09-19-2014, 02:00 PM
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
|
|
حقوق المرأة وما تنادي به الصحف والإذاعات
حقوق المرأة وما تنادي به الصحف والإذاعات
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغامًا لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبلغ عن الله ما أمر، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.. أما بعد:
أيها الناس.. أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى والأخذ بالأسباب التي تقربكم إلى الله والحذر كل الحذر من الافتتان بما غزاكم به أعداء الله بشتى أساليبهم بالصحف وفي وسائل الإعلام من الإذاعات باختلاف أنواعها، ومن الدعايات التي استطاعوا أن يوصلوها إلى قعر بيوتكم، وأن يوجدوا بمكرهم وخداعهم من ينادي بأفكارهم ويدعو إلى أخلاقهم من بني جلدتكم يبثونها في صحفكم ووسائل إعلامكم، فالإسلام يوجب على أهله أن يكونوا دعاة له ويعدوا ما يستطيعون من القوة لأعدائه، ولكن المؤسف أن هذا النوع المتأثر بدعايات الغرب والذين يعدون أنفسهم المثقفين عكسوا الأمر فبينما الواجب أن تكون وسائل إعلام المسلمين تنشر محاسن الإسلام وتحث عليه وتوجه أهله للخير وتذكر الغافل وتكون سلاحًا فتاكًا في أعدائه جعلها بعض القائمين عليها وسائل هدم للأخلاق ومنبرًا للدعوة إلى الانحطاط وبوقًا ينادي بتقليد أعداء الإسلام في أخلاقهم وعاداتهم، ووصل الأمر بهؤلاء المغرورين أن تكلموا بمعارضة القرآن صراحة مشابهة لليهود والنصارى، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾ [النور: 30، 31] ويقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59] ويدعو من ذهب دينه وحياؤه مناديًا بخلع الحجاب والرمي به مستهزءً بما ورد في القرآن من الأمر بالحجاب والمحافظة عليه. والآخر يدعو إلى تحرر الرأي وعدم تقيدها بتعاليم الإسلام، فما هذا التحرر الذي يدعون إليه؟! هل هي مسترقة حتى تحررت أم أن المسلمة مكرمة مصونة مخدومة في بيتها بين زوجها وأولادها، والآخر يدعو إلى مساواة المرأة بالرجل في الاختلاط ومباشرة أعمال الرجال أليس هذا اعتراضًا على قوله جل وعلا: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 34] وجعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل وميراثها نصف ميراث الرجل ويقول تعالى: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن)[1]. ولسان حال هؤلاء يقول كل ما ورد في الكتاب أو السنة من تفضيل الرجال على النساء غير صحيح مكابرة وعنادًا، ألا يتقون الله في أنفسهم ويراجعون دينهم ويستمدون الثقافة الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، هذه أمهات المؤمنين زوجات نبينا الأمين اللواتي لا يحل لأحد من الناس نكاحهن بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرهن الله بلزوم بيوتهن وينهاهن عن التبرج وأن لا يسألن إلا من وراء حجاب قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33] ويقول: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾ [الأحزاب: 53]، أليس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في أمس الحاجة إلى من يساعدهم في حفر الخندق وفي جميع مواجهاتهم للكفار هل طلبوا من نسائهم أن يقفن معهم؟! كلا إنهم ليغارون على نسائهم لئلا يرين الرجال ولا يراهن الرجال؟ لأن الله تعالى جعل لكل من الرجال والنساء وظيفة خاصة به، فوظيفة امرأة معروفة لدى أهل العقل والدين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)[2] ولما حث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجهاد وبين فضله طمع النساء بهذا الفضل فقال - صلى الله عليه وسلم -: (عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة)[3]. فبأي حجة يطالب هؤلاء المخدوعون بمساواة النساء بالرجال؟ أليست حجتهم التي يتكلم بها لسان حالهم مشابهة الكفار؟، ثم ماذا يريدون من مخالطة النساء بالرجال في الأعمال إلا فساد الأخلاق وتفشي الأمراض الخلقية والدينية التي أودت بمن استحسنها إلى الانحطاط في الحضيض دنيا وآخرة، فليتقوا الله في أنفسهم وفي مجتمعهم ولا يكونوا آلة هدم للأخلاق ويتوبوا إلى الله فإنه يقول: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ﴾ [النساء: 17] وليعلموا أن المرأة المسلمة بفطرتها وغيرتها على دينها وعلى كرامتها تعرف الهدف الذي ينادونها إليه والمصير الذي يرجونها أن تصير إليه، وهي مؤمنة بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت)[4]. فتقطع ألسنتهم بما عرفت من إسلامها وما أمرها الله به من الاستقرار في البيوت وغض البصر واتخاذ الحجاب.
والحمد لله رب العالمين.
[1] صحيح مسلم ح (79).
[2] مسند الإمام أحمد ح (1661) وصحيح ابن حبان ح (4163).
[3] سنن ابن ماجه (2901)، صحيح ابن خزيمة ح (30740).
[4] مسند الإمام أحمد ح (1661) وصحيح ابن حبان ح (4163).
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|