07-26-2022, 07:40 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 348,582
|
|
تضييق زوجي علي يجعلني أفكر في الطلاق
تضييق زوجي علي يجعلني أفكر في الطلاق
د. سليمان الحوسني
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
سيدة مطلقة، تزوجتْ مِن رجلٍ عسكري متقاعد في السبعين مِن عمره، يُضَيِّق عليها في حياتها، ويمنعها مِن الخروج والاتصال والذهاب للأهل، وتُفَكِّر في الطلاق.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدايةً أشكركم على هذا الفضاء المميَّز، وعلى حرصِكم على مساعدة الجميع.
أنا امرأةٌ متزوجةٌ في منتصف الأربعينيات مِن عمري، كنتُ مطلَّقة منذ 10 سنوات، ثم تزوَّجْتُ مِن شخصٍ في منتصف السبعينيات (مُطَلّق مرتين).
في بداية الزواج ولمدة أشهر كنا متفاهمَيْنِ، وبيننا حوارٌ، وكان يحرص على إرضائي، لكن بعد قرابة ثمانية أشهر أصبح معقَّدًا، ويطلُب مني أمورًا معقَّدةً؛ مثل: أن أمكثَ في البيت طوال الشهر، وألا أناقشه، وألا أذهب لأهلي، ولا أسلِّم على أفراد عائلتي، ولا أتصل بأحدٍ!!
سئِمْتُ هذا الوضعَ، وجرَّبْتُ أن أناقِشَه، لكنه لا يسمع، ولا يقبل المناقشة.
هو رجلٌ عسكريٌّ متقاعدٌ، وربما هذا سبب تعامُله معي.. والآن أفكِّر في الطلاق لأنني أشعر بالعجز والقهر!
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نشكُرك أختنا على متابعتك شبكة الألوكة، ونسأل الله التوفيق للجميع.
أما بالنسبة لاستشارتك، فاعلمي أن الحياة لا تخلو مِن بعض المتاعب والمنغّصات، والمؤمنُ يُؤْجَر على تحمُّله وصبرِه، ومن ثَم فلا بد مِن توطين النفس وحَمْلِها على تقبُّل بعض الأمور التي لا تقبلها.
وكونُك في هذا العمر ومُطَلَّقة يعدُّ هذا الزواجُ إنجازًا ومَكْسَبًا لك، وعليك أن تحرصي على استمراره وبقائه، ويستطيع الإنسانُ - سواء كان رجلًا أو امرأة - أن يتأقْلَمَ على الوضع الجديد الذي لم يعتدْهُ؛ وذلك ببعض المهارات والأساليب، إضافةً إلى القناعة الذاتية والرضا بما كتبه الله، وعدم التطلع إلى المثاليات.
ولعلي هنا أُوَجِّهك إلى بعض الأمور الهامة في تقوية العلاقة الزوجية:
• تقوية الصلة بالله - عز وجل - والمحافَظة على الصلاة في أوقاتها، وكثرة الذِّكْر وتلاوة القرآن الكريم؛ فإن ذلك سبيلٌ إلى زيادة الإيمان، وكسْب الراحة والاطمئنان.
• خدمة الزوج والتفاني في ذلك، وعدم ربط خدمته بتقصيره، وإنما تقوم الزوجةُ بخدمة زوجها طاعةً لله، واتباعًا لرسوله - صلى الله عليه وسلم - القائل: ((لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يَسْجُدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجها)).
• البقاء في البيت هو الأصل بالنسبة للمرأة، ولا تخرج إلا لحاجةٍ، فحاولي أن تكوني دائمًا معه، وأوْجِدي جوًّا مريحًا، واجعلي البيتَ سعيدًا، وأكثري مِنَ المرَح والانبساط مع زوجك، ولا تُناقشي معه قضيةَ خروجك لفترة مِن الوقت، واجعلي زيارة أهلك ضمن برنامج خروجكما معًا في نزهةٍ أو زيارةٍ هو يرغَبُ فيها.
• كون الظروف المادية جيدة، وهو لا يبخل عليك فيما تريدين؛ فهذا مَكْسَبٌ لك، ونعمةٌ أكرمك اللهُ بها، فاشكريه أولًا، واشكري زوجك ثانيًا، وحاولي أن تُكَرِّري الشكرَ والثناء للزوج الكريم.
• لا تطرقي الجوانبَ السلبية لديه، ولا تسمعيه أنه معقَّد، ولا يحب النقاش أو الحوار، وعليك باستثمار الصفات والجوانب الإيجابية لديه، والتفاعل معه مِن خلالها تفاعلًا يحس به، ويأنس له.
• حاولي أن تُجَدِّدي في البيت وترتيبه وتشعريه بأن البيت في وُجوده أجمل وأكثر ترتيباً، وقدِّمي له بعض الهدايا حتى لو كانتْ مِن المال الذي يعطيك.
• كونُه عسكريًّا متقاعدًا يحب الانضباط في المواعيد وغيرها، وتنفيذ أوامره وعدم مخالفته، لا حرج في ذلك ما دام في حدود الشرع الحكيم.
• تحسَّسي حاجاته ورغباته في كلِّ ما يحتاج وخاصة العلاقة الحميمية، وأكْثِري من التزيُّن له، وعرْض نفسك عليه، إضافة إلى الكلام الجميل الحلو الذي يُغَيِّر الكثير من الأحوال إلى الأفضل والأحسن.
ونسأل الله لكما حياة سعيدة طيبة، بعيدةً عن المتاعب والمنغِّصات
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|