شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: احمد نعينع المصحف المرتل مقسم اجزاء جودة رهيبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم الاخضر المصحف المعلم ترديد الاطفال مقسم اجزاء بجودة 32 ك (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم الاخضر مصحف مقسم اجزاء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم الاخضر المصحف المعلم التكرار 3 مرات مقسم اجزاء بجودة 32 ك (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم الاخضر المصحف المعلم المزدوج ترديد الاطفال مقسم اجزاء بجودة 32 ك (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف ابراهيم الاخضر معلم مزدوج ترديد الاطفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم الأخضر مرقق الصوت المصحف الالكتروني العندليبي مقسم اجزاء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم الاخضر مرقق الصوت مصحف معلم تكرار 3 مرات (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: توفيق الصايغ المصحف المعلم ترديد الاطفال مقسم اجزاء بجودة 96 ك (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: توفيق الصايغ الصائغ مصحف معلم ترديد الاطفال مقسم اجزاء جودة رهيبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 11-12-2014, 12:55 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي الْعَدْلُ .. فَرْضٌ مَطْلُوب .. وَحَقّ ٌ-فِيهِ- مَرْغُوب .. وَلَكِنْ فِي الوَاقِعِ هُوَ أَمْرٌ مَسْلُوب

الْعَدْلُ ..فَرْضٌ مَطْلُوب .. وَحَقّ ٌ-فِيهِ- مَرْغُوب .. وَلَكِنْ فِي الوَاقِعِ هُوَ أَمْرٌ مَسْلُوب
لفضيلة الشيخ أبي عبد الرحمن محمد بن خدّة الجزائري
(المقال الشهري)


الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ، وما يدريك لعل الساعة قريب ، والصلاة على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد:
فإن العدل أساس كل شيء وأصله ، وبه تَسلم أحوال الناس وشؤونهم ، وبه تقوم أمورهم ، بل إن الله إنما أنزل الكتاب ليقوم الناس بالقسط قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[الحديد 25].
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله (يقول تعالى ذكره: لقد أرسلنا رسلنا بالتفصيلات من البيان والدلائل، وأنزلنا معهم الكتاب بالأحكام الشرعية، والميزان بالعدل) ثم أسند تفسير الميزان بالعدل عن قتادة ثم ذكر عن ابن زيد تفسير الكتاب بالحق ، والميزان ما يعمل الناس ويتعاطون عليه في الدنيا في معاملتهم التي يأخذون ويعطون ، يأخذون بميزان ويعطون بميزان ، يعرف ما يأخذ وما يعطي ، وقال : (والكتاب فيه دين الناس الذي يعملون ويتركون ، فالكتاب للآخرة والميزان للدنيا).
قال (وقوله:{ليقوم الناس بالقسط} يقول تعالى ذكره: ليعمل الناس بينهم بالعدل).[1].
وقال الحافظ ابن كثير (يقول تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات} أي: بالمعجزات، والحجج الباهرات، والدلائل القاطعات، {وأنزلنا معهم الكتاب} وهو: النقل المصدق {والميزان} وهو: العدل. [2]. قاله مجاهد، وقتادة، وغيرهما. وهو الحق الذي تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المخالفة للآراء السقيمة، كما قال: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} [هود: 17] ، وقال: {فطرة الله التي فطر الناس عليها} [الروم: 30] ، وقال: {والسماء رفعها ووضع الميزان} [الرحمن: 7] ؛ ولهذا قال في هذه الآية: {ليقوم الناس بالقسط} أي: بالحق والعدل وهو: اتباع الرسل فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا به، فإن الذي جاؤوا به هو الحق الذي ليس وراءه حق، كما قال: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} [الأنعام: 115] أي: صدقا في الأخبار، وعدلا في الأوامر والنواهي. ولهذا يقول المؤمنون إذا تبوؤوا غرف الجنات، والمنازل العاليات، والسرر المصفوفات: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق} [الأعراف: 43] .) [3] .
فما من شيء إلا وهو قائم على العدل ، ولا يقوم الأمر ويستقيم إلا على العدل ، قال شيخ الإسلام (وذلك أن العدل نظام كل شيء) [4].
وقال الإمام ابن القيم (والأصل في العقود كلها إنما هو العدل الذي بعثت به الرسل ، وأنزلت به الكتب قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }الحديد25) [5].
وقال كذلك (... فإن الله أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي قامت به السماوات والأرض، فإذا ظهرت أمارات الحق وقامت أدلة العقل وأسفر صبحه ، بأي طريق كان فثم شرع الله ودينه ورضاه وامره والله تعالى لم يحصر طرق العدل وأدلته واماراته في نوع واحد وأبطل غيره من الطرق التي هي اقوى منه وادل وأظهر بل بين بما شرعه من الطرق ان مقصوده إقامة الحق والعدل وقيام الناس بالقسط فأي طريق استخرج بها الحق ومعرفة العدل وجب الحكم بموجبها ومقتضاها والطرق أسباب ووسائل لا تراد لذواتها وإنما تُراد غاياتها التي هي المقاصد ولكن نبه بما شرعه من الطرق على أسبابها وامثالها ولن تجد طريقا من الطرق المثبتة للحق إلا وهي شرعة وسبيل للدلالة عليها وهل يظن بالشريعة الكاملة خلاف ذلك) [6] .

العدل:
العدل في اللغة هو مادة تدور على معنيين متقابلين كالمتضادين ، أحدهما يدل على الاستواء ، والآخر يدل على الاعوجاج .
فالأول العدل من الناس : المرضي المستوي الطريقة ... والعدل الحكم بالاستواء ويقال للشيء يساوي الشيء : هو عِدْله ... ومن الباب العِدْلان : حِمْلا الدابة سميا بذلك لتساويهما ... والعدل قيمة الشيء وفداؤه ... والعدل: نقيض الجَور، تقول عَدَل في رعيته.
وأما الأصل الآخر فيقال في الاعوجاج عدَل وانعدل أي انعرج. [7] .
وأما العدل في الاصطلاح فقد قال الشوكاني (هو فصل الحكومة على ما في كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، لا الحكم بالرأي المجرد ، فإن ذلك ليس من الحق في شيء إلا إذا لم يوجد دليل تلك الحكومة في كتاب الله ولا في سنة رسوله ، فلا بأس باجتهاد الرأي من الحاكم الذي يعلم بحكم الله سبحانه ، وبما هو أقرب إلى الحق عند عدم وجود النص ، وأما الحاكم الذي لا يدري بحكم الله ورسوله ولا بما هو أقرب إليهما فهو لا يدري ما هو العدل ; لأنه لا يعقل الحجة إذا جاءته فضلا عن أن يحكم بها بين عباد الله) [8].
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي (هو بذل الحقوق الواجبة وتسوية المستحقين في حقوقهم)[9]
وقال ابن حزم رحمه الله (هو أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه)[10
وقال الجرجاني (العدل الأمر المتوسط بين الإفراط والتفريط ، وقيل العدل مصدر بمعنى العدارة ، وهو الاعتدال والاستقامة ، وهو الميل إلى الحق) [11].
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله (وضابط هذا كله العدل وهو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط وعليه بناء مصالح النيا والآخرة)[12].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (والعدل هو الاعتدال، والاعتدال هو صلاح القلب ، كما أن الظلم فساده ، لهذا جميع الذنوب يكون الرجل فيها ظالما لنفسه والظلم خلاف العدل)[13] . فهذا هو حقيقة العدل.
وقد جاءت الآيات آمرة به وكذلك الأحاديث ، وذلك يشمل معاني العدل التي سبق ذكرها في أصله اللغوي والاصطلاحي .
قال تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى ... }النحل 90. وقال تعالى {... وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ... } الشورى 15، وقال تعالى {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} النحل 76، وقال تعالى {... وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ ...} الطلاق 2، وقال تعالى {... وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ... }النساء 58، وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً ...} المائدة 95، وقال عزل وجل {... وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ... } الأنعام 152، وقال تعالى {... فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } الحجرات 9 ... والآيات في هذا الباب كثيرة.


ومثل ذلك الأحاديث أيضا :
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قلتم فاعدلوا ، وإذا قتلتم فأحسنوا فإن الله محسن يحب المحسنين)[14].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولَوا) [15].
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير لمّا أعطاه أبوه النعمان عطية دون سائر ولده ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)[16].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث مهلكات وثلاث منجيات ، -قال- ثلاث مهلكات : شح مطاع، وهدى متبع، وإعجاب المرء بنفسه. وثلاث منجيات:خشية الله في السر والعلن ، والتصدق في الفقر، والعدل في الغضب والرضا)[17].
والأحاديث في هذا الباب كثيرة كذلك.
وقد جاءت كلمات نيرة عن الأئمة من السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان في بيان ما للعدل وما في العدل من فضائل، وأن أمور الدنيا إنما تقوم به، فإضافة لما ذكرنا من بعض الآيات والأحاديث نشير إلى كلام هؤلاء الأئمة استئناسا بكلامهم واسترشادا بفهومهم.
ولنبدأ أول ذلك بمعاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الخيبر ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال (افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر واشترط أن له الأرض وكل صفراء وبيضاء، قال له أهل خيبر: نحن أعلم بالأرض منكم ، فأعطناها على أن تكون لكم نصف الثمرة ولنا نصف، فزعم أنه أعطاهم على ذلك ، فلما كان حين يصرم النخل بعث إليهم عبد الله بن رواحة فحزر عليهم النخل وهو الذي يسميه أهل المدينة الخرص فقال في ذه كذا وكذا قالوا أكثرت علينا يا ابن رواحة فقال فأنا ألي حزر النخل وأعطيكم نصف الذي قلت قالوا هذا الحق وبه تقوم السماء والأرض قد رضينا أن نأخذه بًالذي قلت) [18].
وقد روى أبو نعيم في كتابه (الحلية)[19] بسنده إلى محمد بن عيسى عن عبد العزيز قال ( كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه : أما بعد، فإن مدينتنا قد خربت ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لها مالا يرمُّها به فعل ، فكتب إليه عمر (أما بعد، فقد فهمت كتابك، وما ذكرت أن مدينتك قد خربت، فإذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل ، ونقّ طرقها من الظلم ، فإنه مُرَمّتها والسلام). وهذا الكلام من فقهه رحمه الله وقوة إدراكه لأسرار هذه الشريعة الغراء ، فما قامت السماوات والأرض إلا بالعدل ، ولا اتزنت الأمور إلا بالعدل .
وفي مضمون هذا الكلام نقول كثيرة عن العلماء ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ويروى: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة)[20].
وقال كذلك (وبالصدق في كل الأخبار ، والعدل في الإنشاء من الأقوال والأعمال : تصلح جميع الأحوال ، وهما قرينان كما قال تعالى : {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام : 115]) [21].
وقال كذلك (وأمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه الاشتراك في بعض أنواع الإثم أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم؛ ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة؛ ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام)[22]. إلى أن قال (وذلك أن العدل نظام كل شيء؛ فإذا أقيم أمر الدنيا بعدل قامت وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق ومتى لم تقم بعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزى به في الآخرة؛ فالنفس فيها داعي الظلم لغيرها بالعلو عليه والحسد له؛ والتعدي عليه في حقه. وداعي الظلم لنفسها يتناول الشهوات القبيحة كالزنا وأكل الخبائث. فهي قد تظلم من لا يظلمها؛ وتؤثر هذه الشهوات وإن لم تفعلها؛ فإذا رأت نظراءها قد ظلموا وتناولوا هذه الشهوات صار داعي هذه الشهوات أو الظلم فيها أعظم بكثير وقد تصبر؛ ويُهيّج ذلك لها من بغض ذلك الغير وحسده وطلب عقابه وزوال الخير عنه ما لم يكن فيها قبل ذلك ولها حجة عند نفسها من جهة العقل والدين؛ يكون ذلك الغير قد ظلم نفسه والمسلمين؛ وأن أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر واجب؛ والجهاد على ذلك من الدين) [23]...) [24]
وقال كذلك (قد كتبت فيما تقدم في مواضع قبل بعض القواعد: وآخر مسودة الفقه: أن جماع الحسنات العدل وجماع السيئات الظلم وهذا أصل جامع عظيم)[25] .
وقال كذلك (أصل الدين العدل الذي بعث الله الرسل بإقامته...)[26].
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله (وَالْأَصْلُ فِي الْعُقُودِ كُلِّهَا إنَّمَا هُوَ الْعَدْلُ الَّذِي بُعِثَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَأُنْزِلَتْ بِهِ الْكُتُبُ، قَالَ - تَعَالَى -: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25])[27].
وقال كذلك رحمه الله (فإن الله أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط، وهو العدل الذي قامت به السموات والأرض، فإذا ظهرت أمارات الحق، وقامت أدلة العقل، وأسفر صبحه بأي طريق كان؛ (فذلك من) [28] شرع الله ودينه ورضاه وأمره، والله تعالى لم يحصر طرق العدل وأدلته وأماراته في نوع واحد وأبطل غيره من الطرق التي هي أقوى منه وأدل وأظهر، بل بين بما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة الحق والعدل وقيام الناس بالقسط، فأي طريق استخرج بها الحق ومعرفة العدل وجب الحكم بموجبها ومقتضاها.والطرق أسباب ووسائل لا تراد لذواتها، وإنما المراد غاياتها التي هي المقاصد، ولكن نبه بما شرعه من الطرق على أسبابها وأمثالها، ولن تجد طريقا من الطرق المثبتة للحق إلا وهي شرعة وسبيل للدلالة عليها، وهل يظن بالشريعة الكاملة خلاف ذلك؟)[29] .
وقال كذلك (وضابط هذا كله العدل وهو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط وعليه بناء مصالح الدنيا والآخرة بل لا تقوم مصلحة البدن إلا به...)[30].
فهذه كلمات نيرة من عيون كلام أهل العلم في بيان ما للعدل من منزلة في الخلق والأمر.
وللعدل أقسام ، فمن ذلك ما نقل عن سعيد بن جبير أنه قال في جواب لعبد الملك عن العدل (العدل على أربعة أنحاء : العدل في الحكم لقوله تعالى {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} المائدة/ 42. والعدل في القول لقوله تعالى:{وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} الأنعام/ 152. والعدل في الفدية لقوله تعالى:{وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ} البقرة/ 123. والعدل في الإشراك، قال تعالى:{ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} الأنعام/ 1)[31].
ويمكن تقسيم العدل باعتبارات أخرى إلى أقسام كثيرة فمن هذه الأقسام:
العدل في القول ، كما ذكر سعيد بن جبير –رحمه الله-
وكذا العدل في الفعل وقد جاء ذلك في تفاصيل الشريعة كلها ، إذ مبناها على العدل ، ولذلك قال العلماء إنه من تمام الحكمة في النهي عن القزع ، والنهي عن المشي في نعل واحدة ، والنهي عن أن يجلس نصفه في الظل ونصفه في الشمس، وقد قال الإمام ابن القيم –رحمه الله- في مسألة النهي عن القزع[32] (قَالَ شَيخنَا وَهَذَا من كَمَال محبَّة الله وَرَسُوله للعدل فَإِنَّهُ أَمر بِهِ حَتَّى فِي شَأْن الانسان مَعَ نَفسه فَنَهَاهُ أَن يحلق بعض رَأسه وَيتْرك بعضه لِأَنَّهُ ظلم للرأس حَيْثُ ترك بعضه كاسيا وَبَعضه عَارِيا وَنَظِير هَذَا أَنه نهى عَن الْجُلُوس بَين الشَّمْس والظل. [33] فَإِنَّهُ ظلم لبَعض بدنه وَنَظِيره نهى أَن يمشي الرجل فِي نعل وَاحِدَة [34] بل إِمَّا أَن ينعلهما أَو يحفيهما...)[35
والعدل في الاعتقاد، بل أصل العدل هو إخلاص الدين لله تعالى قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- (...توحيد الله الذي هو إخلاص الدين له والعدل الذي نفعله نحن هو جماع الدين يرجع إلى ذلك فإن إخلاص الدين لله أصل العدل كما أن الشرك بالله ظلم عظيم) [36]
ولمّا كانت السماوات والأرض إنما قامت بالعدل ، وكذا كل شيء إنما قيامه بالعدل ، كان المسلم مأمورا بالعدل في كل شيء ومع كل أحد ، بل ومع كل شيء، ومن ذلك العدل مع المسلم، سواء كان موافقا أو مخالفا وسواء كان خلافه لأمر ديني أو أمر دنيوي فالمسلم مأمور بالعدل معه، وهذا كله دلت عليه آيات كثيرة منها قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء 135. قال الحافظ ابن كثير –رحمه الله- (أي: فلا يحملنكم الهوى والعصبية وبغضة الناس إليكم، على ترك العدل في أموركم وشؤونكم، بل الزموا العدل على أي حال كان، كما قال تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} المائدة: 8
ومن هذا القبيل قول عبد الله بن رواحة، لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم يخرص على أهل خيبر ثمارهم وزروعهم، فأرادوا أن يرشوه ليرفق بهم، فقال: والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إلي، ولأنتم أبغض إلي من أعدادكم من القردة والخنازير، وما يحملني حبي إياه وبغضي لكم على ألا أعدل فيكم. فقالوا: "بهذا قامت السماوات والأرض"[37]) [38]
وكذا قال في تفسير قوله تعالى {.... وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ... }المائدة 8، (أي: لا يحملنكم بغض قوم قد كانوا صدوكم عن الوصول إلى المسجد الحرام، وذلك عام الحديبية، على أن تعتدوا في حكم الله فيكم فتقتصوا منهم ظلما وعدوانا، بل احكموا بما أمركم الله به من العدل في كل أحد. وهذه الآية كما سيأتي من قوله تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} [المائدة: 8] أي: لا يحملنكم بغض أقوام على ترك العدل، فإن العدل واجب على كل أحد، في كل أحد في كل حال
وقال بعض السلف: ما عاملت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، والعدل به قامت السموات والأرض.) [39]
وقال في الآية 8 من سورة المائدة {... وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى... }المائدة 8، (أي: لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم، بل استعملوا العدل في كل أحد، صديقا كان أو عدوا؛ ولهذا قال: {اعدلوا هو أقرب للتقوى} أي: عدلكم أقرب إلى التقوى من تركه. ودل الفعل على المصدر الذي عاد الضمير عليه، كما في نظائره من القرآن وغيره، كما في قوله: {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم}) [40]
وكذا قوله تعالى {... وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ... }الأنعام 152، (وقوله: {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله [ولو على أنفسكم] } (1) [المائدة:8] ، وكذا التي تشبهها في سورة النساء [الآية:135] ، يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال، على القريب والبعيد، والله تعالى يأمر بالعدل لكل أحد، في كل وقت، وفي كل حال.)[41]
بل المسلم مأمور بالعدل حتى مع الكفار ، والآيات التي سبق ذكرها تنص على ذلك بل منها ما سبب نزوله هو في حق معاملة المسلم للكافر بالعدل كما في قصة بعث النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر ليخرص عليهم ثمارهم وزروعهم .
ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ومن أعمال أهل الجنة العدل في جميع الأمور وعلى جميع الخلق حتى الكفار...)[42]
وقال كذلك مجيبا لرسالة وصلته من بعض الأمراء مبينا فيها أن العدل يكون مع الكل حتى مع اليهود والنصارى فكيف مع المسلم، قال رحمه الله (...فقلت سلم على الأمراء وقل لهم لكم سَنَة وقبل السَّنة مدة أخرى تسمعون كلام الخصوم الليل والنهار وإلى الساعة لم تسمعوا مني كلمة واحدة، وهذا من أعظم الظلم، فلو كان الخصم يهوديا أو نصرانيا أو عدوا آخر للإسلام ولدولتكم لما جاز أن تحكموا عليه حتى تسمعوا كلامه، وأنتم قد سمعتم كلام الخصوم وحدهم في مجالس كثيرة، فاسمعوا كلامي وحدي في مجلس واحد، وبعد ذلك نجتمع ونتخاطب بحضوركم، فإن هذا من أقل العدل الذي أمر الله به في قوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا} [النساء: 58]) [43]
بل العدل مأمور به مع كل شيء وفي كل شيء ، قال الإمام ابن القيم رحمه الله (وضابط هذا كله العدل وهو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط وعليه بناء مصالح الدنيا والآخرة بل لا تقوم مصلحة البدن إلا به فانه متى خرج بعض أخلاطه عن العدل وجاوزه أو نقص عنه ذهب من صحته وقوته بحسب ذلك وكذلك الأفعال الطبيعية كالنوم والسهر والأكل والشرب والجماع والحركة والرياضة والخلوة والمخالطة وغير ذلك إذا كانت وسطا بين الطرفين المذمومين كانت عدلا وإن انحرفت إلى أحدهما كانت نقصا وأثمرت نقصا فمن أشرف العلوم وانفعها علم الحدود ولا سيما حدود المشروع المأمور والمنهى فأعلم الناس أعلمهم بتلك الحدود حتى لا يدخل فيها ما ليس منها ولا يخرج منها مه هو داخل فيها قال تعالى الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله فأعدل الناس من قام بحدود الأخلاق والأعمال والمشروعات معرفة وفعلا وبالله التوفيق)[44].
فهذا مقام العدل وبيان منزلته ، فواجب على المسلم أن يقيمه ويقوم به كما أمر الله تبارك وتعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (والله تعالى بعث الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس بالقسط وأعظم القسط عبادة الله وحده لا شريك له ثم العدل على الناس في حقوقهم ثم العدل على النفس والظلم " ثلاثة أنواع ": والظلم كله من أمراض القلوب والعدل صحتها وصلاحها. قال أحمد بن حنبل لبعض الناس: لو صححت لم تخف أحدا أي خوفك من المخلوق هو من مرض فيك كمرض الشرك والذنوب. وأصل صلاح القلب هو حياته واستنارته قال تعالى: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها})[45]
وقال كذلك رحمه الله (قد ذكرنا في غير موضع: أن صلاح حال الإنسان في العدل كما أن فساده في الظلم. وأن الله سبحانه عدله وسواه لما خلقه وصحة جسمه وعافيته من اعتدال أخلاطه وأعضائه ومرض ذلك الانحراف والميل. وكذلك استقامة القلب واعتداله واقتصاده وصحته وعافيته وصلاحه متلازمة) [46]
فبالعدل يكون صلاح حال الإنسان بل وصلاح الأمة جميعا .
ومع ذلك فالمطلوب هو تحقيق ما أمكن من العدل وما قدر عليه صاحبه، فحيث عجز لزمه القيام بما يستطيعه، ويدل على ذلك قول الله تعالى {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } البقرة 286 ، وقال تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }التغابن 16.
وقال صلى الله عليه وسلم (فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم)[47]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- (والعدل الحقيقي قد يكون متعذرا إما عمله [48] وإما العمل به لكن التماثل من كل وجه غير ممكن أو غير معلوم فيكون الواجب في مثل ذلك ما كان أشبه بالعدل وأقرب إليه وهي الطريقة المثلى)[49].
وقال كذلك (فإن الله أمر بالعدل في الحكم والعدل قد يعرف بالرأى وقد يعرف بالنص ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر إذ الحاكم مقصوده الحكم بالعدل بحسب الإمكان فحيث تعذر العدل الحقيقى للتعذر أو التعسر في علمه أو عمله كان الواجب ما كان به أشبه وأمثل وهو العدل المقدور وهذا باب واسع في الحكم في الدماء والأموال وغير ذلك من أنواع القضاء وفيها يجتهد القضاة) [50].
وقال كذلك (...والعدل المحض في كل شيء متعذر علما وعملا ولكن الأمثل فالأمثل؛ ولهذا يقال: هذا أمثل ويقال للطريقة السلفية: الطريقة المثلى. وقال تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} وقال تعالى: {وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها}) [51].
وإلى هذا الموضع نأتي على ختم هذا المقال ، بقي أن أشير إلى أن هذا المقال قد وافق شهر الله الحرام وقد قال تعالى {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ...}التوبة 36، { فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} أي في الشهور كلها واختص منها هذه الأشهر الأربعة وهي الأشهر الحرم ، فكان الذنب فيها أعظم كما أن العمل الصالح والأجر فيها أعظم [52].
هذا ما أردت ذكره في هذا المقال ، سائلا الله تعالى أن يهب قارئه غنمه ، ولا يجعل على كاتبه غرمه فيعفو عنه ويغفر له، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

كتبه بيده الفقير إلى عفو ربه وكرمه
أبو عبد الرحمن محمد بن طاهر بن خدة
وكان آخر ما كتب منه ليلة الثلاثاء
11/01/1436
04/11/2014
************************************************** **
[1]تفسير الطبري جامع البيان في تأويل آي القرآن 22/424-425.ط عبد المحسن التركي
[2] كذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في إقامة الدليل 4/1863
[3]تفسير القرآن العظيم 8/27 ط تحقيق سامي بن محمد سلامة
[4]الاستقامة 2/247
[5]إعلام الموقعين1/292
[6]إعلام الموقعين 4/373
[7]معجم مقاييس اللغة 4/246-247
[8]فتح القدير ص391. تفسير الآية 58 من سورة النساء
[9]الرياض الناضرة والحدائق الزاهرة 253
[10]مداواة النفوس .33
[11]التعريفات. 224
[12]الفوائد 185
[13]مجموع الفتاوى 10/98
[14]رواه ابن أبي عاصم في الديات وغيره وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 1/2/840 رقم469
[15]رواه مسلم(رقم1827) 11/211. قال الإمام النووي رحمه الله: أما قوله (ولَو) فبتفتح الواو وضم اللام المخففة أي كانت لهم عليه ولاية والمقسطون هم العادلون وقد فسره في آخر الحديث والإقساط والقسط بكسر القاف العدل فيقال أقسط إقساطا فهو مقسط إذا عدل قال الله تعالى {... وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9
[16]رواه البخاري2587 ومسلم1623
[17]رواه البزار وحسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 4/412-416 رقم 1802
[18]رواه أبو داود3410 وأصله عند البخاري 2285-2495-2720-4248 ومسلم1551 من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مختصرا
[19]5/305
[20]مجموع الفتاوى27/63
[21]مجموع الفتاوى 28/66
[22]مجموع الفتاوى28/146. الاستقامة2/246
[23]ثم ذكر رحمه الله أن الناس هنا على ثلاثة أقسام ، قوم لا يقومون به إلا في أهواء أنفسهم ، فقد يصير ما ينهون عنه مرضيا عندهم ، أو ما يأمرون به غير مرضي عندهم، مادام يوافق هوى أنفسهم وشهواتهم، قال وهذا غالب في بني آدم لأن الإنسان ظلوم جهول ، وقوم يقومونه قومة ديانة صحيحة فهم مخلصون لله مصلحون في عملهم وهؤلاء خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، وقوم فيهم هذا وهذا ، وهم غالب المؤمنين ممن فيه دين وله شهوة ، تجتمع في قلوبهم إرادة الطاعة وإرادة المعصية وربما غلب هذا تارة وهذا تارة .... إلى آخر كلامه وهو نفيس غاية النفاسة ، فانظره غير مأمور وافقهه تدرك به الكثير من الأمور، فتجانب الوزر وتعظم لك الأجور
[24]مجموع الفتاوى1/86
[25]مجموع الفتاوى1/86
[26]مجموع الفتاوى19/24
[27]إعلام الموقعين3/170
[28]هكذا في الطبعة من تحقيق الشيخ مشهور آل سلمان ، وقال في الهامش أنه في المطبوع: فثمّ
[29]إعلام الموقعين6/512-513
[30]الفوائد185
[31]ذكره المناوي في (التوقيف على مهمات التعاريف506) نقلا من موسوعة نضرة النعيم7/2815
[32]الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع . رواه البخاري 5920 ومسلم2120
[33]الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إذا كان احدكم في الشمس –وفي رواية:في الفيء- فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم . [رواه أبو داود 4821. وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يقعد بين الظل والشمس. رواه ابن ماجة 3722. والحديثان صحيحان انظر السلسلة الصحيحة رقم 833 و837 و838 و3110
[34]الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يمشي أحدكم في نعل واحدة ، ليحفهما أو لينعلهما جميعا) رواه البخاري5856 وفي مسلم بلفظ (لا يمشِ أحدُكم في نعلٍ واحدةٍ . ليَنْعلْهما جميعًا ، أو ليَخْلعْهما جميعًا) 2097. وفي رواية أخرى لمسلم (إذا انقطع شِسْعُ أحدِكم ، فلا يمشِ في الأخرى حتى يُصلِحَها) رواه مسلم 2098
[35]تحفة المودود 100
[36]مجموع الفتاوى 1/87
[37]قد سبق ذكر الحديث بلفظ آخر عند أبي داود برقم 3410
[38]تفسير القران العظيم لابن كثير 2/433 تحقيق سامي بن محمد سلامة
[39]تفسير القرآن العظيم2/12]
[40]تفسير القران العظيم 3/62
[41]تفسير القرآن العظيم 3/365
[42]مجموع الفتاوى 10/423
[43]الفتاوى الكبرى 6/323 بتحقيق محمد عبد القادر عطا- مصطفى عبد القادر عطا
[44]الفوائد155
[45]مجموع الفتاوى10/99-100
[46]مجموع الفتاوى 1/138
[47]رواه البخاري 7288 ومسلم 1373 نحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
[48]كذا في الأصل ولعل الصواب علمه
[49]الاستقامة1/434
[50]الاستقامة1/8
[51]مجموع الفتاوى10/99
[52]انظر تفسير ابن كثير لهذه الآية

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 01:32 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات