02-09-2016, 07:05 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
أدب التعامل مع الضيف في الاسلام
الضيف هو كل من ينزل علي الإنسان في بيته سواء كان من أقاربه ومعارفه أم لا .
- آداب التعامل مع الضيف :
1- إحسان ضيافته عند إقامته عنده للمسلم وغيره .
وهذا ما أمر به النبي r المؤمنين " " فعن أبي شريح عن النبي r قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته قالوا : وما جائزته قال : يوم وليلة قال : والضيافة ثلاثة أيام وما كان بعد ذلك فهو صدقة " ([1])
ولقد نهى النبي r في المقام نفسه عن أن يطيل الضيف مدة إقامته عند أناس فقراء لا يجدون ما ينفقونه عليه فعن أبي شريح عن النبي r قال " الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة ولا يحل له أن يثوي عنده ( ثوي المكان أي أطال الإقامة فيه ) حتى يؤثمه قالوا : يا رسول الله كيف يؤثمه قال : يقيم عنده ولا شيء له يقريه به " ([3])
وحسن الضيافة لا يقتصر علي المسلمين بعضهم وبعض وإنما هو واجب أيضاً لغير المسلم وحتى للكافرين ومن دلائل ذلك : قول ابن قيم الجوزية " وتجب الضيافة علي المسلم للمسلمين والكفار لعموم الخبر ......وإذا نزل به الضيف – مهما كان دينه – ولم يضيِّفه كان دَيناً علي المضيف - صاحب البيت - وللضيف أن يطالبه به قضاءً وله أن يتنازل وهذا رأي بعض الأئمة حيث استدل علي وجوب ضيافة المسلم لغير المسلم بقوله r " ليلة الضيافة حق واجب علي كل مسلم " فدل الحديث علي أن المسلم والمشرك يُضيَّفان ([6])
2- البشاشة في وجه الضيف :
فمما ذكره العسكري في ذلك قيل " البشاشة أول قِرى الأضياف " وقيل: " البشاشة خير من القِري " وقالوا أيضاً : " البشاشة عنوان الكرم " .
ومن نثر اللآليء لعلي بن أبي طالب "يستدل علي الكريم بحسن بشره وبذل خيره" ([12])
3- الإصرار علي إطعام الضيف وإظهار الغنى له .
وإطعام الضيف يشتمل علي مجموعة من الآداب منها :
أ- إحضار الطعام للضيف دون استئذانه،والإلحاح عليه في ذلك
وهذا ما أشار إليه ابن قدامة بقوله: " يُقدِّم ما حضر من غير تكلف ولا يستأذنهم في التقديم بل يقدمه من غير استئذان "([13])
فإن رفض الضيف الطعام هنا يجب الإلحاح عليه بشدة لدرجة القسم وقد ذكر ابن قدامة خمسة آداب في إحضار الطعام للضيف وهي :
- الأول : تعجيله فذلك من إكرام الضيف .
- الثاني:تقديم الفاكهة أولاً وذلك أصلح في باب الطب وقد قال تعالي :وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ{20} وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ{21}سورة الواقعة .
ثم بعد الفاكهة اللحم ثم الثريد ثم الحلوى وتتبع هذه الطيبات بشرب الماء البارد وتكملة الأمر صب الماء البارد علي اليد عند الغسل .
- الثالث : أن يقدم جميع الألوان الحاضرة ( أي جميع أنواع المأكولات الموجودة في البيت )
- الرابع : أن لا يبادر إلي رفعها بل يمكنهم من الاستيفاء حتى يرفعوا أيديهم .
- الخامس : أن يقدم من الطعام قدر الكفاية فإن التقليل من الكفاية نقص في المروءة وينبغي أن يعزل لأهل البيت نصيبهم قبل تقديم الطعام .([15])
ب- إطالة الحديث الطيب معه
ومن الآداب التي يجب مراعاتها مع الضيف: إطالة الحديث على الطعام لكي يعطي للضيف فرصة كبيرة ليتناول كل ما يشتهيه دون تسرع وهذا ما ذكره ابن قدامة أيضاً بقوله : من تمام الإكرام طلاقة الوجه وطيب الحديث عند الدخول والخروج وعلي المائدة "([16])
ج- إطعام الحاضرين دون انتظار لمن سيأتي بعدهم
وفي هذا يقول الأبشيهي :" وعلي المضيف إذا قدم الطعام إلي أضيافه أن لا ينتظر من يحضر من عشيرته فقد قيل : ثلاثة تضني ،سراج لا يضيء، ورسول بطيء، ومائدة ينتظر لها ما يجيء " ([18])
د- وجوب تقديم الطعام للضيف في حال الفقر والغنى
الأبشيهي يحث أيضاً علي وجوب تقديم الطعام للضيف دون الاعتذار بفقر وغيره وإنما في كل الأحوال قائلاً: " وعلي المضيف الكريم أن لا يتأخر عن أضيافه ولا يمنعه عن ذلك قلة ما في يده بل يحضر إليهم ما وجد فقد جاء عن أنس وغيره من الصحابة أنهم كانوا يقدمون الكسرة اليابسة وحشف التمر ويقولون : ما ندري أيها أعظم وزراً الذي يحتقر ما قدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه ؟
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي r قال : " من ألقم أخاه لقمة حلوة صرف الله عنه مرارة الموقف "وكانت سنة السلف رضي الله عنهم أن يقدموا جملة الألوان دفعة ليأكل كل شخص ما يشتهي" ([19])
هـ - النهي عن الانتهاء من الطعام قبل الضيف ومعاونته علي أداء الصلاة
وهذا قد أكد عليه السهروردي في جملة آداب الطعام قائلاً: " من آداب الطعام تصغير اللقمة وإجادة المضغ وتفضيل الاجتماع علي الأكل وعدم الإمساك عن الطعام قبل الضيف ويُكره انتظار الأكل وتضييع الوقت بالانشغال بالطعام والامتناع عن طعام الفاسقين وإطعام الضيفبالحلال وحفظ أوقات الصلاة عليه وتقديم ما يقدر عليه من طعام " ([20])
* فضل إطعام الضيوف و الحث عليه
ومما رواه أبو العلاء بن الشخير عن الرسول r قال :" لأن أطعم أخا في الله عز وجل لقمة أحب إليّ من أن أتصدق بدرهم " ([21])
" عن عبد الله بن عمر قال : أحب الطعام إلي الله عز وجل ما كثرت عليه الأيدي " ([22])
4- حسن استقباله ووداعه والجود معه مع إشعاره أنه في منزله.
يقول الأبشيهي عن آداب المضيف:" أن يبش عند قدومهم ويتألم عند وداعهم"([27])وفي هذا أُنشد شعراً : الله يـعـلم أنـه ما سرني شيء كـطارقـة الضيوف الـنُّزَّل
مـا زلـت بالترحيب حتى خلتني ضيفاً لـه والضيف رب المنزل
وعن حسن استقبال الضيف ووداعه ذكر الجاحظ أن ذلك من سمة الملوك وكل ذي شأن فالأولي للعامة الاقتداء بذلك قائلاً :" فعلى الملك المضيف أن يقوم للضيف ويعانقه ويأخذ بيده ويجلسه وعند وداعه يقوم الملك المضيف ويأمر بإحضار دابة الضيف ثم يشيِّعه ماشيا قبل ركوبه بخطوات قليلة ويأمر بالسعي أمامه " ([31]) وفي هذا ذكر الخرائطي أن من حقوق الضيافة وداع الضيف إلي باب الدار إضافة إلي ما ذكره من الحث علي إكرامه والإحسان إليه وتقديم الطعام له ولغيره من أبناء السبيل ومراعاة حقوق الضيافة وتوفيتها حقها وما يستحب من اتخاذ الفراش للضيف" ([32]) وفي مكارم الأخلاق ذكر ابن أبي الدنيا " عن غسان بن المفضل قال : كنت أرى بشر بن منصور إذا زاره الرجل من إخوانه قام معه حتى يأخذ بركابه قال وفعل ذاك بي كثيراً " ([33])
وكان شقيق البلخي الصوفي يقول : " ليس هناك شيء أحب إليّ من الضيف لأن رزقه ومؤنته علي الله وأنا لا شأن لي بينهما ولي أجره وثوابه " ([34])
وقالوا: المائدة مرزوقة أي من كان مضيافاً وسّع الله عليه وقالوا: أول من سن القرى (وهوما يقدم إلي الضيف) إبراهيم عليه السلام "وقيل لبعض الكرماء كيف اكتسبت مكارم الأخلاق والتأدب مع الأضياف؟فقال: كانت الأسفار تحوجني إلي أن أفد علي الناس فما استحسنته من أخلاقهم اتبعته وما استقبحته اجتنبته " ([35])
5- خدمة الرجل ضيفه في صحته ومرضه ورعاية وسيلة تنقله
وفي هذا يقول ابن الجوزي في " شرح الشروط العمرية " : " الضيافة الواجبة يوم وليلة وتمتد إلي ثلاثة
أيام بإذن صاحب البيت وإذا كان الضيف مريضاً أو مرض في ضيافتهم فله الرعاية لأنه أكثر احتياجا لها من الطعام والشراب فإن زاد عجزه عن السير عن ثلاثة أيام وله ما ينفقه علي نفسه لم يلزمهم القيام بنفقته ولكن تلزمهم المعونة والخدمة وشراء ما يلزمه علي نفقته - أي نفقة الضيف – وإن لم يكن له ما ينفق منه علي نفسه لزمهم القيام عليه حتى يبرأ أو يموت فإن أهملوه وضيعوه حتى مات ضمنوا ديته هذا مذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد مر رجل بقوم في عهد عمر فطلب منهم السقاية فلم يسقوه حتى مات فغرمهم عمر ديته " ([36])
6- مراعاة آداب الحديث والجلوس مع الضيف
وذلك يكون بتناول موضوعات تدخل الأنس والسرور على الضيف وكما يقول الأبشيهي:"فمن آداب المضيف عند التحدث أن يحدث أضيافه بما تميل إليه نفوسهم ولا ينام قبلهم ولا يشكو الزمان بحضورهم وأن لا يحدث بما يروعهم به وإنما يؤانسهم بلذيذ المحادثة وغريب الحكايات وأن يستميل قلوبهم بالبذل لهم من غرائب الطرف إن كان من أهل ذلك "
كما أن من آداب الجلوس مع الضيف أن يظهر الاحترام ويحرص على أن يكون مجلسه خاليا من
كل المنغصات والتي أشار إليها الأبشيهي بقوله:" أن يراعي خواطر أضيافه كيفما أمكن ولا يغضب علي أحد بحضورهم ولا ينغص عيشهم بما يكرهونه ولا يعبس بوجهه ولا يظهر نكداً ولا ينهر أحداً ولا يشتمه بحضرتهم بل يدخل علي قلوبهم السرور بكل ما أمكن ولا يمنع وارداً ( أن يأتي شخص ما بحضور أضيافه ) وعليه أن يسهر مع أضيافه ويؤانسهم بما سبق ذكره من آداب الحديث معهم وأن يُري أضيافه مكان الخلاء " ([39])
* كيف تتعامل مع أناس حين تنزل ضيفاً عليهم ؟وما الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الضيف؟
1- النهي عن كثرة الأكل المفرط ( النهم والشره )
فمما روي في النهي عن ذلك:"عن عائشة رضي الله عنها ما شبع آل محمد من خبز بر حتى قبضه الله " ([42])
وقالوا: من المروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه .
ومن الصور العملية للنهي عن النهم أو الوصول إلي حد الشبع مما يستحب للضيف القيام به ومما يعين علي ذلك تناول الإنسان الطعام في بيته قبل الخروج أو جزء منه وكان هذا عمل السلف رضي الله عنهم " فكان ابن سيرين ( وهو من التابعين ) إذا دُعي إلي وليمة أو إلي عُرس دخل منزله فيقول اسقوني شربة سويق فيقال له يا أبا بكر أنت تذهب إلى العرس تشرب سويقا فكان يقول إني أكره أن أجعل جد جوعي علي طعام الناس " ([44])
2- تقبل الطعام دون معايبته والتسخط عليه
ومن الصور العملية التي تروى في ذلك أنه "نزل بجابر رضي الله عنه ضيف فجاءهم بخبز وخل فقال :كلوا فإني سمعت رسول الله r يقول: نعم الإدام الخل هلاك بالقوم أن يحتقروا ما قُدّم إليهم وهلاك بالرجل أن يحتقر ما في بيته يقدمه إلي أصحابه " ([47])
وفي آداب المريدين " للسهروردي أنَّ للضيف ثلاث واجبات هي : أن يجلس حيث يجلس وأن يرضى بما يقدم إليه وألا يخرج إلا بعد الاستئذان " ([50])
3- النهي عن اقتراح طعام بعينه
يقول ابن قدامة من آداب الزائر أن لا يقترح طعاماً بعينه وإن خُيِّر بين طعامين اختار أيسرهما إلا أن يعلم أن مضيفه يُسر باقتراحه ولا يقصر عن تحصيل ذلك ومما روي من صورة عمليه لذلك " أن الشافعي نزل علي رجل يُدعى الزعفراني وكان الزعفراني يكتب كل يوم رقعة بما يطبخ من الألوان ويسلمها إلي الجارية فأخذ الشافعي الرقعة وألحق فيها لوناً آخر فلما علم الزعفراني اشتد فرحه"([51])
4- الامتناع عن الشكوى من صاحب البيت أو الخروج دون إذنه
وفي هذا يقول ابن قدامة " ينبغي أن يخرج الضيف طيب النفس وإن جرى في حقه تقصير فذلك من حسن الخلق والتواضع ولا يخرج إلا برضا صاحب المنزل وإذنه ويراعي قلبه في قدر الإقامة ( أي احترامه وتقديره)([52])
5- تلبية الدعوة حتى ولو كان صائماً فله أن يفطر في غير الفريضة .
ذكر ابن قدامة أن إجابة الدعوة واجبة إذا كانت دعوة عُرس سواء كان للفقير أم للغني ولا يمتنع المسلم من إجابة الدعوة لكونه صائماً بل يحضر فإن كان تطوعا وعلم إن فطره يسُر أخاه المسلم فليفطر وينوي بإجابة دعوته الاقتداء بالسنة وإكرام أخيه المؤمن ويصون نفسه عن سوء الظن فربما قيل عنه إذا امتنع هذا متكبر " ([53])
كما ذكر الأبشيهي إضافة إلي ما سبق مجموعة من الآداب علي الضيف العمل بها وهي :
1- على الضيف موافقة المضيف في أمور منها أكل الطعام ولا يعتذر بشبع بل يأكل كيف أمكن .
2- من أدب الضيف أيضاً أن لا يسأل صاحب المنزل عن شيء من داره سوى القبلة وموضع قضاء الحاجة وأن لا يتطلع إلي ناحية الحريم وأن لا يخالفه إذا أجلسه في مكان أكرمه به وأن لا يمتنع من غسل يديه وإذا رأي صاحب المنزل قد تحرك بحركة فلا يمنعه منها وفي هذا أنشد :
لا ينبغي للضيف أن يعترض إن كان ذا حزم وطبع لطيف
فـالأمـر للإنسان في بيته إن شاء أن يُنصف أو يُخيف ([54])
ومن أدب الضيف أيضا التواضع وحسن الطاعة لصاحب البيت وفي هذا يقول ابن قدامة: "وينبغي للضيف أن يتواضع في مجلسه إذا حضر ولا يتصدر وإن عيّن له صاحب الدار مكاناً لم يفقده" ([55])
3- من أدب الضيف ألاّ يتطلع ناحية الباب يظن أن كل ما دخل هو الطعام حتى مع شدة جوعه وعن هذا يقول ابن قدامة:" وينبغي للضيف أن لا يكثر النظر إلي المكان الذي يخرج منه الطعام فإنه دليل علي الشره "
4- الامتناع عن الرشف وهو: الذي يجعل اللقمة في فيه ويرتشفها فيسمع لها حين البلع حس لا
يخفى علي جلسائه وهو يلتذ بذلك .
5- الامتناع عن القرض والقراض: هو الذي يقرض اللقمة بأطراف أسنانه ويضعها في الطعام بعد ذلك.
6- الامتناع عن أن يأكل الإنسان نصف اللقمة ويعيد باقيها في الطعام من فيه .
7- الامتناع عن تخليل الأسنان بالأظافر .
8- الامتناع عن النفخ في الطعام .
9- الامتناع عن مزاحمة المؤاكلين حتى يفسحوا له في المجلس فلا يشق عليه الأكل .
10- النهي عن استعجال صاحب المنزل بالأكل أو يشكو جوعه وإنما ذلك يكون في بيته لا في بيوت الناس.
11- النهي عن التحدث في الأمور العائلية والتظاهر بإنعامه علي أهل بيته والشكوى من سوء خلق زوجته فيكون ذلك مدعاة لتستقل زوجة صاحب البيت ما هي فيه مع زوجها وربما كان ذلك يسبب مشاكل مع زوجها قد تؤدي إلي الطلاق.
12- النهي عن الفضول والذي يتمثل في صورتين:إحداهما أن يأمر صاحب البيت بأشياء لا دخل له ( للضيف ) فيها - الثانية أن يعرض عليه صاحب البيت أمراً من باب إدخال السرور المباح أو التسلية فيرفض ويختار آخر.
13- النهي عن التصدق من صاحب البيت دون إذنه أو دعوة أحد إلي وليمته دون إذن صاحبها أو يدعوه صاحب البيت للوليمة فيختار أن يكون صاحبه معه أو أي إنسان آخر " ([56])
* منكرات الضيافة:
1- التكلف والمفاخرة والمباهاة وضرورة النهي عنه :
وفي هذا يقول عليَّ رضي الله عنه :" إذا طرقك إخوانك فلا تدخر عنهم ما في المنزل ولا تتكلف ما وراء الباب وقيل الكريم :" من جاد بما وُجِدَ "
وفي رواية: " نهانا رسول الله r أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا " ([59])
2- كثرة الزيارة
الزيارة في حد الاعتدال هي مما حثت عليه سنة الرسول rو رغّب فيها علماؤنا لأنها تزيد من
أواصر الروابط وتؤكد علي المحبة وصلة الرحم ومما روي عن الرسول r أنه قال:" إن المسلم إذا عادَ أخاه أو زاره في الله يقول الله عز وجل طبت وطاب ممشاك وتبوأت في الجنة منزلاً " ([61])
وقيل: "ثلاثة تُورث المحبة :الزيارة والأدب والهدية " وقال بعض البلغاء : الزيارة عمارة المودة .
وأنشد بعضهم ناصحاً بأن لا يكون بعد المكان أو غيره من الأسباب حائلاً أمام الزيارة .
زر من هويت وإن شطت بك الداروحال من دونه حجب وأستار
لايمنعك بعد من زيارتهإن الـمحب لمـن يهواه زوّار ([64])
ولكن مع ذلك فكثرة الزيارة تعتبر من منكرات الضيافة وكثيرة هي الشواهد التي تؤكد ذلك منها : ما ذكره صاحب كتاب "الحكم والأمثال " بقوله : ينبغي أن تكون الزيارة غباَّ
لقوله عليه الصلاة والسلام : تزدد حباً "([65])
ويقال الإقلال من الزيارة مخلَُ والإكثار منها حمل "([66])
3- حضور الإنسان في المناسبات بمفرده دون عائلته
وهذا من منكرات الضيافة ولكن لها شروط منها :
ما ذكره صاحب كتاب (الغُنية) أن الإنسان إذا كان فقيراً وأتت إليه الدعوة دون زوجته وأولاده فليمتنع عن الحضور قائلاً " إذا دعا الفقير إلى دعوة وله عيال وليس له ما يصلح شأنهم فليس من الفتوة أن يضيع عياله ويمضي إلى الدعوة ويؤثر شهوته علي فاقة عياله . فليمتنع من الحضور وليصير مع أهله "
ثم نراه يلقي اللوم علي صاحب الدعوة ويدعوه إلي أن يحمل لعائلة الضيف الفقير ما يحتاجون إليه في حالة عدم حضورهم فيقول :" فإن كان في صاحب الدعوة فتوة وعلم بأن للضيف عيالاً فينبغي له أن لا يفرده بالاستحضار بل يفرغ قلب الضيف عن شغل عياله بأن يكفيه ذلك ويحمل إليهم ما يحتاجون إليه ويعلم ضيفه بذلك " ([68])
إضافة لذلك إن هناك حالات أخرى يجوز للإنسان فيها عدم الحضور مثل :
أ – طبيعة المكان نفسه حيث تكثر المنكرات الشرعية مثل المخالطة بين النساء والرجال والشباب والفتيات أو يكون فيه شرب للخمر وارتداء الرجال فيه للحرير "
ب – أن يكون في الحاضرين مبتدع فلا يجوز الحضور معه إلاّ لمن يقدر علي الرد عليه أو من يتضاحك بالفحش والكذب فيجب الإنكار عليه ويجوز عدم الحضور لمن لا يستطيع " ([69])
4- من منكرات الضيافة دعوة الفاسقين وإهمال دعوة الأقارب والفقراء .
يقول ابن قدامة من آداب الضيافة أن يقصد ( صاحب البيت ) بدعوته الأتقياء دون الفساق وقال بعض السلف لا تأكل إلاّ طعام تقي ولا يأكل طعامك إلاّ تقي " وفي الحديث: (لا تصاحب إلاّ مؤمنا ولا يأكل طعامك إلاّ تقي) ([70])
- وينبغي أن يقصد الفقراء .
- وينبغي أن لا يهمل أقاربه في ضيافتهم فإن إهمالهم يوجب الإيحاش وقطيعة الرجم وكذلك يراعي
الترتيب في أصدقائه ومعارفه ولا يدعو من يعلم أنه تشق عليه الإجابة أو إذا حضر تأذى بالحاضرين بسبب من الأسباب " ([71])
5- من منكرات الضيافة استعمال الضيف
وفي هذا يروي الإمام أحمد أن "رجاء بن حيوة يقول: سهرت مع عمر بن عبد العزيز ليلة فجفّ القنديل من الدهن فقلت : يا أمير المؤمنين لو أمرت الغلام فصب في القنديل من الدهن قال إنه قد دأب يومه وإنما أخذ في نومه الساعة قلت أفلا أقوم أنا فأصب في القنديل من الدهن؟ قال : لا فقام هو فصب في القنديل من الدهن ثم رجع ثم قال : قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت أنا وعمر بن عبد العزيز يا رجاء : إنه ليس من مروءة الرجل استخدام ضيفه " ([72])
([1]) رواه البخاري ، كتاب الأدب ج1 / 445
([2]) المستطرف في كل منه مستظرف، ج1/269 .
([3]) رواه مسلم :باب الضيافة 3/135 ، جامع العلوم والحكم : ابن رجب الحنبلي صـ289 .
([6]) سلم أخلاق النبوة : محمود غرين صـ138 وما بعدها نقلاً عن " شرح الشروط العمرية" لابن قيم الجوزية تحقيق الدكتور صبحي الصالح صـ128 ، ولمزيد ينظر إلي " إغاثة اللهفان لابن قيم الجوزية"ج2/صـ75 .
([12]) مجاني الأدب، ج2/صـ72 .
([13]) مختصر منهاج القاصدين، ص73
([14]) الحكم والأمثال، ص272،268 والمستطرف في كل فن مستظرف ص303
([15]) مختصر منهاج القاصدين، ص74 وما بعدها
([16]) المرجع السابق، صـ75 .
([17]) تذكرة الأولياء : للعطار صـ506 ،طبقات الصوفية صـ93 .
([18]) المستطرف في كل فن مستظرف، صـ306 .
([19]) نفس المرجع السابق والصفحة .
([20]) آداب المريدين : للسهروردي صـ 93 – 87 ، علم النفس في التراث الإسلامي ج2/263 .
([21]) كتاب الإخوان، لابن أبي الدنيا صـ229 والحديث أخرجه ابن عدي في الكامل .
([22]) المرجع السابق، صـ236 ،الزهد لابن المبارك صـ258 .
([27]) المستطرف في كل فن مستظرف ج1/303-305
([28]) المرجع السابق، ج1/304 .
([29]) الإخوان، لابن أبي الدنيا صـ231 وأخرجه أبو نعيم في الحلية ج2/269 .
([30]) الزهد، صـ467 .
([31]) التاج في أخلاق الملوك : للجاحظ ، صـ10 وما بعدها .
([32]) علم النفس في التراث الإسلامي، ج1/285 نقلاً عن "المنتقى من مكارم الأخلاق " للخرائطي صـ77-80 .
([33]) مكارم الأخلاق، صـ91 .
([34]) تذكرة الأولياء: فريد الدين العطار صـ435 .
([35]) المستطرف في كل فن مستظرف، للأبشيهي ج1/303-305 .
([36]) سلم أخلاق النبوة : محمود غريب صـ140 .
([37]) المستطرف في كل فن مستظرف، صـ305 .
([38]) المرجع السابق: صـ306.
([39]) المستطرف في كل فن مستظرف، صـ306 .
([40]) مجاني الأدب، ج2/60 .
([41]) الحكم والأمثال، صـ175 .
([42]) الحكم والأمثال: للعسكري صـ269 .
([44]) الزهد: للإمام أحمد صـ374 .
([45]) الحكم والأمثال، صـ269 .
([46]) المرجع السابق، صـ271 .
([47]) الحديث في الكنز، ج5/66 أخرجه أحمد والطبراني .
([50]) علم النفس في التراث الإسلامي، ج2/صـ263من كتاب آداب المريدين .
([51]) مختصر منهاج القاصدين، صـ73 .
([52]) المرجع السابق، صـ75 .
([53]) المرجع السابق، صـ74 .
([54]) المستطرف في كل فن مستظرف صـ307 والحكم والأمثال صـ272 .
([55]) مختصر منهاج القاصدين، صـ74 .
([56]) المستطرف في كل فن مستظرف، صـ307-309 .
([59]) حياة الصحابة :المجلد 1 صـ521 والحديث أخرجه الطبراني ج6/235 .
([61]) الإخوان، لأبن أبي الدنيا صـ159 .
([62]) المرجع السابق، ونفس الصفحة .
([63]) المرجع السابق، صـ175 .
([64]) الحكم والأمثال، صـ171 .
([65]) مستدرك الحاكم، 3/390 ، صحيح ابن حبان : 660
([66]) الحكم والأمثال، صـ171 .
([67]) الإخوان، لابن أبي الدنيا ص167 وما بعدها .
([68]) الغُنية لطالبي طريق الحق، عبد القادر الجيلاني صـ178 .
([69]) مختصر منهاج القاصدين، صـ133 .
([70]) رواه أبو داود، صـ4832 والترمذي صـ2397 وسنده حسن وصححه ابن حبان 2049
([71]) مختصر منهاج القاصدين، صـ73 وما بعدها .
([72]) الزهد، للإمام أحمد صـ357 .
للوصول الينا ومتابعة كل جديد اكتبي بمحرك البحث (منتدى عـدلات) او (3dlat)
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|