شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة المتنوعة ------------ رمضان
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف خالد محمد فتحي 14 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سمير البشيري المنشد 3 سور الحجرات و التغابن و عبس برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبد الله السالم 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن قاري سورة السجدة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف فيصل عبد الرحمن الشدي 11 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف القارئ الشيخ اسماعيل الشيخ 12 سورة مصحف مرتل رواية حفص عن عاصم برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد المهنا 3 سور الرعد و ابراهيم و الحجر برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف ايمن شعبان الدروى 20 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سلطان الذيابي 11 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف صالح العمري جزء تبارك كامل 11 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 07-07-2014, 11:00 PM
منتدى الطريق الى الله منتدى الطريق الى الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 223
افتراضي شدة الحر واستقبال رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم







الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأعوانه.

أما بعد:

فيا أيها الناس:


اتقوا الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واحذروا أسباب سخط الجبار فإن أجسامكم على النار لا تقوى، يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - مكفرات ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر)[1]، جاء في هذا الحديث شرط، والشرط إذا لم يتوفر ينتفي المشروط، اشترط أن هذه الفروض الثلاثة لا تكفر الذنوب إلا إذا اجتنبت الكبائر، والكبائر كثيرة لا يسعها هذا المقام، وحدَّها بعض العلماء أنها ما توعد عليه بغضب الله أو سخطه، ومن أعظمها التكاسل عن الصلاة المكتوبة مع جماعة المسلمين، ومنها الفطر في رمضان لغير عذر لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أفطر يومًا من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن صامه))[2].


ولما أنعم الله على عباده بالمال وسعة الرزق استعمله البعض في معصية الله - نعوذ بالله مما يوجب سخطه وعقابه - كمن يسافر إلى بلدان الكفار لغير حاجة ضرورية، وخصوصًا في شهر رمضان، فقد تبرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مسلم بات بين أظهر المشركين، وأمر المسلمين أن لا ترآى ناراهما إلا في حرب، فكيف بالذي يسافر إلى بلدان الكفار في شهر رمضان يشاهد المنكرات ولا يرى جماعة ولا جمعة في شهر تضاعف فيه الأجور، وتعتق فيه رقاب العبيد من النار، فكيف يرضى المؤمن لنفسه مفارقة المسلمين والجمعة والجماعة وسماع داعي الله يدوي من المآذن "الله أكبر الله أكبر... حي على الصلاة حي على الفلاح"، يرضى بمجاورة أعداء الله، أصحاب الجحيم، الذين تحلُّ عليهم لعائن الله وغضبه في كل ساعة، كل ذلك ربما يكون هروبًا من الحر والصيام فيه، أما علم هؤلاء أن نار جهنم أشد حرًّا لو كانوا يفقهون.



جاء في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أَكُلُ بعضي بعضًا! فأَذِن الله لها بنَفَسَيْن، نَفَسٌ في الشتاء ونَفَسٌ في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير)[3]. فإذا كان ما نحن فيه من شدة هذا الحر من نفس جهنم فكيف بمن يطرح فيها؟ وكيف حال مَن تطبق عليه؟ وكيف حال من حظّه الخلود فيها؟ أجارنا الله وإياكم ووالدينا وجميع المسلمين منها.


فيا عباد الله:

قوا أنفسكم نار جهنم التي أوقد عليها ألف عام حتى احمرَّت، ثم ألف عام حتى ابيضَّت، ثم ألف عام حتى اسودَّت، جاهدوا أنفسكم على طاعة الله، فلا نجاة لأحد من هذه النار إلا بامتثاله أوامر الله والابتعاد عمَّا نهى عنه، جاء في الأثر أن جبريل - عليه السلام - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "والذي بعثك بالحق، لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعاً من حرِّه"[4]، وقد أقسم الله تبارك وتعالى على الخليقة بورود جهنم فقالت تعالى: ? وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ? [مريم: 71-72]؛ فالورود محتَّم على كل أحد، وأما الخروج منها فخاصٌّ بالمتَّقين، فاتقوا الله عباد الله بفعل ما أوجبه عليكم الله من صيام وزكاة وصلاة وحج، لعله ينجيكم من ناره وتفوزوا بجنته.
والحمد لله رب العالمين.



الخطبة الثانية



عباد الله:


اتقوا الله حق التقوى وتمسَّكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واحذروا ما يغضب الله عليكم فإن من أغضب الله عذبه بالنار، وليست لأحد جلد على نار جهنم أعاذنا الله منها ووالدينا وجميع المسلمين، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزء من حر جهنم))[5]، فإذا كان هذا الحر الشديد الذي جعل الأخضر يابسًا والماء البارد حميمًا، يشتت الناس لالتماس المصايف فرارًا منه - نَفَسًا من أنفاس جهنم، ولا يعلم أين مصدره أقريب أم بعيد، فكيف يا عباد الله بمن يقذف به في نار جهنم يتقلب بين السعير والزمهرير؟!

سئمنا هذه الأيام من شدة الحر ونحن في الظلال بين المكيفات والبساتين، نبرد أجوائنا بالثلج والمبردات وجلودنا بالماء حفاظًا على الحياة التي لا تعدو أن تكون أيامًا أو لحظات، فالسعيد من كان هذا الحر مذكرًا له بنار جهنم، ويسعى في فكاك نفسه ونجاتها، ويعمل صالحًا يقيه من النار ودركاتها.

في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر أن الملائكة الذين يلتمسون مجالس الذكر، وأن الله - عز وجل - يسألهم وهو أعلم بهم: مم يستجيرونني؟ فيقولون: من النار، فيقول تعالى: وهل رأوها؟ فيقولون: لا، قال: فكيف لو رأوها؟ ثم يقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوني، وأجرتهم مما استجاروني[6].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أَجِرْه من النار))[7].

روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إذا كان يوم حار، فإذا قال الرجل لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم، قال الله لجهنم: إن عبدًا من عبيدي استجارني من حرك، وأنا أشهدك أني قد أجرته، وإذا كان يوم شديد البرد، فقال: لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم، اللهم أجرني من زمهرير جهنم، قال الله لجهنم: إن عبدًا من عبيدي استجارني من زمهريرك، وأنا أشهدك أني قد أجرته. قالوا: وما زمهرير جهنم؟ قال: بيت يلقي فيه الكافر؛ فيتميز من شدة برده))[8]. نعوذ بالله من حر جهنم وسعيرها وزمهريرها.




عباد الله:

أيام رمضان ولياليه موسمٌ لمن وفقه الله فيه، الحسنات فيه مضاعفة، والدعوات فيه مستجابة؛ فعليكم بالمبادرة بالأعمال الصالحة؛ لتقوا أنفسكم نار جهنم، فإنه لا جلد لكم عليها ولا ثَمَّ وقاية إلا بالأعمال الصالحة، وفق ما نطق بذلك الكتاب والسنة، قال الله تعالى: ? وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ? [آل عمران: 131 ، 132].
اللهم برحمتك نستغيث ومن عذابك نستجير.
والحمد لله رب العالمين.






[1] صحيح مسلم (233).

[2] سنن أبي داودح (2396).

[3] صحيح البخاري (3087)، وصحيح مسلم (2580).

[4] المعجم الأوسط ج 3/ 90 (2583) قال الهيثمي في المجمع (10/387): رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسلام الطويل وهو مجمع على ضعفه.

[5] مسلم (2843).

[6] انظر صحيح البخاري حديث 6408، ومسلم حديث 2689.

[7] أخرجه الحاكم في مستدركه 1/ 717ح/ 1960.

[8] صحيح ابن حبان (1034).







ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 08:44 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات