07-31-2022, 03:40 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 348,582
|
|
أريد الزواج وأخاف فقد أولادي
أريد الزواج وأخاف فقد أولادي
أ. شريفة السديري
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
سيدة مُطلقة، لديها طفلان، زوجها مريض بالفصام، ويرفض أي علاج ليكون طبيعيًّا، وأصبحت الحياةُ مُستحيلةً معه فطلبت الطلاق، وتريد الزواج لكنها تخشى أن يأخذ طليقُها أولادها.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم في البداية على ما تُقَدِّمونه مِن استشارات، فجزاكم الله خيرًا.
أنا سيدة مُطلَّقة، في الثلاثين مِن عمري، أعمل مُعَلِّمة، تزوجتُ منذ 6 سنوات، وأنجبتُ طفلين (5) سنوات، و(3) سنوات، ثم انفصلتُ عن زوجي بعد عامين ونصف، وأخذتُ أولادي.
سببُ الطلاق أن زوجي مريض بالفِصام، ويرفُض أي علاجٍ ليكونَ طبيعيًّا، فأصبحت الحياةُ مُستحيلةً معه.
بعد الطلاق بدأتْ فكرةُ الزواج تُلِحُّ عليَّ، وتأخُذ مِن تفكيري جزءًا كبيرًا، وتقدَّم بالفعل مَن يطلُب الزواج مني في ظل وجود أولادي معي؛ تقدَّم خاطبان للزواج مني، لكن أخاف في الوقت نفسه أن أفقدَ أولادي بعد زواجي؛ فيأخذهم مني طليقي؛ فلا أضمن استقرار أولادي معه في ظلِّ إصابته بالفِصام.
أشيروا عليَّ، فأنا في حيرةٍ مِن أمري بين زواجي وفَقْد أولادي
الجواب:
أهلًا بكِ عزيزتي في شبكة الألوكة.
بدايةً أسأل الله لكِ التوفيق والسعادة الدائمة، وأن تري عاقبةَ صبرك في الدنيا قبل الآخرة.
ما مررتِ به في زواجك السابق كان ابتلاءً وامتحانًا مِن الله، والحمدُ لله أنك استطعتِ الخروج منه، وتجربةُ الطلاق - رغم صعوبتِها - تُعطي الشخصَ خبرةً كبيرةً، عليه أن يُحْسِنَ استغلالها، وربما لهذا السبب قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مسلمٌ عن عبدالله بن عباس: ((الثَّيِّبُ أحقُّ بنفسِها من وليِّها، والبِكرُ يستأذنُها أبوها في نفسِها، وإذنُها صماتُها))؛ لأن التجربةَ التي مرَّتْ بها المُطلقةُ تجعلها قادرةً على اتخاذ القرار والاختيار بنفسها.
وأنتِ الآن تريدين الزواج مُجَدَّدًا، وهو حقٌّ مَكْفُولٌ لكِ مِن رب العالمين، وكونُكِ لا تملكين فراغًا لا يعني أنكِ لا تملكين عاطفةً ومشاعرَ؛ فالأنثى مهما فعلتْ وشغلتْ نفسها - تظلُّ بداخلها الحاجةُ للاستقرار النفسيِّ والعاطفيِّ والجسديِّ مع زوجٍ يُحبها ويحترمها، ويُبادلها المشاعرَ والأحاسيسَ؛ لذا - عزيزتي - أمرُكِ بسيط وسهلٌ - بإذنه تعالى.
قارِني بين الخاطبَيْنِ، وفَكِّري فيهما جيدًا، واختاري الأصلحَ لكِ ولأولادك، ومَن ستكونين قادرةً على تحمله هو وأولاده إن كان له أولادٌ، وإن لم تشعري بالمَيْلِ لأيٍّ مِن هذيْنِ الرجلين، أو لم تشعري بأن أحدهما يَصْلُح لكِ زوجًا، فلا تتعجَّلي وتشعري بالضغط، وأن عليكِ اختيارَ أحدهما فقط لأنكِ مُطَلَّقة، بل تأكَّدي وثقي بأن نصيبك الذي كتبه الله لكِ سيأتيكِ لا محالة، ولن يقفَ في وجهه شيءٌ.
أما بالنسبة لحضانة أولادك، فمعكِ حقٌّ بأن تخافي مِن طليقك، وحقيقةً أنا لا أستطيع أن أفيدَك في الأمور القانونية، ولا عِلْمَ لي بها، لكن يمكنكِ استشارة محامٍ مختصٍّ في شؤون الطلاق والحضانة؛ لكي يعطيكِ جوابًا واضحًا أكيدًا، ويُطمئن قلبكِ للأمر، وربما تستطيعين أن تستخدمي مرضَهُ حجةً لتحصلي على حقِّ الحضانة الدائم.
في كلِّ الأحوال ثقي بربِّنا - جل وعلا - وتوكَّلي عليه، واعزمي أمرك، وافعلي ما ترينه الأنسب والأصلح لكِ ولأولادك.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|