الطب في الجزيرة العربية
د. عبد العزيز اللبدي
قد عرف العرب الكثير من الأمراض الباطنية والأمراض الجلدية والأورام ويذكر الألوسي في "بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب" الكثير من الأمراض والتي ما زال الكثير منها يحتفظ باسمه كاليرقان والبهاق والحصبة والجدري والناسور والباسور والمغص والاستقساء والثؤلول وحصى الكلى وغيرها كثير.
كما عرفوا بط الجروح والحجامة (التشطيب السطحي) والفصد (الجرح العميق) والكي بالنار.
كما عرفوا الكثير من النباتات والأعشاب الطبية المحلية والمستوردة والأملاح الطبية وعرفوا نظرية الأخلاط في اليونان التي تقول أن هناك أربعة أخلاط تكون العناصر الأساسية في جسم الإنسان.
هناك أربعة أخلاط تكون العناصر الأساسية في جسم الإنسان. وهي في توازن وأي انحراف أوعدم توافق فيما بينها تحدث الأمراض :
- وهي الدم الذي يأتي من القلب
-والبلغم الذي يأتي من الدماغ،
-والصفراء التي تأتي من المرارة ويوزعها الكبد
-والسوداء وتأتي من الطحال والمعدة.
وقد جاءت المعلومات الطبية في الإسلام لتشكل قفزة في تراث المعلومات الطبية المتوافرة وارتكزت على عدة نقاط:
1- معلومات أساسية عن خلق وتطور الإنسان ووظائف الأعضاء "إنا خلقنا الإنسان من نطفة امشاج", "يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث، فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى"
2- تعزيز الطب اللاهوتي وقد تحولت النظرية من عبادة الأوثان والآلهة المختلفة إلى عبادة الله وحده، وتحول الناس في طلباتهم وخوفهم من هذه الآلهة إلى الله. "واذكر أيوب إذ نادي أني مسني الشيطان بنصب وعذاب" "فاستجبنا له فكشفنا ما به ضر، وأتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعبادين" سورة الأنباء 84. وقد وردت في الأحاديث عن الرقى في علاج الجروح واللذغات المختلفة والآلام وفي الحديث أن رسول الله (ص) قال "خير الدواء القرآن"(7).
3- تعليمات وقائية تبدأ من الوضوء والصيام والحث على الاعتدال قال تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" صورة الأعراب/ 31. وقال رسول الله (ص ) " إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً"(8) وقال رسول (ص) "إذا سمعتم بالطاعون وأنتم بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها". وفي كتاب الطب النبوي لابن تيم الجوزية تفصيل لكثير من التوجيهات الصحية للعيش.
4- الحض على التداوي إذ قال رسول الله (ص) "يا عباد الله أن الله خلق الداء والدواء فتداووا عباد الله" وقد مرض رجل على عهد النبي (ص) فقال صلى الله عليه وسلم "ادع له الطبيب" قالوا يا رسول الله تعني الطبيب؟ قال نعم(9) وقال (ص) "العلم علمان – علم الأديان وعلم الأبدان".. والأحاديث النبوية المتعلقة بالصحة على كثرتها فإنها ليست توجيهات ربانية كما يقول ابن خلدون . "فإنه إنما بعث العلم ليعلم الشرائع ولم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العادات وقد وقع له في شأن التلقيح ما وقع فقل "أنتم اعلم بأمور دنياكم" فلا ينبغي أن يحمل شيء من الطب الذي وقع في الأحاديث النبوية على أنه مشروع فليس هنالك ما يدل عليه،
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك