06-06-2016, 06:46 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
حب الأنبياء عليهم الصلاة و السلام لله عزوجل
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى عن المؤمنين (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) (المائدة:54)، وقال تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ) (البقرة:165). فإذا كان هذا في حق المؤمنين فإنَّ الأنبياء أولى من المؤمنين بحبِ اللهِ عزوجل وكذا أولى بحبِه سبحانه وتعالى لهم بل هم أشدُ حبًا لله عزوجل من المؤمنين وكذا الله أشدُ حبًا لهم من حبه للمؤمنين. فالله الملك العظيم خلقهم فطَهَّرَهُم، روى أنس بن مالك رضي الله عنه :(أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أتاهُ جبريلُ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ يلعَبُ معَ الغلمانِ، فأخذَهُ فصرعَهُ فشقَّ عن قلبِهِ، فاستَخرجَ القلبَ، فاستَخرجَ منهُ علَقةً ، فقالَ : هذا حظُّ الشَّيطانِ منكَ ، ثمَّ غسلَهُ في طَستٍ من ذَهَبٍ بماءِ زمزمَ ، ثمَّ لأَمَهُ ، ثمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ ، وجاءَ الغِلمانُ يسعَونَ إلى أمِّهِ ( يَعني ظئرَهُ ) فقالوا : إنَّ محمَّدًا قد قُتِلَ ، فاستَقبلوهُ وَهوَ مُنتقعُ اللَّونِ ، قالَ أنسٌ : وقد كنتُ أرى أثرَ ذلِكَ المِخيَطِ في صدرِهِ) ( الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 162 خلاصة حكم المحدث: صحيح.)، و قال تعالى عن عيسى عليه السلام (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا) (مريم: 19)، وقال تعالى عن يحي عليه السلام (يَا يَحْيَ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا) (مريم: 12-13). فأحَبَّهم، قال تعالى عن موسى عليه السلام: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طه: 39)، وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام :(قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) (مريم: 47)، وقال تعالى عن إسماعيل وإدريس عليهما السلام (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ ) (الأنبياء: 85-86 )، وقال تعالى عن لوط عليه السلام :(وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) (الأنبياء: 74-75). فاصطفاهم، قال تعالى عن موسى عليه السلام: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ) (طه: 13)، وقال تعالى عن عيسى عليه السلام: (إنّي عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا)، وقال تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم :(وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ) (القصص: 86). فأحبوه، قال تعالى عن موسى عليه السلام :(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) (طه: 84)، قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام :( فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ) (الشعراء: 77-81)، وقال تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران: 31)، وقال تعالى عن المؤمنين أتبَاعِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم :(وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ غ— ) (البقرة: 165). فأرسلهم رحمةً للعالمين، قال تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم :(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107)، وقال تعالى عن موسى وهارون عليهما السلام :(فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى) (طه: 47)، وقال تعالى عن عيسى عليه السلام: (قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا) (مريم: 21). كي يُثبتوهم على فطرة التوحيد والإيمان بخالقهم ويحفظونهم من الضلال والتيهان في ظلمات الكفر والإشراك والجحود بإرشادهم وهدايتهم إلى صراط الحق المستقيم، قال تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران: 64)، وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام :(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا) (مريم: 43) ، وقال تعالى عن موسى عليه السلام: ( قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) (طه: 49-50)، وقال تعالى عن عيسى عليه السلام :(وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) (مريم: 36).
أمَّا سببُ حب الأنبياء لله عزوجل هو:
1) أنَّ الله عزوجل هو الملك العظيم مالك الملك، مالك الدنيا والآخرة وما فيهما الذي رزقهم وأنعم عليهم منهما. قال تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى) (الضحى:4) وكذا قوله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (الضحى:5) ، وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (البقرة:126)، وقال تعالى عن موسى عليه السلام (فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) (القصص:24)، وقال تعالى عن عيسى عليه السلام (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي) (المائدة:110).
2) أنَّ الله عزوجل هو الخالق العظيم الذي خلقهم وكرمهم بالبنوة لآدم عليه السلام وبالنبوة. قال تعالى عن آدم عليه السلام (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) (البقرة:34)، وقال تعالى عن بني آدم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) (الإسراء 70)، وقال تعالى على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) (مريم:58).
3) إنَّ الأنبياء الطاهرون يحبون الله عزوجل لأنه سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى والخير كله في يديه والشر ليس إليه ويأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر. لأنهم يعلمون أن الخير يؤلف بين الحباء كما أن الشر يفرق بينهم. قال تعالى (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (طه:8)، وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (النحل:90)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (... والخير كله في يديك والشر ليس إليك ...) (الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 3422 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 10817)
4) أنَّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يحبون الله عزوجل فيطيعونه طمعًا في رحمته كي يرضى عنهم ويُقربهم إليه لأنهم يعلمون أنَّ الحبيبَ يُرضي حبيبَه ويُقربه إليه. قال تعالى عن زكريا عليه السلام وأهل بيته (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء:90)، وقال تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (الضحى:5)، وقال تعالى عن عيسى عليه السلام (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (آل عمران:45)، وقال تعالى عن موسى عليه السلام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا) (الأحزاب:69)، وقال تعالى (إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (آل عمران:33)، وقال تعالى عن النبيين عليهم الصلاة والسلام (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) (مريم:58). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لن يدخلَ أحدٌ منكمُ الجنَّة بعملِه قيل: ولا أنتَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ولا أنا إلَّا أن يتغمَّدنِيَ اللَّهُ برحمةٍ منْهُ وفضلٍ) (الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : الرد على البكري الصفحة أو الرقم: 461 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )
5) أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يحبون الله فلا يعصوه خشية من عقابه كي ينجيهم من عذابه لأنهم يعلمون بأنَّ الحبيب لا يُعذب حبيبه. قال تعالى عن يونس عليه السلام (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء:87)، قال تعالى عن آدم عليه السلام (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف:23)، وقال تعالى عن نوح عليه السلام (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ) (هود:47)، (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (القصص:16).
6) يحبون الله عزوجل فيخلصون العبادة له لأنَّ الحبيب مخلص لحبيبه. قال تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي) (الزمر:14)، وقال تعالى عن يوسف عليه السلام (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) (يوسف:24).
إذًا خلاصة القول أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يحبون الله سبحانه وتعالى خالقهم وملكهم ومُصطفيهم لعظمته فهو الذي ليس كمثله شيء، ولأنه المتصف بالأسماء الحسنى، ولأنَّه هو مالك المُلك الذي يملك المخلوقات كلها فهو خالقها، ولأنَّه أنعم عليهم بالخلود في الجنة ونجاهم من الخلود في جهنم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: أخوكم خالد صالح أبودياك.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|