غالبيّة الرجال الذين يعتقدون أنّ عضوهم الذكري أصغر ممّا ينبغي، لا داعي لديهم للقلق. هذا ما يصرّح به خبراء دوليّون في مقالة صدرت حديثًا. على الرغم من ذلك، ثمّة أعداد متزايدة من الشبّان حول العالم يتوجّهون إلى الأطبّاء متوسّلين تكبير القضيب.
ما هو الحجم العاديّ إذاًا؟ يصل طول القضيب الذكري في حالة الانتصاب إلى نحو 12 سنتيمتراً. وعندما نتحدّث عن الطوق (القياس المحيط بالعضو) فالمعدّل يصل إلى 11.5 سنتمتر.
لكن الأعضاء الذكريّة تتنوّع بأشكالها وأحجامها، وحجم 12 سنتيمتراً هو ليس سوى الحجم الوسط (المعدّل)، والمعدّل لا يعني شيئاً بالنسبة للحجم العادي القضيب وهو منتصب، والذي يتراوح بين 7 و 18 سنتيمتراً.
تصوّرات الجسد
بيّنت دراسة حديثة، أعدّها فريق من خبراء الجنس والمعالجين النفسيين من مصر والبرازيل وكندا وفرنسا، أنه في حال غالبيّة الرجال الذين يتوجّهون إلى أطبائهم ويعبّرون عن قلقهم من أنّ أعضاءهم أقصر من المعدل، تقع أعضاؤهم في الواقع ضمن الأحجام العاديّة. من أين يأتي هذا القلق إذاً؟
الطريقة التي ينظر فيها العديد من الرجال إلى أعضائهم الذكريّة تتعلّق بتصوّرهم لأجسامهم. فقد أظهرت دراسة شملت أكثر من 52,000 رجل وامرأة أنّ هؤلاء الذين يعتقدون أنّ لديهم "بضاعة" جيدة تقديرهم الذاتي مرتفع فيما يتعلق بمدى جاذبيتهم.
البراعة لا الضخامة
بينت الدارسة أنّ مقاس العضو الذكري لا يعني الكثير بالنسبة للنساء، إذ أفادت نسبة 84% من النساء المبحوثات أنّهنّ راضيات عن حجم قضيب الشريك. في المقابل، عند تقييم كيفية رؤية الرجال لأنفسهم وحجم قضيبهم، تبين أن فقط 55% من الرجال عبروا للباحثين عن رضاهم عن مقاس العضو الذكوريّ عندهم. إذن في حين لا تكترث أغلب النساء بحجم القضيب، تعاني نسبة كبيرة من الرجال من قلق ازاء هذا الموضوع. الخبراء من ناحيتهم يقولون إنّهم ليسوا متفاجئين من رضى غالبيّة النساء عن حجم عضو الشريك. فالحجم - في مُجْمل الأمر- ليس بالأمر المهمّ خلال المعاشرة الجنسية، بل المهارات التي يُظهرها الشريك خلال "السكس". الطول ليس مهماً لأنّ متعة المرأة خلال ممارسة الجنس تتعلّق بالبظر الذي يقع قبل المهبل وفي الواجهة تمامًا. وفي أغلب الأحيان، لا تصل المرأة إلى الرعشة من الإيلاج فقط، وإنما تحتاج إلى تحفيز تلك المنطقة الخارجية.
لا حاجة لعضو ضخم إذاً، حتّى بالنسبة للنساء اللواتي أفدن أنّ بقعة جي (الجي سبوت) تمنحهنّ متعة فائقة؛ فهذه البقعة الحسّاسة تقع على الجدار الأماميّ للمهبل، ولا يزيد عمقها عن خمسة سنتيمترات داخله.
اعتقادات خاطئة
على الرغم من ندرتها، ثمّة أعضاء ذكوريّة ضئيلة للغاية ("أعضاء ميكرو"). العضو الذكوريّ الذي لا يصل طوله أكثر من 7 سنتيمترات خلال الانتصاب يعتبر عضواً ضئيلاً لكونه يؤثّر على إمكانيّة الولوج إلى داخل المهبل والذي يصل طوله إجمالاً إلى 8 سنتيمترات.
إلى ذلك، تظهر الدراسات أنّ الغالبيّة الساحقة (98-100%) من الرجال الذين يشتكون من صغر حجم العضو الذكوريّ وربما يفكرون بتكبير القضيب، يكون حجم قضيبهم في الواقع عادياً وليس صغيراً.
أين المشكلة إذًا؟ ومن أين نمت لديهم فكرة أنّ العضو شديد الصغر؟
اللوم يقع على وجود مجموعة من الاعتقادات الخاطئة بهذا الخصوص. إذ من المحتمل أنّ هؤلاء الرجال قد سمعوا من آخرين معلومات مضللة وغير صائبة حول حجم القضيب الطويل.
ثمّة أمر آخر: عندما يقيس أيّ من الرجال طول عضوه الذكوري، تكون النتائج مختلفة بعض الشيء عن فحص الطبيب، وهذا ليس بالأمر المفاجئ. طول العضو المنتصب الذي يقاس ذاتيًّا يصل إلى أكثر من 15 سنتيمتراً في المعدل، في حين يصل محيط القضيب (بالعرض) إلى أكثر من 12.5 سنتيمتر.
انطباعات خاطئة
من المحتمل أنّ بعض القلقين يقومون بالنظر خلسة على الأعضاء الذكوريّة المرتخية لبعض الشبان في الحمامات العموميّة. لكن الطول عند عدم الانتصاب لا يعني الكثير بالنسبة لطول القضيب خلال ممارسة الجنس. بعض الأعضاء الذكوريّة الرخوة تكون صغيرة لكنّها تحتلّ حجمًا كبيرًا عند انتصابها. وبعضها يكون ضخمًا عند عدم الانتصاب، لكنّه لا يكبر كثيرًا عند الانتصاب.
ربّما حصل بعضهم على انطباعات خاطئة نتيجة مشاهدة أفلام البورنو. لكن من البديهيّ أنّ الممثلين الذين يقع عليهم الاختيار للمشاركة في هذه النوع من الأفلام هم من ذوي المقاسات الضخمة.
مشاهدة أفلام البورنو والاستنتاج أنّ عضوك صغير للغاية هو مثل مشاهدة لعبة كرة السلة والاعتقاد بأنّ على قامتك أن تكون أطول.
الأمور تتعلّق بالمخيّلة
بعض الرجال يعانون من مشكلة جدية أكثر، إذ يعانون من مشكلة نفسية تسمى اضطرابَ التشوُّه الجسمانيّ (الفوبيا المتعلقة بحجم القضيب). ما يعنيه ذلك هو أنّ هؤلاء لديهم هوس ووسواس تخيل وجود خلل في أعضائهم الذكوريّة على الرغم من عدم وجود عيب فيها أو في حجمها. في بعض الأحيان، يحمل هؤلاء فكرة مُبالَغًا فيها أنّ الانتصاب الطبيعي يصل إلى 20 سنتيمتراً، لذا تراهم يحلمون بإجراء عمليّة جراحيّة لإطالة أعضائهم، لكن خبراء الجنس يقولون إنّ عمليّة كهذه لن تحلّ مشاكلهم النفسيّة بتاتاً.
إطالة القضيب: ضرْبٌ من العبث
العملية الجراحية هي ليست ما يحتاجه غالبيّة الرجال الذين يهرعون إلى عيادات طبية مكلفة ويعبّرون عن انزعاجهم من صغر أعضائهم، وإنّما التثقيف الجنسيّ.
يقول الخبراء إنّ غالبيّة الرجال الذين يكتشفون أنّ أعضاءهم عاديّة جدًّا يقتلعون من عقولهم فكرة إجراء عمليّة تكبير العضو.
بالنسبة للرجال الذين يختارون إجراء عمليّة جراحيّة لإطالة القضيب، يجدر بالتذكير أنّ هذه العمليّات لا تأتي بنتائج باهرة، ونجاحها يقاس بإطالة سنتيمر واحد أو اثنين، وثمّة احتمال ألاّ تتكلّل هذه العمليّة بالنجاح بتاتًا.
واعتماداً على رأي الخبراء، غالبيّة الرجال الذين يجرون هذا النوع من العمليّات الجراحيّة ليسوا راضين عن النتائج بتاتاً.
ولا يوصي هؤلاء الخبراءُ بإجراء عمليّة كهذه إلاّ لمَن يملك عضواً ضئيلاً بالفعل (ذاك الذي لا ييصل إلى 7 سنتيمترات عند الانتصاب).
لكن ماذا بخصوص تلك الإعلانات التجاريّة ورسائل "السبام" الإلكترونية التي تظهر فجأة على الانترنت وتعد بنتائج مضمونة لتطويل العضو؟ الأفضل لكم أن توفّروا نقودكم؛ فهي جميعها ليست أكثر من مجرّد هراء.
وزن زائد، عضو غائر
ثمّة سبب حقيقيّ واحد يدفع بالأعضاء الذكوريّة كي تبدو أصغر ممّا هي بالفعل. المشكلة بالنسبة للكثير من الشبّان والرجال الذين يتضايقون من صغر العضو لديهم تكمن في الوزن الزائد في أجسامهم.
وزنك الزائد قد يجعلك ترى وتشعر أنّ عضوك أصغر من اللازم. إذا غطى الكثير من الشحم عظمة القضيب (عظمة العانة) فعندها تبقى قاعدة العضو مدفونة. كلّما زاد وزن الرجل، تقلّص الجزء البارز من عضوه.
إذًا هناك سبب آخر للحدّ من تناول الأطعمة غير الصحّيّة والتوجُّه إلى قاعة اللياقة البدنيّة: ربما يفيدك ذلك نفسياً وصحياً وربما يظهر إمكانيات العضو الذكريّ أيضاً!
;g lh d[f hk juvti uk hgp[l hg'fdud gJ hgrqdf
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك