01-18-2016, 09:19 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
تعليقة عن عقيدة " ابن التلاميد الشنقيطي " - رحمه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
قام الدكتور الفاضل رائد الشلاحي – وفقه الله – مشكورًا بتحقيق رسالة ابن التلاميد الشنقيطي – رحمه الله – " إحقاق الحق وتبرئ العرب مما أحدث عاكش اليمني في لغتهم ولامية العرب " ، وقد ترجم له في أولها ترجمة حافلة ، وذكر ( ص 61 – 62 ) أن صاحب كتاب " الوسيط في تراجم أدباء شنقيط " أحمد بن الأمين متحاملٌ عليه ، ولم يوفه حقه ؛ لعدة أسباب – ذكر منها - : ( أن أحمد بن الأمين كان صوفيًا تيجاني الطريقة ، وله مؤلف اسمه " درء النبهاني عن حرم سيدي أحمد التيجاني " ، في حين أن ابن التلاميد كان مُحاربًا للطرق الصوفية ، كارهًا للبدع ) .
قلتُ : وقد وقفت على نص يؤكد سلفية ابن التلاميد – رحمه الله – من أحد خصومه الصوفية ؛ وهو محمد بن جعفر الكتاني ، قال في " الرحلة السامية .. " ( ص 134 – 135 ) :
( وممن اجتمعنا فيها – أي القاهرة – به من أهل العلم : العالم الأديب الشاعر ، السيد محمد محمود الشنقيطي أصلاً ، وهو عالمٌ متضلع لغة وأدبًا ، ولا كبير تعلق عنده بغير ذلك من الفقه والحديث والتصوف وغيرها . ورأيناه ينفي كشف الأولياء جملة ، وكذا ينفي أيضًا زيارتهم ، والتبرك بهم والتوسل ، وينفي أيضًا الاستغاثة بمخلوق ؛ ولو النبي صلى الله عليه وسلم ، وينفي أن سيدنا الحسين أو شيئًا من جسده بمصر ، ورأيناه أيضًا يُصلي بالنعل التي يمشي بها في الطريق ، ويدخل أيضًا بها إلى المساجد . وذاكرناه في شيء من ذلك ؛ فلم يرجع مما يعتقده أصلاً ، وأظنه لا يقبل غيره ، ولو أتى بحُجج الدنيا ، بل لا يقبل غير ما انطوى عليه ضميره أصلاً – إلى أن قال – وله فيما ذُكر لنا قصائد عديدة في مدح الملوك والرؤساء ، ثم إنه مع هذا يزعم التمسك بالسنة ، والاقتصار على ماورد فيها ، وترك البدع ) . انتهى كلام الكتاني .
قلتُ : والحق ما شهدت به الأعداء !
فالكتاني – دون أن يقصد – أبان لنا عن تصلب ابن التلاميذ – رحمه الله – في السنة والتوحيد ، ولو خالفه فيهما صوفية عصره من الخرافيين .
وقول الكتاني : " رأيناه ينفي كشف الأولياء " إن كان يقصد أنه يُنكر كرامات الأولياء ؛ فهذه " شنشنة نعرفها من المتصوفة " ، فكل من أنكر خرافاتهم عدوه منكرًا للكرامات !
وقوله : " ينفي زيارتهم " ؛ فلا أظن ابن التلاميد السلفي يُنكر زيارة القبور المشروعة ، ولكنه كغيره من علماء السنة يُنكر الزيارة الشركية أو البدعية ، وهذا ما لا يُرضي أمثال الكتاني . ومثله " التبرك " و" التوسل " المشروعان ، وهما غير بدع القوم – كما يعرف الباحثون -.
وقد سبق لي كتابة مقال عن أحد كتب الكتاني ، إذا قرأه القارئ وقد قرأ ما سبق عن ابن التلاميد ، سيتمثل في حالهما ببيت عمر بن أبي ربيعة الشهير:
أيها المنكح الثريَّا سُهيلاً
عمرك الله كيف يلتقيان؟
هي شامية إذا ما استقلت
وسهيلٌ إذا استقل يمانـــي
طالع مقالي هنا :
http://majles.alukah.net/t15347/
فلعلّ الدكتور رائد الشلاحي – وفقه الله – يُضيف النقل السابق في ترجمة ابن التلاميد في ط 2 ، أو في تحقيق أيٍ من كتبه ، لا سيما " الحماسة السَنية " ؛ كشهادة على سلفيته – رحمه الله – .
والله الموفق ...
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|