08-23-2014, 03:00 PM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,232
|
|
تحليل بلاغي لمطلع سورة "ق"
{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)
بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2)
أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3)} [ق : 1 - 3]
هذا المطلع العجيب اشتمل على وجوه من البلاغة أحصيت منها:
1-الحذف
2-الإضمار في موضع الإظهار
3-الإظهار في موضع الإضمار
4-الاحتباك
5-رد الصدر على العجز
6-المقابلة.
وسيأتيك تفصيل ذلك كله إن شاء الله.
أولا: بلاغة الاحتباك
في هذا المطلع حذف هو بلا شك من ابتكار القرآن ( حذف شبيه بالاحتباك المعروف دون أن يكون إياه):
فقد ذكر من القسَم شقه الأول،
ومن تركيب الإضراب شقه الثاني.
فيكون في الآيتين احتباك في التركيب وليس في الدلالة ،إذ ليس للمذكور علاقة دلالية بالمحذوف، فيستحضر بالحاضر الغائب ، كما هو الشأن في الاحتباك المعنوي المعهود، أو فلتقل:
إن الحذف والذكر في الاحتباك يكون في نظام رباعي ، ولكنه هنا في ثنائيتين منفصلتين...
"ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ"...
المقسم به يحتاج إلى جواب ،والعبارة المجاورة "بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ" لا تصلح لأن تكون جوابا أو لتسد مسده..-وإن قال به نحاة الكوفة-
وكذلك في تركيب الإضراب ،فإن ما قبل "بل" لا يصلح أن يكون مضروبا عنه...
فيتحصل أن هنا تركيبين مشطورين: حذف من الأول آخره، ومن الأخير أوله..
فهذا احتباك..
فإن قلت لم يجب أن يكون جواب القسم مجاورا لفعل القسم !
قلت لا يصح في البلاغة إلا التجاور، كما سنرى في تمام الكلام عن بلاغة الحذف. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|