08-05-2022, 11:10 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 349,031
|
|
وجدت نصفي الآخر ولكن..
وجدت نصفي الآخر ولكن..
أ. رفيقة فيصل دخان
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
شابٌّ لم يتم العشرين مِن عمره، مُرتبط عاطفيًّا بفتاةٍ أكبر منه، ويريد الزواج منها، لكن إمكانياته المادية لا تُساعده على ذلك، مع وجود بعض المشكلات النفسية لدى الفتاة، ويسأل: كيف يُمكنه الزواج منها في ظِلِّ هذه الظروف؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ لم أتم العشرين مِن عمري، في الدراسة الجامعية ولم أتمها بعدُ، ومِن المحتمل أن يكونَ لي خدمة في الجيش بعد الدراسة، ومن المتوقَّع أن يكون أمامي 3 سنوات حتى أكونَ متفرغًا للحياة العملية.
التقيتُ بفتاةٍ أقَلُّ وصْفٍ يمكن أن أصفها به أنها تُمَثِّل نصفي الآخر؛ فهي على خُلُقٍ ودينٍ، عاقلة، حكيمة، مثقفة، لكن المشكلة الوحيدة أنها تكبرني بعام ونصف، دراستها جيدةٌ، وقربتْ على إنهائها، مما سيجعل الخطاب يُقبلون عليها بعد دراستها؛ هذا الجزء الأول من المشكلة، وهو الفارق العمري، والإمكانيات المادية!
فكَّرْتُ في أن أتقدَّم لخطبتها في نهاية هذا العام، وأتزوَّجها بعد الانتهاء من دراستي، ولكي أقومَ بذلك يجب عليَّ أن أواصلَ العمل ليلًا ونهارًا بجانب الدراسة في الجامعة، ولا أريد أن أعتمدَ على والدي ماديًّا في هذا الموضوع!
الجزء الثاني من المشكلة أن لديها بعضَ المشاكل النفسية التي تحتاج إلى معاملةٍ خاصة؛ فلديها خوفٌ شديدٌ مِن فقْد البشر، ومِن ثَمَّ فإنها تمتنع عن التعامل المباشر مع الناس؛ خوفًا من الارتباط بهم عاطفيًّا ثم فَقْدهم لأيِّ سببٍ من الأسباب!
تفهَّمْتُ هذه المشكلة بصورة كبيرةٍ، ولما ظهر شبَحُ احتمالية عدم إكمال الارتباط بدأتْ تبتعد وتنطوي، ويزداد خوفُها!
فأخبروني ماذا أفعل؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كنْ متفائلًا، حَسَن الظن بالله، دائم التعبُّد بالصبر والشُّكر والحمد، مع بذل الاستطاعة، واستفراغ الجهد؛ وتذكّر قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((ثلاثٌ حقٌّ على الله عونهنَّ، وذكَر منهم: المتزوج يريد العفاف))، فهذا وعْدٌ بالعون مِن الله عزَّ وجلَّ، يتطلَّب منك البذْلَ والسَّعْيَ قدْر جهدك واستطاعتك.
• من الجيد البحث عن مصدر رزقٍ حلال مشروعٍ، مهما كان بسيطًا، واجتهدْ في تعلُّم مهاراتٍ تُتيح لك العمل، وتفتح أمامك الآفاق.
• الاستدانة لأجل الزواج وإعفاف النفس أمرٌ مباحٌ، وهو دَيْنٌ يُعان صاحبُه على أدائه بشرط صدق نيته، وهذا الدَّيْنُ قد يكون مِن قريبٍ، أو مِن بعيدٍ.
• حاول البحث عن الزوجة الصالحة التي ترضى بالقليل، وتُعين زوجها؛ سواء في بيئة أخرى في بلدك، أو حتى من بلدان أخرى, ولا تجعلْ تفكيرك محصورًا في الوضع الصعب الحالي في البلد والفتاة.
• أكْثِرْ مِن الدعاء والتضرُّع إلى الله بأن يُعينك ويرزقك الزوجةَ الصالحةَ، ويُيَسِّر لك الخير حيثما كان، وهذا لا ينحصر في فتاة معينةٍ, وأبْشِرْ بالإجابة؛ فقد قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186].
• تكبرك بسنةٍ ونصف ليس فرقًا ذا بال إن حصل التوفيق، والكثيرون يتزوّجون ممن يكبرهم بأكثر مِن ذلك بكثيرٍ، ويستقر ويسعد زواجهم.
• مِن الجيد ألا تأمنَ الفتاة لرجل ليس بمحرمٍ، وهذا لا يعتبر مشكلةً نفسيةً، بل هو مِن تمام العقل، فعليها أن تمتنعَ نهائيًّا عن أيِّ علاقة، مهما كانتْ عفيفةً وشريفةً؛ فالشيطانُ والنفسُ لا يُؤمن جوانبهم؛ لذا أنصحك بامتثال أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالبُعد عن النساء، وتجنُّب المُحَرَّمات مهما صَغُرَتْ.
يقول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ((ما تركتُ بعدي فتنةً أضر على الرجال مِن النّساء)).
والله عز وجل يقول في شأن نساء النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وفي شأن الصحابة الذين هم أطهرُ قلوبًا من قلوبنا: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ((ما رأيتُ مِن ناقصات عقلٍ ودينٍ أذهب لِلُبِّ الرجل الحازم مِن إحداكنَّ))، ويقول أيضًا: ((فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإنَّ أول فتنة بني إسرائيل كانتْ في النِّساء)).
ويقول النبيُّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ((ألا وإنَّ في الجسد مضغةً، إذا صلحتْ صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدتْ فسد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب)).
يقول بعضُ السلَف: "لا تخلون بامرأةٍ ولو أن تُعلمها القرآن".
وفقك الله لكل خير، وفرَّج همك، وشرح صدرك، ورزقك الزوجة الصالحة
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|