07-26-2022, 07:40 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 349,658
|
|
تريد الخروج والتنزه .. وأنا أريد الاستقرار
تريد الخروج والتنزه .. وأنا أريد الاستقرار
د. سليمان الحوسني
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
شاب يحبُّ فتاةً، وبينهما خلافاتٌ في طبيعة الأخلاق والأفكار، فهي لا تُطيعه، ولا تريد أن تستقيمَ، كلُّ همِّها الخروج والفُسَح، وهو يريد الاستقرار. ويسأل: هل يُكمل معها أو لا؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كثيرًا ما أجِد في تصرُّفاتها ما لا أرضى؛ فأسلوبُها وطريقةُ ردِّها لا أرضى بها، كذلك لا تُطيعني، وعندما أطلُب منها شيئًا مِن مِثْلِ تغيير طريقة لبْسِها، أو المكياج، أو غير ذلك، لا تُطيعني! بل تحدُث مشكلات كثيرةٌ بيننا.
لكن المشكلات بيننا لا تستمر أكثر مِن يوم، وأحيانًا تصل الخلافاتُ إلى الفرقة، ثم نتقابَل ونُصَفِّي الخلافات.
ما يُخيفني كثيرًا هو ما نعيشه مِن ظروف اجتماعيةٍ، وارتفاعٍ للأسعار، وقلة الدَّخْل، والخلافات الكثيرة التي بيننا.
كلُّ ما أريده الاستقرار، وهي تريد الخروجَ والفُسَح، وأنا لا أمانع، لكني وجدتُ هذا أصلًا لها، فهي لا تريد فِعْلَ شيءٍ غير ذلك.
ناقشتُها في كثرة المصروفات، لكنها لا تهتم ولا تُبالي، حاولتُ أن أُوَصِّلَ لها أننا لا بد أن نتشارَكَ، وأن تكونَ سندًا لي بعد الله بعَمَلِها ومالها، لكنها رفضتْ ذلك، وأخبرتْني بأنها لن تتركَ العملَ، وأن المال الذي تكسبه لها وحدها، وليس لي فيه شأنٌ.
انزعجتُ كثيرًا مِن ردِّها، وبدأ القلقُ يتسَرَّب إلى قلبي، ولا أعلم هل أستمر معها أو لا؟ هي تعرف كلَّ شيءٍ عني، وأنا لا أعرف دواخلها ولا أعرف كثيرًا عنها.
طلبتُ منها أن تتركَ العمل؛ حتى لا تنشأ خلافاتٌ بيننا في المستقبل، فرفضتْ رفضًا قاطعًا، وفي المقابل هي التي تطلُب منى أن أعملَ عملًا إضافيًّا لأزيد دخلي، حتى أستطيعَ تحمُّل مصروفات البيت!
أنا متخوِّفٌ ومتردِّدٌ، وأُحبُّها جدًّا، فأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟
الجواب:
في البدايةِ نشكُرك أخي العزيز على التواصُل مع شبكة الألوكة، ونسأل الله لك التوفيق لكل خيرٍ وسعادة في الدنيا والآخرة، ولا شك أن ذلك مرجعُه إلى مدى قُربك مِن الله - عزَّ وجلَّ - وقوة صلتك به سبحانه؛ فهو القادرُ على كل شيءٍ، والمتصرِّفُ في قلوب عباده.
أما بالنسبة للاستشارة، فلم توضح لنا من الذي تتكلَّم عنه بالتحديد، والذي يظهر أنَّ لك تواصلًا مع فتاةٍ تُريد الزواج بها، وهناك مسائلُ اختلاف بينكما في ترتيب الحياة الزوجية المستقبليَّة.
ومن ثَم إذا لم يكنْ بينكما عقدُ زواجٍ شرعي، فينبغي ضبط التواصُل؛ بحيث لا تقعان في مخالفاتٍ شرعيةٍ؛ كالخَلوة ونحوها، وينبغي أن يكونَ التواصُل بينكما عن طريق أهل الفتاة وبمعرفتهم.
فبعد رُؤيتِكَ لها تُقَرِّر هل ترغب في الزواج أو لا؟ ثم إن رغبتَ في الزواج تقدَّمْ لخطبتها مِن أهلها، وعند حصول التوافق المبدئي، مِن الممكن أن تتناقشوا في قضايا ترتيب الزواج، والحياة الزوجية، وطبيعة العمل، ونحو ذلك.
ولك أن تضعَ شروطك التي تُريدها في زوجتك، وخاصة إذا كانت الشروطُ لا تُؤَثِّر على الطرف الآخر ولا تضُرُّه.
والأصلُ في العلاقة الزوجيةِ أن تكونَ قائمةً على التوافُق والتفاهُم والتعاوُن في كل الأمور، مع بقاء حقِّ الزوجة في الملكيَّة الشخصية، وأن مالَها حقٌّ لها، ولا علاقة للزوج به، إلا ما تتنازل عنه لزوجِها مِن أجْلِ التعاوُن في تكوين البيت ومصروفاته، مع بقاء تحمُّل الزوج لمسؤوليته.
والأصلُ بقاءُ المرأة في البيت، إلا إذا دعت الحاجةُ لخُروجِها للعمل وغيره، ومِن حقِّ الزوج منْعُها عن العمل، وخاصَّة إذا كان به مخالفاتٌ شرعيةٌ، وهو يتحمَّل النفقة على البيت وعلى زوجته، والأفضلُ أن يكونَ هناك حوارٌ بين الزوجين، واتفاقٌ على الأصلح لهما ولأولادهما.
والمرأةُ لا يجوزُ لها التبرُّج أمام الأجانب؛ سواء كانتْ تعمل أو لا تعمل، والحجابُ أمرٌ شرعيٌّ لا يجوز التفريطُ فيه، والتي لا تتقيَّد به ولا تقبله لا تصلُح أن تكونَ زوجةَ المستقبل، والنساء كثيراتٌ بفضل الله.
فأنت - أخي العزيز - عليك أن تختارَ الزوجة وفْق هدي النبي صلى الله عليه وسلم، واظفرْ بذات الدين قبل كلِّ شيءٍ؛ فالدينُ هو الشرطُ الأساسُ الذي تقوم عليه الحياةُ، ويأتي في مقدمة التديُّنِ التوحيدُ الخالص، والسلامة مِن الخرافات والبِدَع، ثم الصلاة والحجاب.
وفي الختام ندعوك أنت إلى الاستقامة والصلاح، والمحافَظة على العبادات، واللهُ قد وعَد الطيبين بالطيبات، سائلين الله لك زوجة صالحة، وحياةً سعيدةً هانئةً.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|