02-24-2016, 02:25 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 377,285
|
|
خاطرة حول القرآن
ما أعظم الفرقان مورد الظمآن ودليل الحيران وجامع ما تشتت من عزمات الكسْلان، تضيق بالعبد الدنيا بما رحبت وتتخطفه الشياطين وينال قلبَه من سياط الغفلة ما الله به عليم، فيفتح كتاب ربه ويتلو الآيات البينات فيقشعر الجلد ، وتتهاطل الدموع الحارقة للذنوب من مقلتيه، ويلين القلب ويستجمع القوى ويبصر الطريق من جديد ويواصل المسير إلى رب الأرباب.
أيها الأحباب "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" نعم هي أقوم والحائد عن سبيلها ستبيض الهموم في قلبه وتفرخ، فخذوا الكتاب بقوة، وامنحوه نفيس الأوقات، اجعلوه أنيسكم في الرخاء وعند حلول الخطوب المدلهمات.
إذا تسلط الظالم واستكبر المستكبر وطغى الطاغية وكذب المكذب واستهزأ المستهزئ فعانقِ النور والهدى بقلبك وتلقَّ مواعظه بتدبر وخضوع واستكانة "وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا"؛ يا الله ما أعظمها من قوة، بالقرآن يُجعل بينك وبين المحادين لله حجاب مستور لا يقوى أحد على تخطيه وتجاوزه مهما بغلت شدته وقوته.
ما أعظم تلك الساعة التي يختلي فيها كل حبيب بحبيبه، وتهدأ الجفون ويغشى الكون السكون، فيفزع المؤمن إلى مصلاه ويصف قدميه راكعا ساجدا بين يدي مولاه باثا شكواه، رافعا أكف الضراعة، مناجيا ربه بكلامه.
واعلموا أحبتي في الله أن نعمة العيش بالقرآن عظيمة والحصيف مؤثر لبقاء النعمة بدوام الشكر، والطائش السبهلل الذي أقبلت عليه النعم فكفرها.
أوراد القرآن ثقيلة على النفس مُمِضَّة لاسيما في البدايات، لكن الصبر على لظى البدايات مفض إلى برْد العيش في النهايات، ومن خطب الحسناء لم يغليه المهر.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|