07-31-2022, 03:40 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 343,836
|
|
أبي يرفض عودتي بعد الطلاق!
أبي يرفض عودتي بعد الطلاق!
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
فتاة مطلَّقة بعد زواجٍ دام أكثر مِن سبع سنوات، ولديها طفلان، ومُطَلِّقها يريد إرجاعها، لكن والد الفتاة يرفض ذلك، وهي متردِّدة، وتسأل: هل تعود أو لا؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مطلَّقة منذ عام، بعد زواجٍ دام أكثر مِن سبع سنوات، وعندي طفلان.
حدث هذا الطلاق بسبب مشاكل بسيطة، بعد انتهاء العدة حاول مطلِّقي إرجاعي، ولكن أبي رفض؛ لتسرُّعه في الطلاق، ولسبِّه كذلك لأبي، وخيَّرني أبي بينه وبين مطلِّقي؛ فاخترتُ أبي طبعًا!
الآن وبعد مرور عام أو يزيد يرغب مطلِّقي في إرجاعي، ولكنِّي متردِّدة، ومحتارة، وخائفة من ردة فعل أبي، وخائفة أيضًا من الفشل مرَّة أخرى، وخاصة أني لا أحمل له أي مشاعر، وأخاف أن أظلمه، وأظلم نفسي؛ فأنا لا أشعر تُجَاهه بأي مشاعر حبٍّ، وما زالتْ هناك تراكماتٌ وجروح مِن الماضي!
أرجو المساعد، هل أرجع له أو لا؟ وشكرًا لكم
الجواب:
وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته.
مِن أكثر المواقِف التي تُثِير حَيرة المرأة وتؤرِّقها؛ أن تخيَّر بين الزوج والوالد، حينها تقف ذاهلة، وتبقى عاجزة عن اتخاذ القرار الذي يكون غالبًا لصالح الوالد.
عليكِ أن تَدَعِي أمر الوالد - حفظه الله - وتُنحِّيه جانبًا؛ حاصرةً التفكير فقط في زوجكِ السابق، فإن اهتديتِ للعودة إليه، وارتحتِ لمعاودة العيش معه لمصلحة الأبناء أو للمِّ شمل الأسرة - فقد يسهلُ حينها أمر الوالد؛ حيث مضى على الحادثة أكثر من سنة، وإن لم يكمل اندمال الجرح، فلا شكَّ أن أثره لم يَعُدْ كالسابق بالنسبة إليه.
ما أنصحكِ به: أن تجلسي مع نفسكِ، متأمِّلة وضعكِ ووضع أبنائكِ، وتُجِيبي عن بعض الأسئلة:
• هل ترغبين في العودة لأجل الأبناء، أو لغير ذلك من الأسباب؟
• هل شعرتِ بالراحة تلك المدة التي قضيتِها في بيت والدكِ، أو أن الحنينَ لبيت الزوجية، والرغبة بالشعور بالاستقرار رَبَا على غيره من المشاعر؟
حاولي تدوينَ ميزات وعيوب الرجوع، وليس ميزات وعيوب زوجكِ؛ فهناك فرق.
خُذِي وقتًا كافيًا للتفكيرِ بهدوءٍ، وتريَّثي قبل الإقدام على أي خطوة، مهما بدتْ نافعة، ومهما كان شعوركِ نحوها.
لا تنسي استشارة مَن حولكِ ممن تثقين في خبرتهم، ويفضل مَن يكون لهم معرفة بزوجكِ السابق أو تواصل معه.
تذكَّري صلاة الاستخارة والدعاء بأن يلهمكِ الله الرشد ويوفقكِ للخيار الأنفع، ويكون دعاء الاستخارة بعد ركعتين غير الفريضة: ((اللهم إني أستخيرُك بعلمِك وأستقدرُك بقدرتك، وأسألُك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدرُ، وتعلم ولا أعلمُ، وأنت علَّام الغيوب، اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدرْه لي ويسِّرْه لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنتَ تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفْه عني واصرفْني عنه، واقدرْ لي الخير حيث كان، ثم أرضني به))؛ كما ورد في حديث جابر - رضي الله عنه - رواه البخاري.
يأتي بعد ذلك أمرُ إقناع الوالد، في حالة استقر قراركِ على الرجوع، بأن توسِّطي بينكما أرجح العقول حولكِ وأزكى الألسنة، فإن كان للوالدةِ تأثيرٌ عليه، وحسبتِ أنها تُحسِن ذلك، فلا تتردَّدي في أن تعرضي الأمر عليه، لكن عليكِ أن تكوني متأكِّدة من قراركِ ومشاعركِ قبل ذلك، ولعل الله أن يشرحَ صدره وييسِّر الأمر متى كان فيه الخير لكِ ولطفليكِ.
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|