07-28-2022, 07:55 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 349,031
|
|
كلما تقدمت إلى فتاة تعلقت بها
كلما تقدمت إلى فتاة تعلقت بها
د. سليمان الحوسني
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
شاب يريد الزواج، تقدم لعدة الفتيات، وكلما تقدم لفتاةٍ تعلق بها وأحبها، وإذا لم يتم الأمر يُصيبه وسواس شديدٌ، ويسأل: ماذا يفعل؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في نهاية العشرين مِن عمري، أحافظ على الصلاةِ وملتزمٌ والحمدُ لله، حالي كحال معظم الشباب الذين يبحثون عن زوجات صالحات.
مشكلتي أني طيبٌ، وأفتح قلبي لكلِّ مَن يُقابلني، فكلما تقدمتُ لفتاةٍ وحدث مني قَبولٌ لها أتعلَّق بها، ولكن عندما لا يتم الأمرُ لا أستطيع أن أنساها بسرعةٍ، لأن النسيان عندي صعب.
حدث لي هذا أكثر مِن مرة، ربما ثلاث أو أربع مرات على مدار أربع سنوات، ولا أدري لماذا لم يتمَّ الأمرُ وأتزوَّج إحداهنَّ؟!
كل مرة تأتيني الوساوسُ والأفكارُ السلبيةُ: هل أُرْفَضُ لأني لستُ وسيمًا، أو شكلي غير مقبول، أو هم يفكرون فيمَن هو أفضل مني؟... إلخ.
تأتيني وسواس كثيرةٌ، وأُحاول أن أنسى حتى لا أتعبَ بأي شكلٍ، لكن كلما مررتُ بتجربةٍ ولا تنجح أظل أُفَكِّر في الأمر كثيرًا، وأُتْعِب نفسي في التفكير؛ لأن نيتي الزواج ليس إلَّا! أريد أن أتزوج وأحب مَن أتزوجها وأرعاها وأحافظ عليها.
آخر مرة تقدمتُ لفتاةٍ أحببتُها كثيرًا، وراودتني أفكار أن أتقدَّم لها مرةً أخرى، لكن نصحني بعضُ المقربين بألا أفعل حرصًا على كرامتي!
فأرشدوني هل أنا أسيرُ بصورةٍ صحيحةٍ؟ أو أعرض نفسي على طبيبٍ نفسي؟ وهل أنا مخطئ؟
الجواب:
في البدايةِ يَطيب لنا أن نُرَحِّبَ بك أخانا الكريم في شبكة الألوكة، ونشكرك على ثقتك فينا وتواصلك معنا، ثم نُهنئك على مُحافَظتك على الصلاة؛ فهي كنزٌ عظيمٌ، ورصيدٌ كبيرٌ، وعونٌ لك وقت المِحَن والشدائد، وهي سبيلُ الراحة والسعادة والفوز في الدنيا والآخرة.
وندعوك إلى المزيد مِن الالتزامِ بأوامر اللهِ وهدْي رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتعاليم الإسلام العظيم، والمحافظة على السنن بعد الفرائض؛ حيث إن ذلك سبيلُ تحصيلك لمحبة الله - سبحانه وتعالى - وقد ورد في الحديث القدسيِّ: ((وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه))، وهذه فرصتُك قبل الزواج بأن تُكْثِرَ مِن الطاعات والقُرُبات.
وبسبب قُربك مِن الله وكسْبِك لمحبته - سبحانه وتعالى - يُيَسِّر لك الأمور، ويفتح لك الأبواب، ويُرشدك للصواب، ويستجيب دعاءك، ويرزقك الزوجة الصالحة الطيبة التي تريحك وتُسعدك وتُعينك، فقد وعد ربنا الطيبين بزوجات طيباتٍ مثلهم، وعليك بالصبر واليقين في الله بأن رزقك مكتوبٌ، وسوف يَصِلك في الوقت المحدد مِن قِبَل الله، والزواجُ رزقٌ والزوجةُ الصالحةُ خيرُ متاع الدنيا.
وقضيةُ تعلق الرجل بالمرأة وميلِه إليها أمرٌ فطريٌّ، لا يُعاب الرجلُ عليه، ولكن لا يتصرَّف بعمل ممنوعٍ وتصرُّف غير مشروع، وعليه بالصبر ومُدافَعة ذلك الحب الفطري والميلان القلبي بالصبر، وطلب الزواج - كما فعلتَ.
ولا يمنع - أخي الحبيب - مِن أن تستخيرَ الله، وتستشيرَ الصالحين عند بحثك عن الزوجة، وقضيةُ عدم التوافق في المرة الأولى أو الثانية أو حتى المرة العاشرة أمرٌ طبيعيٌّ، وكم مِن الناس خطب كثيرًا من النساء، وفي الأخير وصل إلى نصيبه وأدرك مُرادَهُ! فلعل الله قد ادَّخَر لك خيرًا ممن خطبتَ، فلا تقلقْ ولا تحزنْ، واعلمْ بأن ما كتبه الله سيكون.
وحبُّ الزواج أمرٌ محمودٌ تُؤْجَر عليه، لكن حبَّك لفتاةٍ قبل الزواج ينبغي أن يكونَ مضبوطًا بشرع الله، فلا يجوز للرجل أن يحبَّ امرأةً أجنبيةً ويتعلَّق بها، فإنْ رآها وأعجبتْه تقدَّم لخطبتها، فإن وافقتْ بإذن أهلها عقد عليها العقد الشرعي ليحب بعد ذلك كيف شاء ومتى شاء.
ولا يوجد مانعٌ مِن التقدم للمرأة مرة ثانيةً، والمحاولة عند أهلها ووليها، وليس في ذلك هدْرٌ للكرامة، فعملُك هذا مشروعٌ، وهدرُ الكرامة في المعصية والممنوع، ولك أن تُكَلِّمَ مَن يشفع لك عند أهلها مِن الصالحين والمقربين ممن يعرفونك؛ حتى يُزَكّوك لهم، فقد يكون سببُ الرفض قلةَ معرفتهم بك.
وفي الأخير عليك بتقوى الله، ودوام الصلة به مِن خلال العبادات المتنوِّعة والأعمال الصالحة، واسْعَ إلى العلم النافع والتميز والتفوُّق والإبداع.
سائلين الله لك كل عون وتوفيق وسداد
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|