شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف حسام محمد الاجاوي 18 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبد الرحمن الشوربجي سورتان الفاتحة و الغاشية (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد نجيب سورة نوح برواية ورش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد نجيب 7 سور برواية حفص برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسين سيد عبد العاطي 14 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف زكرياء زيني المغربي سورة الفاتحة برواية ورش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبد الرؤوف الجزائري سورة سبأ برواية حفص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف بدر احمد المغربي 4 سور رواية حفص عن عاصم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف فهد بن علي قحل 7 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف يوسف الدغوش 10 سور برواية حفص برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 06-18-2015, 08:26 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي عقوق على الحقوق

عقوق على الحقوق
بقلم/ محمد بن سيف الهاشمي
(الملا أويس)



الحمد لله الذي أوضح للتابعين سبيل الإتباع وأظلمها للطاغين السالكين سنن الجهل والإبتداع وجعل العلماء هداة يُهتدى بهم وأنجما نيّرة في احتدام الظلم ومواطن الفرقة والأشياع، فهدى من هدى لمأخذ السنة والإجماع وأضل من خذله إلى غمرات التنطع والإختراع، والصلاة والسلام على النبيّ المبين للعالم المعالم التي اهتدى بها كل أميّ وعالم، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان، الموصلين شريعته للعوالم الذابّين عنها بالمهنّدة القواضب الصوارم حتى لا تكون فتنة ويُحال الشرك إلى معدوم عادم، أما بعد:


نحن على طريق يحتاج سالكها إلى أن يكون أهدى من القطا وأحذر من العقق فسبيله دقيق والمسافر على متنه غريق يوشك على السقوط إن لم يتغمده الله برحمته، ونحن على السير في هذا الطريق خلقاء أن نراجع تصرفاتنا، أفكارنا خواطرنا ومشاعرنا دائما، حتى لا يتمكن منها الخلل ويطرأ فيها الملل، فالإقامة على البيّنة في الأمور العلمية والعملية فرض واجب وأمر مؤكد، ودائما نحن البشر بحاجة لتغذية الأفكار والمعارف أكثر مما يحتاجه الجسم من الطعام والشراب، فالأفكار هي العقارب الموجهة لخطواتنا، والفكر في منطق المسلم مستمد من الكتاب والسنة، وعلى بابها مترجمون يعربون بالإفصاح والبيان والموعظة الحسنة والتذكرة البالغة على بصيرة وعلى هدى مستقيم، وجوههم نضرة بدعاء النبي -ﷺ-، فهم ورثة الأنبياء الذين يدعو لهم كل شيء حتى الحيتان في البحر، كما في حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه-، وهم أهل الحقوق بتكريم الله لهم، فطاعتهم واجبة بآية العلماء والأمراء، ولولاهم لكنا في جاهلية جهلاء، وهرج لا ينتهي حتى تصل بالركب الدماء، وشتان بين أقوام تحيى القلوب بذكرهم وتصح الأجسام بمخالطتهم، وبين أقوام الموت الزؤام لقاؤهم، يُعدون كل صحيح قاربهم بأصناف الأمراض والأدواء.



مالفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء


ومن الجدير بالتنبيه أن طائفة من المتشبعين بما لم يعطوا بدأت بسلق علمائنا وأهل الصلاح من المجاهدين ورمت عليهم كل نقيصة ووبال فرتبوا على فتاويهم السوء والخبال، وذلك لجهلهم، ألا سألوا إذا لم يعلموا إنما شفاء العيّ السؤال.


إذا محاسني اللات أدل بها عُدّت عيوبا فقل لي كيف أعتذر



"ولكن لما كان جاه القوم لا يقوم إلا بالاستتباع ولا يستميل الأتباع مثل التعصب واللعن والشتم للخصوم، إتخذوا الوقيعة على العلماء عادتهم وآلتهم، وسموه ذبّا عن الدين، ونضالا على المسلمين، وفيه على التحقيق هلاك الخلق، ورسوخ البدعة في النفوس".



وما زالت وتيرتهم تتصاعد حتى بلغ الطعن مداه، والإزدراء لأهل الفضل منتهاه، وما دروا أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وعمّا قريب بإذن الله سينكشف البهرج، ويجلو الصبح لذي عينين.



ومن الأسباب المجملة لهذه الظاهرة :



1- اعتقاد هؤلاء الجهال بصحة ما ذهبوا إليه من مفارقة أهل العلم والفضل، وأن وقيعتهم على العلماء من البراءة الواجبة في الدين. فيصرون على الإزدراء والإستحقار. وقد سئل سفيان بن عيينة: ما بال أهل الأهواء لهم محبة شديدة لأهوائهم؟ فقال: أنسيت قوله تعالى: ﴿وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 93].



