من مراتب العبودية
لعباد الله درجات ومنازل عند الله
يتفاضلون بينهم حسب تحقيق العبودية
والعبودية لله لها منازل ودرجات
أعلاها منزلة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد نال أعلى الدرجات في سلم العبودية لله
ثم يأتي الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين بعده
كل حسب درجته ومنزلته من إياك نعبد وإياك نستعين
وأول منازل إياك نعبد وإياك نستعين
هي منزلة التواضع وانتفاء الكبر
فإذا انتفى عندك الكبر فأنت قد صعدت في سلم العبودية الدرجة الأولى
يقول صلى الله عليه وسلم:
((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))1
فالمتكبر يرد الحق ويكذبه
قال تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً ...}
ثم قال:
{الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}
(الأنعام : 93 )
والمتكبر أسوته إبليس عليه لعنة الله
فهو أول متكبر ويتبعه خلق كثير
أعاذنا الله وإياكم من سبيلهم
قال تعالى لإبليس:
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ}
(صـ : 75 )
ثم توعد من سلك هذا المسلك، فقال:
{لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}
(صـ : 85 )
وقد عرف الرسول الكريم هذا الخلق الذميم بقوله:
((الكبر بطر الحق وغمط الناس))2
وبطر الحق أي رده وتكذيبه مع وضوحه وبيانه
وغمط الناس أي احتقارهم والتعالي عليهم3
والمتكبر يطبع الله على قلبه فلا ينتفع بالآيات
قال تعالى:
{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}
(غافر : 35 )
فعلينا بالتواضع يا عباد الله
فإنها خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم
ومن تواضع لله رفعه،
أعاذني الله وإياكم من الكبر
والزهو بالنفس مالا وعلما ومكانة
ومن احتقار الناس وإن كانوا كفارا
من كتاباتي/ أبو مالك المعتز بالله
1) رواه مسلم.
2) راوه مسلم.
3) قاموس المعاني.
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك