07-31-2022, 03:40 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 349,031
|
|
يريد خطبتي وهو خاطب!
يريد خطبتي وهو خاطب!
أ. عائشة الحكمي
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
فتاة تعرفت إلى رجل وأصبح بينهما حب مشترك، لكنه خطب فتاةً غيرها، وهو الآن يريد خطبتها هي أيضاً، والفتاة رافضة لهذا الأمر لأنه لم يتزوجْ بعدُ، وتريد النصيحة.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو أن تجيبَ عن استشاراتي الأستاذة/ عائشة الحكمي.
أنا فتاةٌ عمري 28 عامًا، تحمَّلْتُ المسؤوليةَ منذ أن كان عمري 14 عامًا، بعد طلاق أبي وأمي، حاولتُ تعويضَ هذا النقص بالتركيز في دراستي والتفوُّق فيها، والحمدُ لله تخرجتُ مِن الجامعة بامتياز مع مرتبة الشرَف.
خُضتُ غِمار الحياة العملية، وعملتُ في مجال التدريس؛ لأُنفقَ على والدتي، وتعبتُ جدًّا في حياتي العملية والانتقال مِن عملٍ لآخر لتوفير المال للإنفاق على نفسي وأمي.
قابَلْتُ شابًّا خَلُوقًا، لم أرَ مثلَه في حياتي، وقَف إلى جانبي كأختٍ له، وارتحتُ له كثيرًا، وعاملْتُه كأخٍ لي لأني تربيتُ وحيدةً، عامَلَني بنُبْلٍ وطيب أخلاق، ولم أمرَّ مِن قبلُ بأية تجارب عاطفية.
تعرَّفْتُ إليه أكثر في مواقع التواصل، فكنا نتكلم يوميًّا، وكان كلٌّ منا يُشَجِّع الآخر على القراءةِ والصوم والأعمال المُستَحَبَّة.
أخبرني بأنَّ هناك فتاةً يريد خطبتها، وكنتُ أساعده مِن باب إدخال السرور عليه، كما يفعل هو معي، وكنتُ أُشَجِّعه على الخطبة، لكنه كان يُؤجِّلها.
كنتُ أُحِبُّه وأكتم حبه في قلبي، حتى خطَب بالفعل، ولم أبحْ لأحدٍ بما في قلبي، ولم أكنْ أعرف أنه يُبادلني الشعور نفسه! ومع الأيام تعلَّقْتُ به، وقررتُ بعدها أن أستقيلَ مِن العمل لأبتعدَ عنه، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ نُقِلْتُ إلى القسم الذي يعمل فيه، وأصبح عملُنا مُشتركًا، وأصبحنا أكثر قربًا، لكن مِن داخلي أُريد أن أبعدَ عنه لأني تعلقتُ به كثيرًا.
ابتعدنا لفترةٍ ثم عُدنا، وصارَحني بحبه، وأراد الزواج بي، لكن خطبته حالتْ دون ذلك، أخبرني بأنه يريدني زوجةً ثانيةً، لأنه لا يستطيع أن يفسخَ الخطبة، ويكسر قلب خطيبته، فرفضتُ أن أكونَ زوجةً ثانيةً؛ فهو لم يتزوج الأولى بعدُ!
بعد ذلك ابتعد كلٌّ منا عن الآخر، وأصبح تعاملنا في حدود زمالة العمل فقط، وأخبرني بأنه سيظل يدعو الله بأن يجمعنا حتى وإن تزوَّجَ!
مِن جهتي أُصَبِّر نفسي بالدعاء والاستغفار، وأقول: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1].
فأشيري عليَّ، وأرجو منك النصيحة
الجواب:
بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فلا ريب أنَّ مَن يرغب في شيءٍ بشدة فسيتذرَّع بألف ذريعة ليصلَ إليه، فإن لم يرغبْ فيه - ولو شعوريًّا - فسيتعذر بألف عُذر كي لا يصلَ إليه!
ومِن المؤلم حقًّا تقديم الأعذار التي تَحُول دون التداوي بالدواء الشرعي للحب، وهو "الزواج" على الذرائع الموصلة للسكن والسكينة! ألم يقل النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لم يرَ للمتحابَّيْن مثل النكاح))؟!
وبصفتك الطرف المحبوب في العلاقة، وكونك المرأة التي تُخْطَب وتُطْلَب، فليس في مقدورك فِعْلُ شيء غير الدعاء بالفرَج، وسؤال الله الخيرة في الزواج مِن هذا الرجل، ردِّدي: "اللهم إن كنتَ تعلَمُ أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدُرْه لي، ويَسِّرْه لي، ثم بارِكْ لي فيه، وإن كنتَ تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصْرِفْهُ عني، واصْرِفْنِي عنه، واقْدُر لي الخير حيث كان، ثم رضِّني به"، ولكن الأمر بِيَدِ هذا الرجل؛ فهو الخاطبُ والطالبُ، فإن كان يرغب في الزواج بك صادقًا، فلن يمنعه عنك أي شيءٍ، صدِّقيني، فدعيه يُفَكِّر وَحْدَهُ، كيف يمكن أن يحظى بسكن المرأة التي يحبها مثلما استطاع أن يخطبَ امرأةً يزعم أنه لم يحبَّها!
تذكَّري دومًا أن قُربك الدافئ منه، وتواصلك العاطفي معه، لا يُشَجِّعُه الْبَتَّة على الزواج بك، فهذا القُرب وهذا التواصلُ يعملان عمل المسكِّنات في قلوب الرجال في كل العلاقات العاطفية، والرجلُ حين يطمئنُّ إلى حب المرأة، ويسكن قلبه بقربها وتواصلها دون تعبٍ منه، أو بذل جهدٍ، فإنه - وبكل أسف - لا يتحرك لخطبتها، ولا يتصرف ليظفرَ بها زوجةً محبة، هذا كل ما يمكن أن أنصحك به.
وأما التعليق على باقي القصة فأختصره بحديث: ((إن الحلال بَيِّنٌ، وإن الحرام بينٌ، وبينهما أمورٌ مشتبهات، لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس، فمَن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرْضه، ومَن وقَع في الشبهات وقَع في الحرام؛ كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإنَّ لكل ملكٍ حمًى، ألا وإن حِمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مُضغةً إذا صلحتْ صلُح الجسد كله، وإذا فسدتْ فسَد الجسد كله؛ ألا وهي القلب))؛ متفق عليه.
كوني بخيرٍ في كنَف الله وأمانه ورعايته والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|