2- العظمة الوهمية التي أصابت بعض كتابهم ومنظريهم المتعالمين، فتحت تأثير هذه العظمة الكاذبة يحاولون نطيحة العلماء المخالفين لهم، وهذا القيد لبيان الواقع لا للإحتراز!
كما هو الواقع وكما قال جرير:



عذرت البدن إن هي قارعتني فما بالي وبال ابن اللبون



قال أعذر أن يصارعني الجمل أما ابن اللبون ابن سنة، فلا أبارزه لأنه صغير، وهم بطبيعة الحال أقزام رضع، ينشدون العظمة بالتعلق على العظماء.



إذا قال السهى للشمس أنت كثيفة وقال الدجى للبدر وجهك حائل
فيا موت الزر إن الحياة ذميمة ويا نفس جدي إن دهرك هازل


3- الغرور والزهو بمنطق قارون (إنما أوتيته على علم عندي)، فمهما بذلت له النصائح ونوقش بالجدل الخليق، إزداد في غيّه وعتوّه عنادا واستكبارا.


أسديته نصحي فزاد تماديا في غيّه وازداد فيه بلائي
يا صاح إن الكبر خلق سيء هيهات يوجد في سوى الجهلاء



حقوق أهل العلم في القرآن:



1- الردّ إليهم عند المسألة والتنازع: قال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43]. "فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث وفي ضمنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمرهم بسؤالهم، وأنه بذلك يخرج الجاهل من التبعة، ودلّ على أن الله ائتمنهم على وحيه وتنزيله.



2- الرجوع إليهم فيما يتعلق بالمصالح العامة: قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83].



"هذا تأديب من الله لعباده، بأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة وما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهل العلم والرأي والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها، فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم، فعلوا ذلك، وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه، ولهذا قال تعالى: ﴿لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ أي يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة، وفي هذا دليل لقاعدة أدبية: أنه إذا استجد شيء أو حصل بحث في أمر من الأمور، ينبغي أن لا يتقدم بين يدي أهل العلم فإنهم أقرب إلى الصواب، وأحرى للسلامة من الخطأ".



3- طاعتهم بالمعروف: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: 59].



وفُسر أولوا الأمر بالعلماء، قال ابن العباس - رضي الله عنهما- : هم الفقهاء والعلماء أهل الدين الذين يعلمون الناس دينهم أوجب الله طاعتهم وهذا قول مجاهد والحسن والضحاك، وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد، فطاعة ولاة الأمر واجبة إذا أمروا بطاعة الله ورسوله -ﷺ-، وطاعة العلماء كذلك، فالعالم بما جاء به الرسول العامل به أطوع في أهل الأرض من كل أحد، فإذا مات أحيى الله ذكره ونشره له في العالمين أحسن الثناء. فالعالم بعد وفاته ميّت وهو حيّ بين الناس، والجاهل في حياته حيّ وهو ميّت بين الناس.



4-التماس العذر لهم في الأخطاء والأمور الإجتهادية. قال تعالى: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الحشر: 9].

نزلت على الصحابة وعلمائهم، وقد كان الصحابة اختلفوا في غزوة بني النظير في قطع الأشجار، فقطع قوم وترك آخرون، وهذا من اختلاف التنوع الذي يجوز طرفاه، فنزل القرآن على حمد كل واحد من الطائفتين في مثل ذلك، إذا لم يحصل بغي، وتراشق بين الطائفتين بإصباغ كل منهما الحق على عمله ونفيه عن الطرف الآخر، وهذا إرشاد من القرآن أنما سبيله هذا إذا وقع بين أهل العلم من الأمور الإجتهادية التي لا يجوز التشنيع على صاحبها، وهذه الآية من الأدلة التي يسوقها شيخ الإسلام في الأمور الإجتهادية، وقد روى النسائي في الكبرى (11574)مرفوعا قال: أخبرنا الحسن بن محمد عن عفان قال: حدثنا حفص بن غياث قال: حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن العباس - رضي الله عنهما- في قوله: (ما قطعتم من لينة) قال: يستنزلونه من حصونهم، وأمروا بقطع النخل، فحاك في صدورهم فقال المسلمون: قطعنا بعضا وتركنا بعضا، فلنسألن رسول الله -ﷺ- هل لنا فيما قطعنا من أجر وهل علينا فيما تركنا من وزر؟ فأنزل الله : (ما قطعتم من لينة) الآية.
فرفع الحرج عن كلا الطرفين، وفي ذلك يقول حسان بن ثابت – رضي الله عنه-:


وهان على سرات بني لؤي حريق بالبويرة مستطير

5- وجوب الذبّ عن أعراضهم: قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ [التوبة: 65]. نزلت عما قالوه - أي المنافقون- من الطعن في الرسول -ﷺ- والمسلمين وقرائهم من الصحابة وفي دينهم، يقول طائفة منهم في غزوة تبوك - كما رواه ابن جرير وله شاهد حسن عند ابن أبي حاتم- : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء - يعنون النبي -ﷺ-وأصحابه- أرغب بطونا وأكذب ألسنا، وأجبن عند اللقاء. ونحو ذلك.


فرتب الله على مقالتهم الكفر الصراح، وإن زعموا أنهم كانوا يلعبون، ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ الآية.



وهذا إرشاد منه سبحانه إلى دفاع أهل الحق والصالحين، من مقالات أهل الكذب والمين، وكقوله تعالى: ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾ [النور : 12] وقوله: ﴿وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾ [النور : 16].



وإن كان الولوغ في عرض المسلم من كبائر الذنوب وتوعد الشارع للخائضين في هذا بالويل والثبور والوعيد الشديد، فالوقيعة على العلماء وحملة القرآن أولى بهذا الوعيد بإلحاق الفارق والأولية بالحكم على المذكور وإن كانوا داخلين في عموم أدلة ذلك، فالجناية على أعراضهم تستوجب زيادة إثم لما لهم من المزية والفضل على غيرهم. وقد نقل الرافعي عن بعض العلماء عدهم ذلك من كبائر الذنوب وذكره ابن كثير.



ومن السنة حديث أبي واقد الليثي في النفر الثلاثة الذين أقبلوا وحديث العلماء ورثة الأنبياء وحديث الإمامة في تقديم الأقرء وعموم أدلة احترام الكبار، وتقديم أبي بكر - رضي الله عنه- على غيره لجلالته في العلم، وهو أعلم الصحابة باتفاق، وكذلك الخلفاء الثلاثة الذين بعده عمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم أجمعين-، وغيره من الأدلة التي ينتزع منها الإشارة في هذا الباب، ولكن المقام مقام اختصار.


فهذه حقوقهم عموما وعلى سبيل الإجمال، ونستفيد منها توقير العلماء والتأدب معهم في الحال والمقال، وعدم التقدم بين أيدهم في الاستنباط وفتح ما يستبهم من الإشكال، فهم أهل الهداية والبصيرة في الحاضر والمآل.



السلف والأدب مع العلماء:



أورد الذهبي في السير عن أبي وائل أن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل فقال: إرفع إزارك، فقال: وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك، قال: إن بساقي حموشة وأنا أؤم الناس. فبلغ ذلك عمر، فجعل يضرب الرجل ويقول: أترد على ابن مسعود.



عن محمد بن عمر عن أبي سلامة أن ابن عباس قام إلى زيد بن ثابت فأخذ له ركابه، فقال: تنحى يا ابن عم رسول الله -ﷺ-، فقال: إنا هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا.



وعن عمر بن مدرك حدثنا القاسم بن عبد الرحمن حدثنا أشعث بن شعبة المصيصي قال: قدم الرشيد الرقة فانجفل الناس خلف ابن المبارك وتقطعت النعال وارتفعت الغبرة فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب فقالت: ماهذا؟ قالوا: عالم من أهل خراسان قدم، قالت: هذا والله الملك، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.



ويُروى عن علي -رضي الله عنه- إن من حق العالم ألا تكثر عليه السؤال، ولا تعنته في الجواب، وألا تلح عليه إذا كسل، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض، ولا تفشي له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تطلبن عثرته وإن زلّ قبلت معذرته، وعليك أن توقره لله وتعظمه لله، ما دام يحفظ أمر الله. ولا تجلس أمامه وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته.



قواعد في التعامل مع أخطاء العلماء:


1- إن تجريح عالم وتعديله إنما يتسنى لعالم مثله في العلم أو فوقه أو دونه في العلم لكن عنده معرفة في خصوص المسألة التي أخطأ فيها العالم.



2- وإذا اشتهر من العالم خطأه فسمعه المقلد من صاب علم ذكره على وجه الإسناد له لا على سبيل التشفي وإذاعة الفاحشة بين المؤمنين.



3- أن تكون النية خالصة لله سبحانه وتعالى في الكلام على العلماء وعلى سائر الناس وعلى سبيل نصيحة المسلمين، أما إذا كانت لعداوة أو تفكه بالأعراض أو مع جريان مع الهوى فذلك حرام. وكما قال القرافي فإن مثاله كمن قتل كافرا يظنه مسلما، فإنه عاصٍ بظنه وإن حصلت المصلحة بقتل الكافر. ومن ينشر عيوب العلماء على سبيل مجاوزة الحد والعداوة فإنه عاص بفعله ولو كان ما نشره بذاته حقيقة في نفس الأمر.



4- أن يكون الاقتصار على القوادح المخلّة دون التوسع إلى ما لا ضرورة فيه.


5- تذكر الحسنات إلى جانب السيئات فلا يسلط الضوء على السيئات فقط، فإنه قد يكون ذلك صارفا عن الانتفاع بتلك الحسنات، قال ابن المبارك: من غلبت حسناته فينبغي ألا تذكر سيئاته ومن غلبت سيئاته فينبغي ألا تذكر حسناته. وإفراد المعاير والمثالب في الذكر وترك الحسنات من جملة العيوب. وفعل هذا مع العلماء تفسد به ظنون العوام وتسري به الأوهام إلى الأعلام، فالخطأ يصير في جانب الصواب الكثير مغفور.
وفي الجملة ليس كل واحد يقبل قوله في الطعن والتجريح، إلا من كان عالما ورعا تقيا، عارفا بأسباب الجرح والتعديل، قال ابن حجر رحمه الله: إن صدر جرح من غير عارف بأسبابه لم يعتبر به.
وكما قال ابن العتاهية:



لكل داء دواء عند عالمه من لم يكن عالما لم يدر مالداء



ومن القواعد المهمة في هذا الباب أيضا:

6- أن من ثبتت إمامته لا يضر جرحه، قال السبكي: إنها ضرورية ونافعة، قال: إنك إذا رأيت الجرح والتعديل وكنت غير عالم بالأمور، فلا تحسب أن العمل على جرح هذا الرجل فإياك وإياك.


ثم قال: بل الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه ومزكوه وندر جارحوه وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره فإنا لا نلتفت إلى جرحه فيه، ونعمل فيه بالعدالة، ولو فتحنا هذا الباب وأخذنا تقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون.



ونحو ذلك قول ابن القيم والذهبي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء في هذه القاعدة.



7-من القواعد أيضا مسألة توجيه الجرح، وهذه نبّه عليها ابن الوزير الصنعاني وهي أن تعلم أن التعارض بين التعديل والتجريح إنما يكون عند الوقوع في حقيقة التعارف .


أما إذا كان ليس هناك تعارض فلا إشكال.


مثال ذلك أن يجرح على شيخ فتيا رجع عنها فحينها هذا الجرح لا قيمة له.


فلا تسارع بجرحه دون أن تعرف رجوعه عن ذلك.


8-من القواعد أيضا أن كلام الأقران، في بعضهم البعض يطوى ولا يروى، ويروى عن ابن عباس – رضي الله عنهما- أنه قال: لا العلماء أو الأقران أشد تغايرا أو تعايرا من التيوس في زريبتها، فلا يلتفت بعض الأقران لبعضهم البعض إذا علمت منهم المنافرة .



وكما قال حصل بين مالك ومحمد بن اسحاق، حين قال محمد ابن إسحاق عن مالك: أنا بيطر علمه، وقال مالك: محمد ابن إسحاق دجال من الدجاجلة، مع إمامة كلا العالمين، قال الإمام الذهبي: كلام بعض الأقران في بعض لا يعبأ به، لاسيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد وما ينجو منه إلا من عصمه الله، وما علمت أن عصرا من الأعصار، سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لذكرت من ذلك الشيء الكثير.



قلت: وكما حصل بين السخاوي والسيوطي وابن الصلاح، والعز بن عبد السلام، والسبكي الصغير في وقعه على شيخه الذهبي.



والأقران هم المتعاصرون ولو تفاوتت أعمارهم.



أخيرا،



9-احترام العلماء والذب عنهم، ولا سيما علماء الجهاد من أوجب الواجبات، فهم ربّان السفينة وأصحاب الألوية، وإن طوائف الألسنة السوداء يتقصدون في استهداف شخصياتهم في الطعن واللمز حتى تختل المسيرة ويذهب الأمر لغير رشيد.


وأرجو أني ساهمت في توضيح الصورة ولولا إلحاح بعض الإخوة علي لخوض شأن الكتابة لما تقدمت.


فالموقف عسير ، والشأن خطير ولا يتكلم في مثل هذه الأمور إلا فائق أو مائق، وندعو الله القبول والله المستعان.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:07 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات