09-09-2014, 10:35 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,232
|
|
حَقيقَة الخير وحقيقة الشَر في القرآن
الخير في اللغة هو مصطلح لغوي مصدره إختيار أو يختار والماضي إختار والأمر إختر ، والمقصود من مصطلح الخير هو إختيار الأفضل ، أي أفضل الإختيارات عند الذي يختار هو الخير ، ويأتي مصطلح الخير عادةً في وصف الأمور ذات النهاية السعيدة والمحببة أو المفضلة لدى الناس ، بمعنى إنني عندما أصف عمل ما بأنهُ عمل خير ، فأنني أقصد بأنني على يقين بأن نتيجة هذا العمل سوف تكون جيدة ومحببة ومطلوبة لدى الجميع دون إستثناء ، كقولهِ تعالى في سورة الأعراف : قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)
والمرادف العكسي للخير هو الشر ومصدره من الإشترار أو يشتر والمقصود من مصطلح الشر هو إشترار المرء ، أي تهوره وتوحشه وعدم تفكيره أو تغليب غرائزه وتغييب عقله في إختيار الشيء ، وبالتالي يسوء إختياره ويضر به ويُلحق به الأذى الشديد ، ويستخدم عادةً كلمة الإشترار في الحيوانات عندما نقول حيوانات مشترة ، أي متوحشة ومتهورة ويصعب السيطرة عليها ، ولهذا السبب يأتي عادةً مصطلح الشر لوصف الأشياء المكروهة والمُضرة والغير محببة لدى الناس كدلالة مؤكدة على كون نتيجة هذا العمل سوف تكون شر ، أي لا تصب لصالح المرء بل تضره وتسيء له وبالتالي تكون النتيجة عكس المطلوب تماماً سواء للمرء نفسه أم للجميع ، كقولهِ تعالى في سورة الإسراء : وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83)
مما تقدم نفهم جيداً حرص العديد من الجهات سواء كانت دينية أو فلسفية أو عقائدية على وصف أفكارها بأنها خير وأفكار الأخرين بأنها شر ، وذلك للدلالة على أن ما تدعوا له إنما هو الإختيار الصحيح الذي يؤدي بالضرورة إلى النتيجة المطلوبة واللتي سوف تصب لصالح الناس ، وبأن أفكار الآخرين شريرة للدلالة على أن العمل المخالف لهذهِ الأفكار سوف يكون نتيجته سيئة ومضرة لمصلحة الناس .
وبالنتيجة يبقى إختيار الخير أو الشر منوط بالفرد نفسه ، وسعي الإنسان الدائم في الإستعانة بالآخرين في معرفة الخير والشر إنما يكون بسبب شعوره ويقينه بأهمية هذا الأمر بالنسبة له ، فمعرفة الخير والشر مطلب جميع المخلوقات لكي تستمر في البقاء أي إنهُ موجود في الفطرة وذلك لدى جميع المخلوقات دون إستثناء ، فالمخلوقات التي تستمر بالبقاء تكون قد عرفت ماهو الخير بالنسبة لها فأخذت به ، وماهو الشر بالنسبة لها فإبتعدت عنه ، حيث جاء في سورة الأنبياء قول الله العزيز
القدير : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد محمد سليم الكاظمي ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|