06-06-2016, 06:46 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 377,285
|
|
كيف نجمع بين إخباره تعالى بتخليد قاتل المؤمن في النار وبين مغفرته للذنوب إلا الشرك ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم وسدد خطاكم
كيف نجمع بين قوله تعالى :(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
ما معنى الخلود هنا ؟
وقوله تعالى :
(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء )
وفقكم الله وحفظكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الآية الأولى – في قَتْل النفس المعصومة - مِن آيات الوعيد ، والعلماء يَسلكون أمام نصوص الوعيد التي مثل هذه مسالِك :
1 - أن تكون الآية في المستحِلّ للقَتْل ؛ فيكون كافرا باستحلال ما حَرّم الله ، ويكون الخلود على بابه .
2 – أن يكون المقصود بالخلود : طُول الْمُكْث ، مثل ما جاء في آية الربا : (فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .
3 – أن يكون ما في الآية الأولى مما تُوعِّد به القاتِل ، وقد يَقَع وقد لا يَقَع ؛ لأن الله عَزّ وَجَلّ قال : (فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ) ، وعقيدة أهل السنة والجماعة أن مرتَكِب الكبيرة تحت مشيئة الله : إن شاء غفر له ، وإن شاء عذّبه .
4 – أن لا تُفسّر ولا يُذكر معناها ؛ لأنها مِن نصوص الوعيد ، وعدم تفسيرها أردَع للنفوس ، وأبلغ في الزّجر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَقَدْ نُقِلَ كَرَاهَةُ تَأْوِيلِ أَحَادِيثِ الْوَعِيدِ عَنْ سُفْيَانَ ، وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَجَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ . اهـ .
وأما الآية الثانية في مغفرة ما دُون الشِّرك ؛ فهي مُقيّدة بالمشيئة (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) ؛ وهذا كما تقدّم : أن مرتَكِب الكبيرة تحت مشيئة الله : إن شاء غَفر له ، وإن شاء عذّبه ، ولا يخلُد في النار مُوحِّد .
وقد سَاق ابن القيم الأقوال في قبول توبة القاتِل ثم قال : والتحقيق في المسألة أن القَتل يتعلق به ثلاثة حقوق :
حقّ لله ، وحقّ للمقتول ، وحقّ للوَلي . فإذا سَلَّم القاتل نفسه طَوعا واختيارا إلى الوَلي ندما على ما فعل ، وخوفا مِن الله ، وتوبة نصوحا ، سَقَط حق الله بالتوبة ، وحقّ الوَلي بالاستيفاء أو الصُّلح أو العَفو ، وبَقِي حق المقتول يُعوّضه الله عنه يوم القيامة عن عبده التائب الْمُحْسِن ، ويُصلِح بينه وبينه ، فلا يَبطل حق هذا ، ولا تبطل توبة هذا . اهـ .
وسبق الجواب عن :
سؤالي يتعلق بجرائم القتل وإزهاق الأرواح ، فهل لقاتل النفس مِن توبة ؟
سؤالي يتعلق بجرائم القتل وإزهاق الأرواح فهل لقاتل النفس من توبة، قتل النفس - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
ما تفسير الآية : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ) ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=79360
هل يُخلّد القاتل في نار جهنّم حتى لو تاب ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=38709
هل صاحب الكبيرة يُخلّد في النار ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=22447
ما رأيك بمن يقول أن الله لم يخلق الإنسان ليعذبه ولن تخلد النفوس بالنار ؟
http://almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=1&ref=1260
هل نقول للناس إن القاتل مخلد في النار ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=42336
سؤال عن الجهنميين ، وعن قبض أرواح الحيوانات
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=25361
ما صحة ما قيل عن أرجى آية ، وأن الله يغفر كل الذنوب حتى العقوق وترْك الصلاة
ما صحة ما قيل عن أرجى آية وأن الله يغفر كل الذنوب حتى العقوق وترْك الصلاة - مُنْتَدَيَاتُ مِشْكَاة
ما الدليل على استثناء الشرك الأصغر من الآيات والأحاديث التي يُذكَر فيها الشِّرْك ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=96736
هل دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته بالمغفرة تعني أن الله لن يحاسبهم يوم القيامة ؟
هل دعاء الرسول لأمته بالمغفرة تعني أن الله لن يحاسبهم يوم القيامة ؟ - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
قال لي شخص بأن مَن فَعل كبيرة فهو خالد في النار ، فبماذا أرد عليه ؟
قال لي شخص بأن من فعل كبيرة فهو خالد في النار فبماذا أرد عليه ؟ - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|