَّ منهجَ الإسلام تربيةُ الناس على الاستغناء عن الأشياء بدلاً من الاستغناء بها؛ حتى لا تستعبدهم المادة، كما هو حال كثير من الناس اليوم؛ إذ أصبحوا منساقين بلا إرادة، ولا تبصُّر إلى الإسراف وهَدر الأموالِ فيما لا ينفعُ؛ تقليدًا للغير.







فاتقو الله ربَّكم، واحفظوا أموالكم، وخذوها من حقٍّ، وأنفقوها في الحقِّ؛ فإنكم مسؤولون عنها يوم القيامة.







وصلوا وسلموا على نبيِّكم كما أمركم بذلك ربُّكم.



ـــــــــــــــ



[1] انظر: "صحيح البخاري"، كتاب الرقاق، وهو جزء من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((لن ينجي أحدًا منكم عملُه))، (6463) .





[2] "الأدب المفرد"؛ للبخاري، (2/ 182)، عن نضرة النعيم، (9/ 3894).



[3] أخرجه البخاري مُعلقًا مجزومًا به، انظر: "الفتح" (10/ 253)، والنسائي في الزكاة، باب الاختيال في الصدقة (5/ 78)، وابن ماجه في اللباس، باب البسْ ما شئتَ ما أخطأك سرف أو مخيلة (3605)، وصححه الألباني في صحيح النسائي (2399).



[4] أخرجه أحمد (5/ 244)، قال المنذري: ورجاله ثِقات (3/ 142)، وذكره الألباني في الصحيحة (353)، وحسنه في "صحيح الجامع" (2665).



[5] "عيون الأخبار"؛ لابن قتيبة (1/ 351) .



[6] "إحياء علوم الدين مع إتحاف السادة المتقين"، (6/ 160).



[7] " إتحاف السادة المتقين"؛ للزبيدي (6/ 160).



[8] "الطبقات الكبرى"؛ لابن سعد (8/ 110).



[9] "الحث على التجارة والصناعة والعمل"؛ لأبي بكر الخلال (58 - 59)، برقم (32).



[10] المصدر السابق (42)، و"الزهد"؛ لوكيع (3/ 782) .



[11] المصدر السابق، (40-41) برقم (14)، و"مناقب عمر بن الخطاب"؛ لابن الجوزي (196).



[12] انظر: "مدخل إلى التنمية المتكاملة"؛ د. عبدالكريم بكار (343).












ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 09:44 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات