08-05-2015, 01:26 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
(0168)الجهاد في سبيل الله-الخاتمة
وفيها مطلبان:
المطلب الأول: تلخيص نتائج البحث.
المطلب الثاني: الواقع المر.. والأمل الأغر..
المطلب الأول: تلخيص نتائج البحث
يتبين لقارئ هذا البحث أن هذا الدين أشد ضرورة للعالم كله من ضرورات الطعام والشراب والهواء التي لا حياة بدونها، لأن فقد هذه الضرورات غاية ما يصيب فاقدها من ضرر أن يموت، والموت حتم لا مفر منه وإن تعددت أسبابه.
أما هذا الدين فإن فاقده ينزل به الشقاء في الدنيا والآخرة.. {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].
ولأن هذا الدين هو الدين العالمي الحق الذي لم يبق في الأرض حق سواه، وهو آخر الأديان الذي لا ينتظر بعده دين ولا نزول وحي ولا بعث رسول.. {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [الأحزاب:40]. {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} [الفرقان:1]. {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85].
وتبين كذلك أنه لا قيام لهذا الدين إلا بالجهاد في سبيل الله فالجهاد في سبيل الله، كذلك ضرورة للعالم كضرورة هذا الدين، لأن الجهاد يحمي الإسلام وأهل الإسلام من العدوان.
ومن هنا يظهر فضل الجهاد في سبيل الله، وكونه رحمة للعالمين كالإسلام وأن الجهاد في سبيل الله يشمل نشاط الإسلام كله، فلا يخلو وقت المسلم كله من مشروعية الجهاد في سبيل الله، إما واجباً عينياً، وإما واجبا كفائياً وإما مسنوناً، كما يتبين ذلك مما اختير من من تعريف الجهاد في سبيل الله، في أول الكتاب". [راجع تعريف الجهاد ....].
وأن الجهاد بمفهومه الخاص - وهو قتال الكفار - يقوم على إعداد المجاهدين والمال والسلاح واستغلال جميع الطاقات المتاحة، ولا يتحقق إلا لمن جاهد نفسه في ذات الله عز وجل.
ويظهر من البحث أن للجهاد بواعث تدفع المؤمنين للقيام به، ولا تقوم سوقه وتربح تجارته إلا بتلك البواعث، كما أن له معوقات تثبط عنه من تمكنت منه.
وأن للمجاهدين - قادة وجنوداً، أفراداً وجيشاً مجتمعاً - صفات لا بد من توافرها فيهم للقيام بالجهاد في سبيل الله.
وأن للنصر أسباباً أناطه الله بها، يجب على المجاهدين أن يسعوا لتحقيقها، وأن للهزيمة – كذلك - أسباباً علقها الله بها، يجب على المجاهدين أن يبتعدوا عنها.
ويظهر – كذلك - أن للجهاد في سبيل الله غاية عليا تشمل كل الغايات المتفرعة عنها، وتلك الغاية العليا هي إعلاء كلمة الله في الكون، وبها تتحقق كل الأهداف الفرعية للجهاد في سبيل الله، من دفع العدوان ونشر العدل والسلام في العالم وغيرها.
وأن الله سبحانه اقتضت حكمته أن يبتلي عباده بالجهاد في سبيل الله، فيمحص المؤمنين الصادقين الذين يفوزون بتقواه ورضاه ونصره، وبالانتقال السريع إلى الحياة الأبدية حياة الشهداء الذين يختارهم الله ويصطفيهم لها من بين خلقه.
ويكشف سبحانه بالجهاد في سبيله المنافقين الذين يندسون في صفوف المؤمنين، للمكر والكيد والخداع والتثبيط عن طاعته.
ويبدو كذلك من البحث أن المسلمين ابتعدوا كثيراً عن دين الله، حتى فقدوا روح الجهاد والتضحية بالنفس والمال في سبيل الله، وأنه لا بد من إعادة هذه الروح إليهم بغرس الإيمان في قلوبهم وبث العزة في نفوسهم، وبناء قاعدة قوية منهم تتحمل أعباء هذا الدين ومشقات الجهاد في سبيل الله، وإبعاد المسلمين عن الترف والاسترخاء المهلكين.
وأن ابتعاد المسلمين عن دينهم كان سبباً في تفرقهم، فلابد من السعي المتواصل لجمع كلمتهم بتعميق معنى الولاء والبراء في نفوسهم، والسعي لإعادة اجتماع المسلمين على كلمة الحق، ليستعيدوا جماعتهم المترابطة المفقودة، التي هي قمة وحدتهم، بل لا وحدة لهم بدونها.
ويتبين – كذلك - أن للجهاد في سبيل الله ثمراته الطيبة العظيمة التي يعم نفعها المسلمين، بتوحيد صفوفهم وتسديد خطاهم، وحرصهم على حماية دينهم الذي لم يقم إلا بتضحيات منهم وكفاح، وإعزازهم وتبوئهم منصب قيادة البشرية الذي وعدها الله إياه.. {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران:110].
كما يعم العالم أجمع بإبلاغ الدعوة إليه ودخوله في دين الله أفواجاً بعد أن يحقق الله لأهله النصر والتأييد والغلبة..وبذلك تتحقق للناس السعادة الكاملة بإخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، وبنشر العدل والسلام في الأرض.
وللقعود عن الجهاد في سبيل الله أضرار خطيرة على المسلمين وعلى العالم كله، إذ تعلو بذلك كلمة الكفر، ويهيمن قادة الكفر على الأرض، ويُذل المسلمون ويستضعفون ويفتنون في دينهم ويفقدون حريتهم وعزتهم، ويشقى العالم كله بحرمانه تبليغ هذا الدين قولاً وعملاً وهو قوي الجانب مهاب، ويفقده القيادة الهادية العادلة.
وهذا هو واقع المسلمين والعالم اليوم، وهو يقتضي إثم كل مسلم على وجه الأرض لا يقوم بالجهاد في سبيل الله وهو قادر عليه، لعدم قيام طائفة أو طوائف به قياماً كافياً يعلي كلمة الله ويذل كلمة الكفر.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|