معجزات القرأن الكريم في خلق الأرض ودحيها وخلق الأنهار والجبال

[ملتقى اهل التفسير]

معجزات القرأن الكريم في خلق الأرض ودحيها
وخلق الأنهار والجبال
بداية الخلق :- وصف الله لنا فى العديد من الأيات طريقة خلق الدنيا وخلق الكون وأوضح لنا سبحانة أين كانت ذاتة العليا عند بداية الكون .
فقال سبحانة :- (و هوالذي خلق السموات والارض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) سورة هود.
وقال سبحانة ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش. مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوه ) الاعراف اية 54
وقال تعالى :- "هو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ( 3 ) وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون " .
إن هذة الأيات الكريمة توضح أن رب العزة سبحانة قبل أن يخلق السماء وقبل أن يمد الارض من دأخل الماء " والارض بمعنى اليابس وليس الكرة الارضية " كان قد خلق ما نسمية اليوم بالكرة الارضية وهى عبارة عن كتلة من الماء ثم قام رب العزة بمد الارض من دأخل هذا الماء وأخرج الارض على صورتها وذلك بان خلق الله الارض بمدها أرتفاعا عن سطح الماء وعرضا وطولا حتى كانت الارض بشكلها التى هى علية الان .
اولا :- خلق الارض
إن الله قد خلق الارض " بمعنى اليابس " لاستخلاف الانسان عليها بعد أن خلقة الله وفى سبيل ذلك قام رب العزة سبحانة بمد الارض من قلب الماء الذى يكون الكرة الارضية والتى هى فى الاصل عبارة عن كتلة ماء ثم مد الله الارض يعنى اليابس بان رفع اليابس على الماء لتعلو الارض على الماء حتى تكون صالحة للحياة وقدر فى الارض اقواتها بان قدر الله الارزاق وشق الانهار وخلق الجبال والتى هى من أهم تكوين اليابس للحفاظ على توازن الارض على سطح الماء على الكرة الارضية فقال تعالى :-
"وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون "
وهذا المعنى أن مد الارض يؤكد أن هذا المخلوق " الكتلة المائية " سابقة فى الخلق عن باقى المخلوقات من خلق السماء ومد الأرض وخلق للشمس والقمر وباقى الكون الذى خلقة الله .
نخلص من ذلك إلى أن الكرة الارضية كانت فى بداية الخلق عبارة عن كتلة من الماء وأن الارض كان خلقها عبارة عن مدها بأرتفاعها من دأخل كتلة الماء ثم خلقها الله ورفعها عن سطح الماء ومدها أيضا باتساعها عرض وطولا , وأن الله سبحانة كان عرشة على سطح هذا الماء قبل أن يخلق الارض من دأخل هذا الماء .
ثم كان بعد ذلك خلق السماء وأستواء رب العزة على العرش فوق السماء قال تعالى :-
( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) سورة فصلت .اية 11 .
دحي الأرض وخلق الأنهار
إذا كانت الأرض كروية كما نقول فان ذلك يعنى أن وسط الأرض أو منتصفها أعلى من أسفلها ومن أعلها , بمعنى أن منتصف الكرة الأرضية وهو كما نعلم عند خط الأستواء يعلو أطرافها , الطرف الأسفل عند المنطقة القضبية الجنوبية والطرف الأعلى عند المنطقة القضبية الشمالية .
وهنا يثور تسأل هام وهو كيف للأنهار فى أوربا وهى منطقة منخفضة فى الكرة الارضية لانها فى أعلى , كيف ياتى ماء الأنهار من المنطقة المنخفضة فى أعلى اوربا ليصب الماء فى البحر المتوسط والذى هو من المفروض بالقرب من منتصف الارض والتى هى أعلى من أوربا ؟
أو كيف تاتى مياة نهر دجلة والفرات من منطقة منخفضة فى شمال شرق أوربا ويصب فى الخليج العربى فى منطقة قريبة من وسط الكرة الارضية والتى هى أعلى من الطرف الشمالى للكرة الارضية أوربا .
وفى سوال اكثر دقة كيف للأنهار فى العالم أن تاتى من مناطق منخفضة لتصب مائها فى مناطق مرتفعة أذا كانت الارض تشبة الكرة لان منتصف الكرة أعلى من الاطراف ؟
والاجابة على هذا الامر نجدها تتجلى فى كيفية خلق الله للارض والذى خلق كل شيىء بقدر وخلق الارض على أفضل ,أكمل صورة فقال تعالى :- " وجعل فيها رؤاسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين " فصلت
وقال تعالى " والارض وضعها للأنام , فيها فاكهة والنخل ذأت الاكمام , والحب ذوا العصف والريحان " الرحمن أن جعلها مهيئة للأنسان حتى يستطيع الحياة على تلك الارض طبقا لتكوينة وطبيعة خلقة والتى تختلف عن الملأئكة وعن الجن , فقد جعل الله الارض متساوية وسلك فيها سبلا وشق فيها الانهار وغير ذلك من الامور التى تساعد الانسان على الحياة فى صورة صحيحة على الارض .
كيفية دحي الأرض وخلق الانهار
قال الفقهاء والمفسرون أن قول الله تعالي " والأرض بعد ذلك دحاها " تعني أن الله قد جعل الأرض بمعني الكرة الأرضية كاملة تشبة الدحية ( البيضة ) وهذا التفسيرهو غير دقيق وسوف نوضحة فى الأتي:-
إن رب العزة سبحانة قال فى كتابة الكريم " مد الأرض " وهى خلق الله الأرض بان رفعها من دأخل الماء والذى كان يغطى جميع الكرة الارضية لذلك فان الله قد مد الأرض أرتفاعا من دأخل الماء ورفع الأرض عن سطح الماء ومدها عرضا وطولا حتى يكون اليابس .
ثم نجد أن الله قد قال أيضا رب العزة " والارض بعد ذلك دحاها " وكلمة دحاها تعنى أن خلق الله الأرض تشبة البيضة ( والدحية هى البيضة ) وذلك بان جعل الله الارض مثل البيضة عالية من المنتصف ومنخفضة من جميع أطرافها .
فالارض بمعني كل قارة تشبة البيضة فى شكلها حتى تستطيع أن تكون مهيئة للحياة على النحو الاتى :-
1 :- أن " دحا " هنا بمعنى خفض أطراف الأرض من جميع جهاتها بان خلق الله كل قارة من اليابس عالية من المنتصف ومنخفضة عند قربها من سطح الماء عند البحار والمحيطات حتى يسهل وصول الانسان إلى سطح البحار والمحيطات دون مشقة وعناء .
2 :- وجود منتصف اليابس فى كل قارة أعلى من أطرافها والتى هى منخفضة حتى يسهل أنحدار مياة الأنهار من منتصف اليابس فى كل قارة إلى أطرافها والتى هى خلقت منخفضة حتى يميل الماء فى الانهار من أعلى جزاء فى اليابس إلى أطراف الأرض المنخفضة فى أطراف اليابس من كل قارة .
3:- أن كل قطعة يابس " كل قارة " تأخذ ذأت الصفات التى خلقها الله فى القارات الأخرى , فنجد أن قارة أوربا يوجد بها كل المميزات التى توجد فى باقى قارات العالم .
4 :- خلق الله أماكن نزول وسقوط الماء على الجبال فى منتصف او قرب منتصف القارات كما فى أثيوبيا ودول جنوب أفريقيا بحيث تأخذ المياة الانحدار الموجود فى اليابس من منتصف القارة متجهه إلى أطراف القارة والتى هى منخفضة لتصب فى البحار والمحيطات .
من كل ما سبق يتضح أن خلق الله للأرض أخذ أشكالا مختلفة بان خلق الله الارض بمدها من الماء ثم مهد الله الأرض وخفض أطرافها وجعلها مائلة من جميع أطرافها بحيث تكون متلاقية مع سطح الماء ونجد أن الايات القرانية تكمل بعضها بعض بان كانت الايات القرانية تتحدث عن خلق الأرض ثم خفضها من أطرافها " والأرض بعد ذلك دحاها " أى بعد تمام خلقها كان دحي الأرض .
ثانيا :- وظيفة ومهمة خلق الجبال
وهناك أمر هامة أريد أن أوضحه وهو تفسير المفسرين لقول الله تعالى " أن تميد بكم " قال خلق الله الجبال حتى لا تقع أو تميل الكرة الأرضية في الكون .
وهذا التفسير غير صحيح لان خلق الله للكون هو نظام لا يمكن أن يدمره الله أو أن يكون بة خلل قد يؤدى إلى أن تقع الكرة الأرضية بكاملها في الكون وبذلك يكون خلق الله للكون على غير صحيح الصنع أو من الممكن حدوث خلل يمكن أن يهلك به الكون .
لذلك فأن تفسير قول الله تعالي " أن تميد بكم " بمعني أن تميل الكرة الأرضية كلها في الكون هو غير صحيح ولا يتفق مع حقيقة المعني والتفسير الصحيح لتلك الأية الكريمة .
إذا عرفنا أولا أن معنى كلمة تميد هي تميل وأن الله قد خلق الأرض بان مدها الله من داخل الماء الذي تتكون منة ما نسميها بالكرة الأرضية .
فأننا يجب أن نعلم من ذلك حقيقة تفسير قول الله تعالى " أن تميد بكم " بمعنى أن تميل بكم في دأخل الماء الذي تقيم علية الأرض , فقد خلق الله الجبال رواسي شامخات على الأرض اليابسة حتى لا تميل الأرض " بمعنى اليابس " في الماء الذي يحيط اليابس وتتكون الكرة الأرضية منة بنسبة 73% في حين أن اليابس 27% من كتلة الكرة الأرضية .
فان ميل الأرض لا يكون بوقوعها وخروجها من الكرة الأرضية إلى الكون الخارجي ولكن بوقوع اليابس دأخل الماء في ذات الأرض وليس خارج الكرة الأرضية .
وقول الله تعالي "بكم " يؤكد هذا المعني فمعني بكم أى بنا نحن البشر فقط دون باقي مخلوقات الله في الكون وحتي لا يصاب احد بضرر منهم .
**** إن دحي الأرض وخلق الجبال فى أماكنها التي وضعها الله فيها هو من أهم الأبداعات التى خلقها فى الارض والتي تؤكد بكل وضوح جميل صنع الله فى الارض وأن خلق الله للأرض هو من تمام أعجاز الله وحسن صنعة فى تلك الأرض , ومن ناحية أخرى تؤكد أن القران الكريم عندما جاء بتلك الأيات الكريمة والتى تأكدت أن هذا الأمر يشكل معجزة قرأنية رأئعة جاء بها القران منذ زمن بعيد ونحن الأن نجدها حقيقة فى الكون مما لا يدع مجالا للشك فى أن القران وخلق الكون من جميل وأبداع الله خلق كل شيىء فتبارك الله أحسن الخالقين .
كل ذلك يؤكد جميل صنع الله الذى خلق كل شيى فأحسن خلقة , والله أعلى وأعلم ,,,,,.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك