07-31-2022, 03:40 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 349,031
|
|
هل أتقدم لها مع أن والدتها سيئة السمعة؟
هل أتقدم لها مع أن والدتها سيئة السمعة؟
أ. فيصل العشاري
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
شابٌّ يُحب فتاةً، ويريد التقدُّم لها، لكنه عَلِم أن والدتها سيئة السمعة ويخشى مِن التقدم لها، ويسأل: هل سيُؤثر ذلك على حياتي؟ أو أبتعد عن الفتاة؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ أحببتُ فتاة منذ عامين، وكان هدفي الزواج، ولم أتقدَّم لها بصفة رسميَّة إلى الآن، وأهلُها ينتظرون مني التقدُّم، وأهلي على علمٍ بعلاقتنا، لكن والديها مُنفصلان، ولم أكن أَعُدُّ هذا عائقًا أمام زواجنا؛ لأن الطلاق ليس من المُحَرَّمات!
ما كان يمنعني تحسُّن أموري المادية؛ حتى أكون في حجم هذه المسؤولية الكبيرة، والحمدُ لله تَيَسَّرَتْ أموري الآن، وبصدد الاستعداد لطلب يدها بصفة رسميةٍ!
لكني فوجئتُ بمَن أخبرني بأن سبب الطلاق بين والد الفتاة وأمها أنَّ أمها كانتْ على علاقة برجل آخر!
مع العلم بأن الفتاة محترمة جدًّا، ولم أسمعْ عنها إلا خيرًا، وكذلك والدها رجل محافظٌ على صلواته، وأحسبه مِن أهل الخير، والله حسيبُه.
لكن المشكلة الآن في أمِّها، وكما تعلمون فنحن في مجتمعاتنا العربية لا يقبل الشابُّ أن يتزوجَ من فتاة أمها سيئة السمعة.
الآن أنا في حيرةٍ من أمري، هل أُكمل المشوار الذي بدأتُه وأتوكَّل على الله، وأتقدَّم للفتاة بصفة رسمية؟ أو أتركها نهائيًّا بسبب أمها؟
أرجو أن تُفيدوني، وجزاكم الله خيرًا
الجواب:
الأخ الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.
﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164]، هذه آيةٌ وقاعدةٌ شرعية في علاقات الناس عمومًا، والأقارب خصوصًا، فمهما كان جُرم القريب - أبًا أو أمًّا - كبيرًا، فلا علاقة للأبناء بذلك الجُرم، ألا ترى إلى إبراهيم - عليه السلام - وأبيه آزَرَ، ونوحٍ وولدِه، فلا يَضُر الصالح قريبه الفاسد أو الكافر.
أنت كشابٍّ خاطب لا شأن لك بماضي الأم ولا ماضي البنت كذلك؛ فحياتُك تبدأ معهم من اللحظة التي تعقد فيها الزواج.
أما من الناحية الاجتماعية، فذلك يختلف من مكان لآخر قوةً وضعفًا، ومهما يكن من أمرٍ، فالإنسانُ لا ينبغي أن يَعْبَأَ ببعض العادات التي لا أساس لها من الصحة والاعتبار، فالناسُ كثيرًا ما تصنع من (الحَبَّة قُبَّة) - كما يقال.
إذا كنتَ ترى أن الفتاة مناسبة، وأن العائلتين موافقتان على هذا الزواج، فتقدَّمْ وتوكَّلْ على الله، ولا تنتظرْ أكثر، فعلاقةُ سنتين علاقة طويلةٌ، كما أنها كانتْ خارج إطار الخطبة، والشرعُ لا يُقِرُّ إلا العلاقات الجادَّة؛ كخطبةٍ أو زواجٍ، أما ما عداها فهي علاقات محكومٌ عليها بالفشل، وربما قادتْ إلى نتائجَ غير سَوِيَّةٍ.
نُكَرِّر نصيحتنا لك بالتقدُّم للزواج من هذه الفتاة، لا سيما إذا شاورتَ أهلَك وأقاربك ممن تتوسم فيهم النُّصْح، على ألا تكونَ هذه عُقدة نقص تأخُذها على هذه الفتاة بعد الزواج، فتظل تُعَيّرها بها، لأنك قبلتها على ما هي عليه، وما هي عليه ليس سيئًا ما دام وُجد بينكما التوافق النفسيُّ.
لا تنسَ الاستخارة كذلك، فما خاب مَن استخار، وما ندم من استشار نسأل الله تعالى أن يكتبَ لك ما فيه الخير
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|