06-06-2016, 06:46 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 377,285
|
|
رفقا بالقوارير
يشتهر بين الناس حديث:«رفقاً بالقوارير» ويفهمون منه أمر النبي ؟ بالترفّق بالنساء.
فما صحّة هذا الحديث؟ ولماذا شبه النبي ? النساء بالقوارير؟
الجواب:
أما عن الصحة فالحديث صحيح متفق عليه: رواه الإمام البخاري في صحيحه في ستة مواضع أولها في كتاب الأدب، باب ما يجوز من الشِّعر والرَّجَز والحُداء وما يُكره منه (6149)، والإمام مسلم في كتاب الفضائل، باب رحمة النبيّ للنساء وأمر السوّاق مطاياهُنّ بالرفق بهنّ (2323)، عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه.
ورواه أيضاً الإمام أحمد في مسنده في مواضع متعددة من مسند سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه (تتبّعتُه في تسعة مواضع، منها: 12041و 12090و 12165و 12761 وغيرها)، كما رواه في مسند أمه السيدة الصحابية الجليلة أم سُلَيْم بنت مِلْحان الأنصارية رضي الله عنها(27116).
ولأن فيه تشبيهاً فقد رواه الإمام الرّمَهُرْمُزي في كتابه ((أمثال الحديث المرويّة عن النبي صل الله عليه وسلم)) عن أنس وأمه أيضاً رضي الله عنهما: برقم 87و88 من الطبعة المليئة بالتحريف بتعليق أحمد تمام الصادرة في بيروت عن مؤسسة الكتب الثقافية!!
والحديث ورد بعدة ألفاظ متقاربة, منها: «ارفُقْ - يا أَنْجَشَةُ وَيْحك - بالقوارير»، «رويداً يا أنجشة، لا تكسِرْ القوارير»، «أيْ أنجشة، رويدَك سَوْقَك بالقوارير», ونحوها من الألفاظ القريبة منها.
وورد في بعض روايات الحديث ذِكْر سببه وهو أن أنجشة وهو صحابي حبشي أسود حَسَن الصوت – اتخذه النبي صل الله عليه وسلم سوّاقاً لنسائه- كان يسوق بهن مرة في سفر وكانت أم سُلَيْم راكبة معهن وكان يحدو - وكان حَسَن الصوت بالحُداء - فاشتد في السِّياقة فلما رأى منه صل الله عليه وسلم ذلك أمره بالترفُّق بالنساء.
من فوائد الحديث:
1. ما قاله الإمام النووي رحمه الله في «شرح صحيح مسلم»: المراد بالحديث الرفق في السيرلأن الإبل إذا سمعت الحُداء ـ وهو ضرب من الغناء في السفر ـ أسرعت في المشي واستلذَّتْه فأزعجت الراكب وأتعَبَتْه فنهاه عن ذلك.
2. تشبيه النبي صل الله عليه وسلم النساء بالقوارير لرقّتهن ولطافتهنّ مما يستدعي مراعاة ذلك في التعامل معهن. قال الإمام ابن الأثير في جامع الأصول 173 أراد بالقوارير النساء وشبَّهَهُنّ بالقوارير لأن أقل شيئ يؤثر فيهن.
3. أن من تعاليم الإسلام وأخلاق النبوة تجنُّب الغِلظة والعنف والقسوة في التعامل مع النساء؛ وما أحوج الكثير الكثير من الرجال في مجتمعاتنا الإسلامية إلى خُلُق الرحمة واللطف مع النساء ! مما يدل على عدم العمل بهذا الإرشاد النبوي وعدم مراعاة طبيعة ورقة النساء، وكذلك يدل على أن نتيجة ضعف التديّن الصحيح غلبَةُ الأمزجة والأعراف الجاهلية على حساب التحقّق بالأخلاق التي يأمر بها الإسلام.
وما أوحش ما يقعون فيه من العنف ـ في التعابير أو في المعاملة ـ مع زوجاتهم! وأغلظ قلوبَهم معهنّ!
فيقتضي العلم بهذا الحديث العمل بإرشاده وتغيير سلوك العنف والغلظة إلى احترام ورحمة.
وللشيخ الصالح الفقيه بركة مدينة حماة وسائر بلاد الشام الشيخ محمد الحامد رحمه الله رسالة نافعة بعنوانرحمة الإسلام للنساء) يُستحسن الاستفادة منها.
وللحديث فوائد أخرى كثيرة استقصاها الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» 543:10 ـ 546 فليُرجع إليها. والحمد لله رب العالمين.
vtrh fhgr,hvdv
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|