قيل لمالك بن أنس - رحمه الله - إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون قال: يرحمك الله! فأين التكلم بالحق . رواه ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل 1/30 .
وسئل مالك بن أنس - رحمه الله - أيأتي الرجل إلى السلطان فيعظه وينصح له ويندبه إلى الخير فقال : إذا رجا أن يسمع منه وإلا فليس ذلك عليه. ذكره ابن عبد البر في التمهيد 21/285 .
27. سفيان بن عيينة (ت198هـ):
قال احمد بن حنبل : دخل سفيان بن عيينة - رحمه الله - على معن بن زائدة - رحمه الله - وهو باليمن - ولم يكن سفيان تلطخ بشيء من أمر السلطان بعد - فجعل سفيان يعظه ويذكر له أمر المسلمين ، فجعل معن يقول له: أبوهم أنت ؟! أخوهم أنت ؟! . رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1/ 53 .
28. أحمد بن حنبل (ت241هـ):
وقال الإمام أحمد - رحمه الله –: ( لا يتعرض للسلطان ، فإن سيفه مسلول وعصاه ). ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية (1/222) . وقال : عليكم بالإنكار في قلوبكم .
29. سهل بن عبد الله التستري (ت283هـ):
قال سهل بن عبد الله التستري –رحمه الله تعالى - :( لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء فإن عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخرهم وإن استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم). ذكره القرطبي في تفسيره 5/260.
30. محمد بن يوسف بن معدان (ت286هـ):
عن محمد بن يوسف بن معدان - رحمه الله - وكان ابن المبارك يسميه عروس الزهاد – أنه كتب أخ له إليه يشكو إليه جور العمال فكتب إليه : (يا أخي بلغني كتابك تذكر ما أنتم فيه وإنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة وما أرى ما أنتم فيه إلا شؤم الذنوب) . أبو نعيم في حلية الأولياء ج8/ص236 وابن حبان في طبقات المحدثين بأصبهان..
31. سعيد بن إسماعيل أبو عثمان الواعظ (ت298هـ) :
قال أبو عثمان : (فانصح للسلطان و أكثر له من الدعاء بالصلاح و الرشاد بالقول والعمل والحكم فإنهم إذا صلحوا صلح العباد بصلاحهم و إياك أن تدعو عليهم باللعنة فيزدادوا شرا ويزداد البلاء على المسلمين و لكن ادع لهم بالتوبة فيترك الشر فيرتفع البلاء عن المؤمنين) . رواه البيهقي في شعب الإيمان 6/26 .
32. أبو بكر محمد بن الحسين الآجري (ت360هـ):
قال الآجري في كتابه الشريعة 1/42 : (قد ذكرت من التحذير عن مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله عز وجل الكريم عن مذهب الخوارج ولم ير رأيهم وصبر على جور الأئمة وحيف الأمراء ولم يخرج عليهم بسيفه وسأل الله العظيم أن يكشف الظلم عنه وعن جميع المسلمين ودعا للولاة بالصلاح وحج معهم وجاهد معهم كل عدو للمسلمين وصلى خلفهم الجمعة والعيدين وإن أمروه بطاعتهم فأمكنته طاعتهم أطاعهم وإن لم يمكنه اعتذر إليهم وإن أمروه بمعصية لم يطعهم وإذا دارت بينهم الفتن لزم بيته وكف لسانه ويده ولم يهو ما هم فيه ولم يعن على فتنة فمن كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم إن شاء الله تعالى) .
33. أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري (ت463هـ):
قال ابن عبد البر - رحمه الله - (إن لم يكن يتمكن نصح السلطان فالصبر والدعاء فإنهم كانوا ينهون عن سب الأمراء) . التمهيد 21/287 .
34. أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (ت597هـ):
قال ابن الجوزي - رحمه الله - : الجائز من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع السلاطين: التعريف والوعظ ، فأما تخشين القول نحو : يا ظالم ! يا من لا يخاف الله ! فإن كان ذلك يحرك فتنة يتعدى شررها إلى الغير لم يجز وان لم يخف إلا على نفسه فهو جائز عند جمهور العلماء . قال : والذي أراه المنع من ذالك لأن المقصود إزالة المنكر وحمل السلطان بالانبساط عليه على فعل المنكر أكثر من فعل المنكر الذي قصد إزالته قال الإمام أحمد رحمه الله لا يتعرض للسلطان فإن سيفه مسلول وعصاه) الآداب الشرعية لابن مفلح ج1/ص197.
35. عثمان بن عبد الرحمن أبو عمرو ابن الصلاح (ت643هـ):
قال أبو عمرو ابن الصلاح : (والنصيحة لأئمة المسلمين أي لخلفائهم وقادتهم معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتنبيههم وتذكيرهم في رفق ولطف ومجانبة الخروج عليهم والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك) . (صيانة صحيح مسلم 1/222).
36. أبو زكريا يحيى بن شرف النووي (ت676هـ):
قال النووي – رحمه الله - : (وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتآلف قلوب الناس لطاعتهم .(شرح مسلم2/38).
37. شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (ت728هـ):
قال شيخ الإسلام – رحمه الله –:- ولهذا كان السلف – كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهم يقولون : (لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان ) . (الفتاوى 28/390) .
وقال – رحمة الله – (وأما أهل العمل والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور وغشهم والخروج عليهم : بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم). مجموع الفتاوى 35/12 .
38. أبو عبد الله محمد بن مفلح المقدسي (ت763هـ):
قال ابن مفلح - رحمه الله - (ولا ينكر احد على سلطان إلا وعظاَ له وتخويفا أو تحذيرا من العاقبة في الدنيا والآخرة ، فإنه يجب ، ويحرم بغير ذلك ، ذكره القاضي وغيره والمراد : ولم يخفى منه بالتخويف والتحذير وإلا سقط وكان حكم ذلك كغيره). الآداب الشرعية(1/196) .
39. أحمد بن إبراهيم النحاس (ت814هـ):
قال ابن النحاس - رحمه الله - ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رؤوس الأشهاد ، بل يود لو كلمه سراً ونصحه خفية ، من غير ثالث لهما). تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين وتحذير السالكين من أفعال الهالكين)صـ64 .
40. محمد بن أبي بكر ابن جماعة (ت819هـ):
حيث ذكر من الحقوق التي للسلطان الحق الثاني فقال : بذل النصيحة له سراً وعلانية. قال رسول الله r : " الدين النصيحة "، قالوا : لمن ؟ قال : " لله، ولرسوله، ولكتابه ولأئمته المسلمين، وعامتهم ". تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام لابن جماعة ص 61-71 نقلا من كتاب معاملة الحكام لابن برجس .
41. محمد بن علي الشوكاني (ت1255هـ):
قال الشوكاني - رحمه الله - في السيل الجرار(4/556) : ( ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ، ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد. بل كما ورد في الحديث : أنه يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ولا يذل سلطان الله . وقد قدمنا في أول كتاب السير : أنه لا يجوز الخروج على الأئمة ، وإن بلغو في الظلم أي مبلغ ما أقاموا الصلاة ولم يظهر الكفر البواح . والأحاديث الواردة في هذا المعنى متواترة . ولكن على المأموم أن يطيع الأمام في طاعة الله ويعصيه في معصية الله .فإنه لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق) ا.هـ وقال–رحمة الله – في شرح قول صاحب الأزهار : (ويؤدب من يثبط عنه أو ينفى . ومن عاداه ، فبقلبه مخطئ وبلسانه فاسق وبيده محارب) . قال : (وأما قوله : ويؤدب من يثبط عنه ، فالواجب دفعه عن هذا التثبيط فإن كف ، وإلا كان مستحقا لتغليظ العقوبة والحيلولة بينه وبين من صار يسعى لديه بالتثبيط بحبس أو غيره لأنه مرتكب لمحرم عظيم وساع في إثارة فتنة تراق بسببها الدماء، وتهتك عندها الحرم ، وفي هذا التثبيط نزع ليده من طاع الإمام . وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من نزع يده من طاعة الإمام ، فإنه يجيء يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وهو مفارق للجماعة ، فإنه يموت موتة جاهلية).
42. عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت1376هـ):
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – : (وأما النصيحة لأئمة المسلمين وهم ولاتهم : من السلطان الأعظم إلى الأمير إلى القاضي إلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة فهؤلاء لما كانت مهماتهم ووجاباتهم أعظم من غيرهم وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم وذلك باعتقاد إمامتهم والاعتراف بولايتهم ووجوب طاعتهم بالمعروف وعدم الخروج عليهم وحث الرعية على طاعتهم ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله وبذل ما يستطيع من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم فيما يحتاجون إليه في رعايتهم كل أحد بحسب حالته والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم واجتناب سبهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم فإن في ذلك شرا وفسادا كبيرا . فمن نصحهم الحذر والتحذير لهم من ذلك وعلى من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سرا لا علنا بلطف وعبارة تليق بالمقام ويحصل بها المقصود فإن هذا مطلوب في حق كل أحد وبالأخص ولاة الأمور فإن تنبيههم على هذا الوجه في خير كثير وذلك علامة الصدق والإخلاص). الرياض الناضرة 149-150 .
43. محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت1389هـ):
قال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله -:
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم الشيخ ......... المحترم سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد : بلغني أن موقفك مع الإمارة ليس كما ينبغي ، وتدري بارك الله فيك أن الإمارة ما قصد بها إلا نفع الرعية، وليس شرطها ألا يقع منها زلل والعاقل بل وغير العاقل يعرف أن منافعها وخيرها الديني والدنيوي يربوا على مفاسدها بكثير ومثلك أنما منصبه منصب وعظ وإرشاد وإفتاء بين المتخاصمين . ونصيحة الأمير والمأمور بالسر ، وبنيه خالصة تعرف فيها النتيجة النافعة للإسلام والمسلمين . ولا ينبغي أن تكون عثرة الأمير أو العثرات نصب عينيك والقاضية على فكرك والحاكمة على تصرفاتك ، بل في السر قم بواجب النصيحة وفي العلانية اظهر وصرح بما اوجب الله من حق الإمارة والسمع والطاعة لها ، وإنها لم تأتي لجباية أموال وظلم دماء وأعراض من المسلمين ، ولم تفعل ذلك أصلا إلا أنها غير معصومة فقط . فأنت كن وإياها اخوين احدهما مبين واعظ ناصح ، والآخر باذل ما يجب عليه كاف عن ما ليس له إن أحسن دعا له بالخير ونشط عليه وإن قصر عومل بما أسلفت لك .ولا يظهر عليك عند الرعية ولاسيما المتظلمين بالباطل عتبك على الأمير وانتقادك إياه، لان ذلك غير نافع الرعية بشيء وغير ما تعبدت به ، أنما تعبدت بما قدمت لك ونحوه وان تكون جامع شمل، لا مشتت ، مؤلف ، لا منفر . واذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى ( يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا ، وتطاوعا ولا تختلفا ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم . وأنا لم اكتب لك ذلك لغرض سوى النصيحة لك وللأمير ولكافة الجماعة ولإمام المسلمين والله ولي التوفيق. والسلام عليكم. ا.هـ
44. عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
وسئل العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : هل منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر وما منهج السلف في نقد الولاة ؟
فقال–رحمة الله تعالى- : (ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر، لأن ذالك يفضي إلى الانقلابات ، وعدم السمع والطاعة في المعروف ، ويفضي إلى الخروج الذي يضر ولا ينفع ، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان ، والكتابة إليه ، أو الاتصال بالعلماء الذي يتصلون به حتى يوجه إلى الخير وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل ، فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعلة ،ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن فلان يفعلها ، لا حاكم ولا غير حاكم. ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان ، قال بعض الناس لأسامة بن زيد – رضي الله عنه- : ألا تنكر على عثمان ، قال: أنكر عليه عند الناس؟! لكن أنكر عليه بيني وبينه ، ولا أفتح باب شر على الناس.
ولما فتحوا الشر في زمن عثمان –رضي الله عنه – وأنكروا على عثمان جهرة ، تمت الفتنة القتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم ، حتى حصلت الفتنة بين على ومعاوية وقتل عثمان وعلى بأسباب ذلك ، وقتل جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً ، حتى أبغض الناس ولي أمرهم وحتى قتلوه، نسأل الله العافية) . (نصيحة الأمة في جواب عشرة أسئلة مهمة)
وسئل أيضا – رحمه الله - : عندما تقع بعض السلبيات أو المنكرات في المجتمع فما السبيل الأمثل –في نظر سماحتكم نحو معالجه هذه السلبيات وإنكار المنكرات ؟
فأجاب : السبيل أوضحه الله عز وجلّ حيث يقول (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )
ويقول أيضا (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )
ويقول أيضا (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )
ويقول سبحانه (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
هذا هو السبيل وهو التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والنصيحة ودعوة الناس إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب الحسن والكلمات الطيبة والرفق حتى يعم الخير ويكثر وحتى يزول الشر ويندثر وهذا هو المطلوب من الجميع من الدولة ومن العلماء ومن أهل الخير ومن أعيان الناس ومن العامة كل بحسب طاقته ولكن بتحري العبارات الطيبة والأسلوب الحسن حتى يحصل الخير ويزول الشر. "مجموع فتاوى ومقالات لسماحة الشيخ أبن باز (7/131) "
وقال – رحمه الله - : "فالنصح يكون بالأسلوب الحسن والكتابة المفيدة والمشافهة المفيدة ، وليس من النصح التشهير بعيوب الناس ، ولا بانتقاد الدولة على المنابر ونحوها، لكن النصح أن تسعى بكل ما يزيل الشر ويثبت الخير بالطرق الحكيمة وبالوسائل التي يرضاها الله عز وجل" . (كلمة ألقاها سماحة الشيخ في اللقاء المفتوح بجدة في فندق ماريوت مساء الأربعاء 25/7/1412هـ ونشرت في الصحف المحلية ومنها المدينة يوم السبت 28/7/1414هـ ) .
وقال –رحمه الله- عن حال الناس بالنسبة لولاتهم : "..... فان بعض الناس ديدنه في كل مجلس يجلسه الكلام في ولاة الأمور والوقوع في أعراضهم ونشر مساوئهم وأخطائهم معرضا بذلك عمّا لهم من محاسن أو صواب ولا ريب إن سلك هذا الطريق والوقوع في أعراض لا يزيد الأمر إلا شدة فإنه لا يحل مشكلا ولا يرفع مظلمة وإنما يزيد البلاء بلاء ويوجب بغض الولاة وكراهتهم وعدم تنفيذ أوامرهم التي يجب طاعتهم فيها ولا نشك أن ولاة الأمر قد يسيئون ويخطئون كغيرهم من بني آدم فإن كل بني أدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون ولا نشك أيضا أنه لا يجوز لنا أن نسكت على أي إنسان ارتكب خطأ حتى نبذل ما نستطيعه من واجب النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فإذا كان كذلك فإن الواجب علينا إذا رأينا خطأ من ولاة الأمور أن نتصل بهم شفويا أو كتابيا ونناصحهم سالكين بذالك أقرب الطرق في بيان الحق لهم وشرح خطئهم ثم نعظهم ونذكرهم فيما يجب عليم من النصح لمن تحت أيديهم ورعاية مصالحهم ورفع الظلم عنهم ونذكرهم بما ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم – من قوله (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق ّعليهم فاشقق عليه) رواه مسلم وقوله (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة ) رواه مسلم ثم إن اتعظ بواعظ القرآن والحديث فذلك هو المطلوب وإن لم يتعظ بواعظ القرآن والحديث وعظناه بواعظ السلطان بان نرفع الأمر إلى من فوقه ليصلح من حاله فإذا بلّغنا الأمر الذين ليس فوقهم ولي من المخلوقين فقد برئت بذلك الذمة ولم يبق إلا أن نرفع الأمر إلى رب العالمين ونسأله إصلاح أحوال المسلمين وأئمتهم ." .
فائدة : وهذه رسالة الشيخ بن باز إلى ملك الأردن التي تبين حرص الشيخ على اتباع منهج السلف في أسلوب النصيحة وتاريخ الرسالة كان في 14/11/1417هـ .
وهذا نص الرسالة :
من عبد العزيز بن باز إلى حضرة جلالة الملك الكريم حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية - عمان، وفقه الله لما فيه رضاه ونصر به دينه .آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد: فلقد أبلغني صاحب الفضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين الملحق الديني بسفارة المملكة العربية السعودية في عمَّان في كتابه المؤرخ في 5/1/1417هـ أنَّ جلالتكم قد منع إقامة تمثالٍ لكم في عمَّان ، فسرَّني ذلك كثيراً ، وشكرتُ لجلالتكم هذا العمل ، ورأيتُ الكتابةَ إلى جلالتكم في ذلك شاكراً وراجياً مِن جلالتكم إصدارَ الأمرِ الكريمِ بتحكيمِ الشريعة المطهَّرة في المملكة الأردنية الهاشمية في جميع الشؤون ، كما حَكَمَ بها جَدُّكم أفضلُ الخلق محمَّد صلى الله عليه وسلم وحكم بها خلفاؤه الراشدون وأئمة الهدى بعدهم ، عملاً بقول الله سبحانه "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ ويسلِّموا تسليماً" وقوله عز وجل " أفحكم الجاهلية يبغون ومَن أحسنُ مِن الله حُكماً لقومٍ يوقنون " ، " ومَن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " ، " ومَن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون". ولا يخفى على مثل جلالتكم أنَّ في تحكيم الشريعة المطهَّرة صلاح أمر الدنيا والآخرة والفوز بالسعادة الأبدية . فأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يشرح صدركم لذلك ويعينكم عليه، وأن يصلح لكم البطانة ، وأن يعيذنا مِن مضلات الفتن وبطانة السوء ونزغات الشيطان . إنه جواد كريم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المرجع: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (9/448-449) ط الإفتاء
45. أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني (ت1420هـ):
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في تعليقه على مختصر صحيح مسلم عند حديث أسامة بن زيد : يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملإ لأن في الإنكار جهارا ما يخشى عاقبته كما أتفق في الإنكار على عثمان جهارا إذ نشأ عنه قتله).
وسئل –رحمة الله تعالى- عن كيفية إقامة الحجة على الحكام ومن يقيمها عليهم وتعريف الحجة ؟
فأجاب – رحمه الله - : يقيمها أولا : أهل العلم . وثانيا : يقيمها بكتاب الله وحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعمل السلف الصالح . وتعريف الحجة كما قال ابن القيم – رحمه الله - :
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلافة سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه إلى آخره . فالحجة قال الله قال رسول الله ليس شيء آخر .
والكيفية ليست مباشرة ، المباشرة ليست ضرورية . لأن الرسول – عليه السلام – لما دعا ملوك الكفر إلى الإسلام - ما دعاهم مباشرة !! [بل] أرسل إليهم خطابا ، وأحيانا أرسل إليهم رسولا من طرفه – عليه السلام –. فليس من الضروري أن تكون الحجة قائمة مباشرة ، وإنما بواسطة، وبخاصة أن الآن لو اتصلنا مع الذي نريد أن نقيم الحجة عليه مباشرة فالحجة منا إليه [أن] نقدم ما قال الله وقال رسول الله . وبين الرسول – عليه السلام - الذي بلغنا شريعة الله أربعة عشر قرنا.
فإذاً في وسائط هنا لتبليغ الحجة، حتى لو اتصلنا مباشرة بالذي نريد أن نقيم عليه الحجة، فالمهم تبليغ الحجة إليه، إما بواسطة شخص يذهب إليه كما جاء في الحديث الصحيح : (أفضل الجهاد كلمة حق تقال أمام سلطان جائر). لكن هذا لو أُرسل إليه خطاب وبُينت له المسألة بأدلتها من الكتاب والسنة فقد أقيمت عليه الحجة. منقول بتصرف يسير من شريط سلسلة النور رقم468 .
46. أبو عبد الله محمد بن صالح العثيمين (ت1421هـ):
قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - : (فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلا لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور فهذا عين المفسدة وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنه بين الناس كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر والفتنة والفوضى وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها . فإن حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر ضاع الشرع والأمن لأن الناس إن تكلم العلماء ، لم يثقوا بكلامهم ، وإن تكلم الأمراء ، تمردوا على كلامهم وحصل الشر والفساد. فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان وأن يضبط الإنسان نفسه، وأن يعرف العواقب . وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام فليس العبرة بالثورة ولا بالانفعال، بل العبرة بالحكمة . ولست أريد بالحكمة السكوت عن الخطأ بل معالجة الخطأ ، لنصلح الأوضاع، لا لنغير الأوضاع ، فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها) .
وقال الشيخ - رحمه الله - في كتابه (مقاصد الإسلام ) عندما قرر أن النصيحة تكون للولاة سرا لا علانية وساق بعض الأدلة على ذلك ومنها هذا الحديث قال : (فإن كان الكلام في الملك بغيبة أو نصحه جهرا والتشهير به من أهانته التي توعد الله فاعلها بأهانته فلا شك انه يجب مراعاة ما ذكرنا _يريد الاسرار بالنصح ونحوه _لمن استطاع نصيحته من العلماء الذي يغشونهم ويخالطونهم، وينتفعون بنصيحتهم دون غيرهم ... إلى أن قال رحمة الله تعالى : فإن مخالفة السلطان فيما ليس من ضروريات الدين علنا ، وإنكار ذلك عليه في المحافل والمساجد والصحف ومواضع الوعظ وغير ذلك ليس من باب النصيحة في شيء ، فلا تغتر بمن يفعل ذلك ، وأن كان عن حسن نية ، فإنه خلاف ما عليه السلف الصالح المقتدى بهم والله يتولى الهدى).
وقال الشيخ – رحمة الله تعالى- في " لقاء الباب المفتوح " ( اللقاء الثاني والستون ) (ص 46) : ( إن إنكار المنكرات الشائعة مطلوب ولا شيء في ذلك. ولكن كلامنا على الإنكار على الحاكم مثل أن يقوم إنسان في المسجد ويقول مثلاً : الدولة ظلمت، الدولة فعلت ، فيتكلم في الحكام بهذه الصورة العلنية ، مع أن الذي يتكلم عليهم غير موجودين في المجلس ، وهناك فرق بين أن يكون الأمير أو الحاكم الذي تريد أن تتكلم عليه بين يديك وبين أن يكون غائباً ، لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف كانت حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم. الفرق أنه إذا كان حاضراً أمكنه أن يدافع عن نفسه ، ويبين وجهة نظره ، وقد يكون مصيباً ونحن المخطئون ، لكن إذا كان غائباً لم يستطع أن يدافع عن نفسه وهذا من الظلم ، فالواجب أن لا يتكلم على أحد من ولاة الأمور في غيبته ، فإذا كنت حريصاً على الخير فاذهب إليه وقابله وانصحه بينك وبينه )اهـ.
وقال أيضًا : فيكون الإنكار معلنا عند المصلحة ، والمصلحة هي أن يزول الشر ويحل الخير ، ويكون سرا إذا كان إعلان الإنكار لا يخدم المصلحة ، أي : لا يزول به الشر ولا يحل به الخير . ونحن نعلم أن ولاة الأمور لا يمكن أن يرضوا جميع الناس أبدا ، حتى إمام المسجد لا يستطيع أن يرضي جميع من يصلي خلفه . فبعضهم يقول : إنه يطيل ، وبعضهم يراه مقصرا ، وبعضهم يريد التبكير بالصلاة ، وبعضهم يريد التأخير ، فهذا بالنسبة لإمام المسجد فكيف بولاة الأمور التي ولا يتهم أوسع بكثير منه ؟
فإذا أعلن النكير على ولاة الأمور استغله من يكره اجتماع المسلمين …
فالحاصل أنه يجب على شباب الصحوة أن ينظروا إلى النصوص من جميع الجوانب ، وألا يقدموا على شيء حتى ينظروا عاقبته ، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) فاجعل هذا ميزانا لك في كل أقوالك ، وكذلك في كل أفعالك ، والله الموفق .
وسئل فضيلته هل يعني كلامكم السابق في مسألة الإنكار على الولاة أنه لا يجوز إنكار المنكرات الموجودة في المجتمع علنا ؟
الجواب : لا . نحن نتكلم عن الإنكار على الولاة وليس في إنكار المنكرات الشائعة .
فمثلا عندنا الآن منكرات شائعة مثل : الربا والميسر والتأمينات الموجودة عندنا أكثرها من الميسر ، والغريب أن الناس أخذوها بالقبول ، ولا تكاد تجد أحدا ينكرها مع أن الله سبحانه قرنها بالخمر والأنصاب والأزلام ، ولكن الناس أصبحوا الآن لا ينكرونها ، فلا تجد أحدا ينكر مثل تلك المعاملات ، تؤمن على سيارتك أو على بيتك ، تسلم أموالك ولا تدري هل تخسر أكثر أم أقل ، وهذا هو الميسر .
فأقول : إن إنكار المنكرات الشائعة مطلوب ولا شيء في ذلك ، ولكن كلامنا على الإنكار على الحاكم . مثل أن يقوم إنسان في ا لمسجد ويقول مثلا : الدولة ظلمت ، الدولة فعلت، فيتكلم في الحكام بهذه الصورة العلنية ، مع أن الذي يتكلم عليهم غير موجودين في المجلس. وهناك فرق بين أن يكون الأمير أو الحاكم الذي تريد أن تتكلم عليه بين يديك وبين أن يكون غائبا ، لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف كانت حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم ، الفرق أنه إذا كان حاضرا أمكنه أن يدافع عن نفسه ، ويبين وجهة نظره ، وقد يكون مصيبا ونحن المخطئون ، لكن إذا كان غائبا لم يستطع أن يدافع عن نفسه وهذا من الظلم ، فالواجب أن لا يتكلم على أحد من ولاة الأمور في غيبته ، فإذا كنت حريصا على الخير فاذهب إليه وقابله وانصحه بينك وبينه . [المرجع السابق]
47. أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي (ت1422هـ):
قال العلامة الوادعي – رحمه الله – في كتابه تحفة المجيب ص64 : فلا أنصح بالكلام في الحكام، ولكن يجب التثبت، فلا أنصح أحدًا بالاصطدام مع حكوماتهم ولسنا دعاة فتن، فالشعوب مسلمة والدائرة ستكون على رءوس المسلمين، ولا أجيز الثورات والانقلابات والخروج على الحكام، والشعوب محتاجة إلى أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ونواصي العباد بيد الله سبحانه وتعالى: {إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم}. سورة الرعد، الآية:11 .
وقال – رحمة الله تعالى-كما في كتابه تحفة المجيب عندما سئل ما هو مذهب السلف الصالح في معاملة الحكام؟. فكان مما أجاب :
معاملة السلف تكفينا، كما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على السّمع والطّاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان، وعلى أن نقول بالحقّ أينما كنّا لا نخاف في الله لومة لائم. ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشقّ عصاكم، أو يفرّق جماعتكم، فاقتلوه".
وقال – رحمه الله - في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ج4/508: باب النصيحة لولاة الأمر ثم قال : وقال الإمام أحمد – رحمه الله – ( جـ 5 / 183 ) : ثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة ثنا عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه أن زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحوا من النهار فقلنا : ما بعث إليه الساعة إلا لشيء سأله عنه فقمت إليه فسألته فقال : أجل سألنا عن أشياء سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم وقال من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له " وسألنا عن الصلاة الوسطى وهى الظهر . قال الشيخ – رحمه الله -: هذا حديث صحيح ورجاله ثقات وأما الصلاة الوسطى فالصحيح أنها العصر .
48. قال العلماء :
قال العلماء – رحمهم الله -: وأما ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر والخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد وهذا غلط فاحش وجهل ظاهر لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا كما يعرف ذلك من نور الله قلبه وعرف طريقة السلف الصالح وأئمة الدين . (نصيحة مهمة في ثلاث قضايا صـ30).
49. فتوى اللجنة :
وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء: ما حكم الدعاء على الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله؟.
فكان الجواب : تدعو له بالهداية والتوفيق وان يجعل الله على يده إصلاح رعيته فيحكم بينهم بشريعة الله .
50. صالح بن فوزان الفوزان :
سئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -: ما هو المنهج الصحيح في المناصحة وخاصة مناصحة الحاكم أهو التشهير على المنابر بأفعالهم المنكرة؟ أم مناصحتهم بالسر؟ أرجو توضيح المنهج السلفي في هذه المسألة؟ الجواب: العصمة ليست لأحد إلا النبي–صلى الله عليه وسلم – فالحكام بشر يخطئون ولا شك أن عندهم أخطاء وليسوا معصومين ولكن لا نتخذ أخطائهم مجالا للتشهير بهم ونزع اليد من طاعتهم حتى وان جاروا وان ظلموا حتى وان عصوا ما لم يرتكبوا كفرا بواحا كما آمر بذلك النبي –صلى الله عليه وسلم – وان كان عندهم معاص وعندهم جور وظلم فان الصبر على طاعتهم جمع للكلمة ووحدة المسلمين وحماية لبلاد المسلمين وفي مخالفتهم ومنابذتهم مفاسد عظيمة أعظم من المنكر الذي هم عليه لأنه يحصل ما وهو أشد من المنكر الذي يصدر منهم ما دام هذا المنكر دون الكفر ودون الشرك .
ولا نقول أنه يسكت على ما يصدر من الحكام من أخطاء لا... بل تعالج ولكن تعالج بالطريقة السليمة بالمناصحة لهم سرا والكتابة لهم سرا . وليست بالكتابة التي تكتب بالإنترنت أو غيره ويوقّع عليا جمع كثير وتوزع على الناس فهذا لا يجوز لانه تشهير ، هذا مثل الكلام على المنابر بل أشد فان الكلام ممكن ان ينسى ولكن الكتابة تبقى وتتداولها الأيدي فليس هذا من الحق . قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة. قلنا : لمن؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). رواه مسلم وفي الحديث( أن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وان تناصحوا من ولاه الله أمركم) رواه ابن حبان في الصحيح وأولى من يقوم بالنصيحة لولاة الآمر هم: العلماء وأصحاب الرأي والمشورة أهل الحل والعقد قال تعالى : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه ) النساء فليس كل أحد من الناس يصلح لهذا الأمر وليس الترويج للأخطاء والتشهير بها من النصيحة في شيء ولا هو من منهج السلف الصالح وان كان قصد صاحبها حسنا وطيبا وهو إنكار المنكر بزعمه لكن ما فعله أشد منكرا وقد يكون إنكار المنكر منكرا إذا كان على غير الطريقة التي شرعها الله ورسوله فهو منكر لأنه لم يتبع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم الشرعية التي رسمها حيث قال عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم وأحمد وأبو عوانه .
فجعل الرسول الناس على ثلاثة أقسام : منهم من يستطيع أن يزيل المنكر بيده وهو صاحب السلطة ولي الآمر أومن وكل إليه الأمر من الهيئات والأمراء والقادة . وقسم ينكر المنكر بلسانه وهو من ليس له سلطه وعنده قدره على البيان . وقسم ينكر المنكر بقلبه وهو من ليس له سلطه وليس عنده قدره على البيان. ا.هـ
51. أحمد بن يحيى النجمي :
سئل – حفظه الله - هل ورد في الكتاب أو السنة الإنكار العلني على الولاة من فوق المنابر ؟
الجواب : الحقيقة أن الإنكار العلني على الولاة أمر محدث ، ولم يكن من أصول السنة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئا من معصية الله ، فليكره ما يأتي ولا ينزعن يدا من طاعة "، وهكذا يقول نبي الهدى صلى الله عليه وسلم إذا فلا يجوز الإنكار العلني على المنابر ؛ لأن الإضرار التي تترتب عليه أكثر من فائدته، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالنصيحة لعامة المسلمين ولخاصتهم ، فقال كما في حديث تميم الداري رضي الله عنه : " الدين النصيحة ؛ الدين النصيحة؛ الدين النصيحة " قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" لكن النصيحة لأئمة المسلمين بأي صورة تكون، ينبغي أن تكون بصفة سرية ؛ وقد قال أسامة بن زيد رضي الله عنه لما قيل له ألا تكلم عثمان رضي الله عنه ، فقال:( أتضنون أني لا أكلمه إلا أن أسمعكم) يعني أني أكلمه سرا . إذا الأصل هكذا في السنة ، ومن يقف على المنبر ويقول : رسالة إلى الملك الفلاني ، أو إلى الوزير الفلاني أو ما أشبه ذلك ، فهو مخطئ بل يجب عليه إن كان يرى شيئا من المنكر؛ يجب عليه أن يرسل نصيحة سرية، فإن قبلت فليحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك ، وإن لم تقبل فليعلم أن ذمته قد برئت ، وليس عليه شيء بعد هذا . (أسئلة في المنهج للعلامة النجمي السؤال 5) .
والحمد لله رب العالمين
كتبه
العبد الفقير إلى عفو ربه :
خالد بن محمد الغرباني
- صنعاء –
.*.*.*.*.*.*.*.
الفهرس :
• مقدمة . أولا الأحاديث :
1. حديث أبي سعيد الخدري سعد بن مالك (ت74هـ):
2. حديث عياض بن غنم (ت20هـ):
3. حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث (ت52هـ):
4. حديث آخر لأبي بكرة :
5. حديث أم سلمة هند بنت أبي أمية (ت62هـ) :
6. حديث معاذ بن جبل (ت18هـ):
7. حديث أسيد بن حضير (ت21هـ):
8. حديث وأثر أبي ذر الغفاري جندب بن جنادة (ت32هـ):
9. حديث عوف بن مالك (ت73هـ):
10. حديث أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس (ت50هـ):
11. حديث أبي هريرة الدوسي(ت59هـ):
12. حديث وأثر أبي شريح العدوي خويلد بن عمرو (ت68هـ):
• ثانيًا : الآثار عن الصحابة ومن سار على نهجهم – رضي الله عنهم- :
13. أبو حفص عمر بن الخطاب (ت23هـ):
14. أبو الدرداء عويمر بن زيد (ت32هـ):
15. عبد الله بن مسعود (ت33هـ):
16. أسامه بن زيد (ت54هـ):
17. عبد الله بن عباس (ت68هـ):
18. أبو سعيد الخدري سعد بن مالك (ت74هـ):
19. أبو أمامة صدي بن عجلان (ت86هـ):
20. عبد الله بن أبي أوفى (ت87هـ):
21. أنس بن مالك (ت93هـ):
22. الحسن بن أبي الحسن البصري (ت110هـ):
23. أبو معبد عبد الله بن عكيم الجهني :
24. أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله (ت129هـ):
25. رسالات الإمام الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو (ت157هـ)
26. مالك بن أنس (ت189هـ):
27. سفيان بن عيينة (ت198هـ):
28. أحمد بن حنبل (ت241هـ):
29. سهل بن عبد الله التستري (ت283هـ):
30. محمد بن يوسف بن معدان (ت286هـ):
31. سعيد بن إسماعيل أبو عثمان الواعظ (ت298هـ) :
32. أبو بكر محمد بن الحسين الآجري (ت360هـ):
33. أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري (ت463هـ):
34. أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (ت597هـ):
35. عثمان بن عبد الرحمن أبو عمرو ابن الصلاح (ت643هـ):
36. أبو زكريا يحيى بن شرف النووي (ت676هـ):
37. شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (ت728هـ):
38. أبو عبد الله محمد بن مفلح المقدسي (ت763هـ):
39. أحمد بن إبراهيم النحاس (ت814هـ):
40. محمد بن علي الشوكاني (ت1255هـ):
41. عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت1376هـ):
42. محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت1389هـ):
43. عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
44. أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني (ت1420هـ:
45. أبو عبد الله محمد بن صالح العثيمين (ت1421هـ):
46. أبو عبد الرحمن مقبل الوادعي (ت1422هـ):
47. قال العلماء :
48. فتوى اللجنة :
49. صالح بن فوزان الفوزان :
50. أحمد بن يحيى النجمي