07-26-2022, 07:40 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 348,208
|
|
خيانة الأم وضياع أخلاق العائلة
خيانة الأم وضياع أخلاق العائلة
أ. عائشة الحكمي
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
شاب يعيش مع والديه، اكتشف خيانةَ أمه عن طريق الهاتف، فأخبر والدَه وحصلتْ مشكلات كثيرةٌ، ويشكو مِن تفكُّك الحياة الأسرية وسوء أخلاق الوالدين والإخوة.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ لم أتم العشرين بعدُ، أُعاني من عدة مشكلات أذكُرها بالتدريج:
أولًا: خيانة أمي لأبي عبر الهاتف المحمول؛ إذ وجدتُ رسائلَ غراميةً على هاتفها، وحاولتُ أن أنصحها لكن دون جدوى، فأخبرتُ أبي بالأمر، وحصلتْ مشكلات كثيرةٌ، لكنها لم تترك الموضوع، وعاد الأمر إلى ما كان عليه!
ثانيًا: والدتي تشتمُ بأبشع الألفاظ، وتسبُّ الدين، ولا تُصَلِّي، وكذلك أبي لا يُصَلِّي، ويسبُّ الدين، ويشتم أيضًا، ويفعل أشياء مُحْرِجة أمامي، وجميع إخوتي يسبُّون ويشتمون، حتى أخواتي البنات الصغيرات!
ثالثًا: أنا أكبر إخوتي، وأُعاني مِن مشكلةٍ نفسيةٍ، وهي حالات الهلَع، وأتابع مع طبيبٍ، قرَّرتُ أن أستَقِلَّ وأنفصل عنهم.
أشيروا عليَّ ماذا أفعل في ظل هذه العائلة؟
الجواب:
بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: فإنه ليُؤلمني أن تجدَ نفسك في مثْلِ هذا الموقف، تسعى في إصلاح الفاسد مِن أحوال أبويك، وردّ الشارد مِن فكرهم الديني إلى طريق الهداية والصواب، فجزيتَ خيرًا، ووُقِيتَ شرًّا.
وأما أول ما ينبغي لك أن تبتدئ به لمُعالَجة هذه المشكلة، فهو أن تتوقفَ عن التفتيش والبحث خلف والدتك؛ لأنك لن تجنيَ بعملك هذا سوى كسْبِ المزيد مِن الألم والإثم؛ فطلَبُ العثرات والمساوئ لا يُفضي إلاَّ إلى المزيد مِن مشاعر الاستياء والغضب والتوتُّر، فضلًا عن أنه ليس مِن الأدب في شيءٍ أن يغزوَ المرءُ خصوصية الآخرين، فكيف بخصوصية أبويه؟
ورد في الحديث: ((وإذا ظننت فلا تحقق))؛ رواه ابن أبي الدنيا، مِن حديث أبي هريرة، [وضعَّفه الألباني].
ولم أتبينْ في عواقب إخبار والدك بالأمر ما يمكن حمده، فالخيانةُ ثقيلةٌ على النفس، ولا بد من التفكير في عواقب المواجَهة والإخبار قبل أن تخطوَ هذه الخطوة، وكنت أفضِّل أن تستعينَ بأحد الثقات المُؤْتَمَنِين من أقربائك - خالتك مثلًا - كي تحمل هذا الهم الثقيل عنك، وتُعالجه بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن لم يكن في عائلتك مَن تثق بحكمته، فاترك الأمر لوالديك، فهما بالغان عاقلان، وأنت لستَ مستشارًا ولا قاضيًا ولا مرشدًا أسريًّا، كما أنك لستَ مسؤولًا عن أخطاء والديك، ولا رقيبًا عليهما، وليس لك أن تتدخَّلَ في علاقتهما، وإنما عليك أن تخبرَ والدتك بحجْم الضرَر النفسي الذي أحدثتْه في نفسيتك، والصدع الذي شقتْ به علاقاتكم الأسرية جرَّاء خيانتها الزوجية.
ادعُ الله لوالديك بالهداية، وخوِّفْهما بالله تعالى، وانصحهما بما تستطيع، ولا تُكَلِّفْ نفسك ما لا تطيق، وعسى الله أن يبصرَ والديك رشدهما في الدين والدنيا، ويحفظك وإخوتك ويهديكم للأوفق ويرشدكم إلى الأحرى بفضله والأليق، إنه على كل شيء قدير.
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|