في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (15)
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾
الشيخ عبدالله محمد الطوالة
ليلةٌ مميزةٌ.. وذاتُ طَابَعٍ خَاصٍ وفريدٍ.. سمُيت بهذا الاسمِ الجميلِ، لعلو قدْرِهَا، وعِظَمِ شَرفِها، وكثرةِ بركتها.. ولأنَّ الوحيَ بدأَ نُزولُهُ فيها، ولأنَّ اللهَ تعالى يُقدَّرُ فيها مقَادِيرَ السنةِ كُلِّهَا.. تأملْ قولهُ تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا.. ﴾ [الدخان: 3 - 5]..
فهي إذن ليلةٌ عظيمةُ القدْرِ، عاليةُ المكانةِ، نفِيسَةُ القيمةِ.. قالَ اللهُ تعالى عنها: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾، أي أنَّ العمَلَ الصَالحَ فيها، يُضاعفُ أضعَافاً كثيرةً، حتي يكونَ خيراً من عملِ ألفِ شهرٍ ممَّا سِواها.. وحتى تَكونَ السَّاعةُ الواحِدةُ مِنها، خيرٌ من مائة شهرٍ مما سِواها..
وكُلُّ هذا من بركةِ القُرآنِ العظِيمِ: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ﴾.. تأمَّل جيداً:
فلقد نَزلَ القرآنُ الكريمُ بواسطةِ جِبريلَ عليه السلام، فأصبحَ خيرُ الملائكةِ وأفضَلُهم.. ونزلَ القرآنُ الكريمُ على نبينا الكريم r، فأصبحَ خيرُ الأنبياءِ والمرسلينَ وأفضَلُهم..
ونزلَ القرآنُ الكريمُ في شهرِ رمضانَ المبارك، فأصبحَ خيرُ الشُهورِ وأفضَلُها..
ونزلَ القرآنُ الكريمُ في ليلة القَدْرِ، فأصبَحت خيرُ الليالي وأفضَلُها..
ونزلَ القرآنُ الكريمُ على أُمّةِ الإسلامِ، فأصبحت خيرُ أمَّةٍ أُخرِجَت للناسِ..
ووالله ما نَزلَ هذا القرآنُ العظيمُ في قلبِ مُسلمٍ فتدبَرهُ وتُعلَّمَهُ وعلَّمَهُ وعَمِلَ بهِ، إلَّا أصبحَ خيرَ النَّاسِ.. بنصِ الحديثِ الصحِيحِ: "خيرُكم منْ تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ"..
اللهم فقِهنا في الدِّين.. وأجعلنا هُداةً مُهتدِين.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك