بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة : الإيمان إذا ذكر وحده دخل فيه الإسلام ، قال الله تعالى : ( وبشر المؤمنين ) بعد أن ذكر ( تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ) .
أما إذا ذكرا جميعاً فيفترقان ، فيفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح ، والإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها .
ويدل على التفريق قول الله عزوجل : ( قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) .
إشكال :
فإن قال قائل : في قولنا إذا اجتمعا افتراقا إشكال ، وهو قول الله تعالى في قوم لوط : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) . فعبر بالإسلام عن الإيمان ؟
فالجواب : أن هذا الفهم خطأ وأن قوله : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين ) يخص المؤمنين وقوله : ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) يعم كل من كان في بيت لوط ، وفي بيت لوط من ليس بمؤمن ، وهي امرأته التي خانته وأظهرت أنها معه وليست كذلك ، فالبيت بيت مسلمين ، لأن المرأة لم تظهر العداوة والفرقة ، لكن الناجي هم المؤمنون خاصة ، ولهذا قال : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين ) . وهم ما عدا هذه المرأة ، أما البيت فهو بيت مسلم .
شرح الشيخ العثيمين للأربعين النووية -بتصرف- ص72 ـ 73 .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك