كلام البخارى فى حديث مسخ بنى إسرائيل إلى ضب

[منتدى اهل الحديث]

بسم الله الرحمن الرحيم

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتي بضب فقال : أمة ممن مسخ والله أعلم ، وفي رواية عبيد الله أتي النبي صلى الله عليه وسلم بضب ، فقال : إن أمة مسخت
الراوي : ثابت بن وديعة المحدث : البخاري
المصدر : السنن الكبرى للبيهقي الصفحة أو الرقم: 9/325 خلاصة حكم المحدث : أصح، وفي نفس الحديث نظر

و حاولت البحث على كلام الإمام البخارى كاملا فى هذا الحديث فلم أتمكن من العثور عليه
فهل يفيدنى أحد الإخوة به ؟

و هل هذا الحديث مضطرب ؟
فقد وجدت فى كتاب (معرفة الصحابة) :

أخبرنا خيثمة بن سليمان ، قال : حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي ، قال : حدثنا بشر بن عمر ، ح : وحدثنا أحمد بن محمد بن زياد ، ومحمد بن يعقوب ، قالا : حدثنا يحيى بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، ح : وحدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الصايغ ، قال : حدثنا عفان ، ح : وحدثنا خيثمة ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا أبو النضر ، قالوا : أخبرنا شعبة ، عن الحكم ، عن زيد بن وهب ، عن البراء بن عازب ، عن ثابت بن وديعة ، قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بضب ، فقال : أمة مسخت . رواه شعبة وغيره عن حصين ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة . ورواه جماعة عن حصين ، عن زيد ، عن ثابت بن وديعة . وقال أبو جعفر الرازي : عن حصين ، عن زيد ، عن ثابت بن يزيد بن وديعة . ورواه شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن زيد بن وهب ، عن ثابت بن وديعة . ورواه الحسن بن عمارة ، عن عدي بن ثابت ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة . ورواه الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن ابن حسنة .

http://library.islamweb.net/hadith/d...7&hid=140&pid=

فالحديث يروى تارة عن زيد بن وهب عن حذيفة و تارة عن زيد عن ابن حسنة و تارة عن زيد عن البراء بن عازب عن ثابت و تارة عن زيد عن ثابت

و زيد بن وهب هو ثقة عند معظم أهل العلم لكن قال فيه الفسوى من نفس الرابط السابق :

يعقوب بن سفيان الفسوي :في حديثه خلل كثير ثم ساق من روايته قول عمر في حديثه يا حذيفة بالله أنا من المنافقين قال الفسوي وهذا محال

و فى صحيح مسلم :

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَعَبْدُ بْنُ حميد ، قَالَا : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبٍّ ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ ، وَقَالَ : " لَا أَدْرِي لَعَلَّهُ مِنَ الْقُرُونِ الَّتِي مُسِخَتْ " .

و فى كتاب ( الأوائل لابن أبي عاصم ) :

حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِضَبٍّ ، فَقَالَ : " أُمَّةٌ فُقِدَتْ فَلا أَدْرِي لَعَلَّهَا مِنَ الْقُرُونِ الأُوَلِ " ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ .

و فى شرح معانى الآثار للطحاوى :

حَدَّثَنَا فَهْدٌ , قَالَ : ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ ، يَعْنِي الضَّبَّ ، وَقَالَ : لا أَدْرِي ، لَعَلَّهُ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى ، الَّتِي مُسِخَتْ " .

و فى مستخرج أبي عوانة :

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، قَالَ : ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أُتِيَ بِضَبٍّ , فَلَمْ يَأْكُلْهُ ، وَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنَّهُ مِنَ الأُمَمِ الَّتِي مُسِخَتْ " .

و قد قال الإمام الذهبي :
" في صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضِّح فيها أبو الزبير السماعَ عن جابر ، وهي من غير طريق الليث عنه ، ففي القلب منها شيء ، من ذلك حديث : ( رأى عليه الصلاة والسلام امرأةً فأعجبته ، فأتى أهله زينب ) " انتهى من " ميزان الاعتدال " (6 /335)

و فى هذا الحديث صرح أبو الزبير بالسماع فى بعض روايات ابن جريج و عنعن فى بعضها و عنعن فى رواية إبراهيم بن طهمان
و سؤالى هو
ما موقف أهل العلم إذا عنعن المدلس فى إسناد و صرح بالتحديث فى إسناد آخر ؟

و وقفت على متابعة لابن الزبير عن جابر فى المصنف

عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبٍّ ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ ، وَقَالَ : " إِنِّي لا أَدْرِي لَعَلَّهُ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى الَّتِي مُسِخَتْ " ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : فَحَدَّثْتُ بِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنَ يَزِيدَ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ ، وَالْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، فَحَدَّثَنَاهُ عَنْ جَابِرٍ .

فالوليد بن عبد الله تابع أبو زبير فى رواية الحديث عن جابر رضى الله عنه
و لكن هذه المتابعة من طريق إبراهيم بن يزيد و هو متروك ضعيف الحديث

و للحديث تخريج آخر عن أبي نضرة عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه

عند ابن ماجه
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : نَادَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ مَضَبَّةٌ ، فَمَا تَرَى فِي الضِّبَاب ؟ ، قَالَ : " بَلَغَنِي أَنَّهُ أُمَّةً مُسِخَتْ " فَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ .

و فى مشكل الآثار للطحاوى

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنِّي فِي حَائِطٍ مَضَبَّةٍ ، وَإِنَّهُ طَعَامُ أَهْلِنَا ، فَسَكَتَ ، فَقُلْنَا لَهُ : عَاوِدْهُ . فَعَاوَدَهُ ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ قُلْنَا لَهُ : عَاوِدْهُ . فَعَاوَدَهُ ، فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ سَخِطَ عَلَى سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَمَسَخَهُمْ دَوَابَّ يَدِبُّونَ عَلَى الأَرْضِ ، فَمَا أَظُنُّهُمْ إِلا هَؤُلاءِ ، وَلَسْتُ آكُلُهَا وَلا أُحَرِّمُهَا "

غير أنه هناك حديث آخر أيضا عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدرى رضى الله عنه يناقض هذا الحديث
ففى المستدرك على الصحيحين :

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، ثنا عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَا أَهْلَكَ اللَّهُ قَوْمًا ، وَلا قَرْنًا ، وَلا أُمَّةً ، وَلا أَهْلَ قَرْيَةٍ مُنْذُ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ بِعَذَابٍ مِنَ السَّمَاءِ غَيْرَ أَهْلِ الْقَرْيَةِ الَّتِي مُسِخَتْ قِرَدَةً ، أَلَمْ تَرَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ سورة القصص آية 43 " , صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .

و فى جامع البيان عن تأويل آى القرآن :

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدٌ ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ ، قَالا : ثنا عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : " مَا أَهْلَكَ اللَّهُ قَوْمًا بِعَذَابٍ مِنَ السَّمَاءِ وَلا مِنَ الأَرْضِ بَعْدَ مَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ غَيْرَ الْقَرْيَةِ الَّتِي مُسِخُوا قِرَدَةً ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ سورة القصص آية 43 " .

فهل يفيدنى الإخوة الكرام بكلام الإمام البخارى كاملا على رواية ثابت بن وديعة ؟

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتي بضب فقال : أمة ممن مسخ والله أعلم ، وفي رواية عبيد الله أتي النبي صلى الله عليه وسلم بضب ، فقال : إن أمة مسخت
الراوي : ثابت بن وديعة المحدث : البخاري
المصدر : السنن الكبرى للبيهقي الصفحة أو الرقم: 9/325 خلاصة حكم المحدث : أصح، وفي نفس الحديث نظر

و أيضا إذا جاءت رواية المدلس من طرق فيها تصريح بالسماع و من طرق معنعنة كما فى رواية ابن الزبير عن جابر فهل هذا يشكك فى الرواية ؟
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك