خلاصة ما دلت عليه أحاديث الحوض
أم لبابة بنت أحمد محمد
الأحاديث الواردة في ذكر الحوض تبلغ حدَّ التواتر، رواها من الصحابة بضعة وثلاثون صحابيًّا.
ولما نزلت سورة الكوثر قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة حتى ختمها، ثم قال لهم: ((هل تدرون ما الكوثر؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((هو نهرٌ أعطانيه ربي عز وجل في الجنَّة، عليه خيرٌ كثير، ترِد عليه أمتي يوم القيامة، آنيتُه عدد الكواكب، يُختلج العبد منهم، فأقول: يا رب، إنه مِن أمتي، فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدَثوا بعدك))، ورواه مسلم، ولفظه: ((هو نهر وعَدنيه ربي، عليه خيرٌ كثير، هو حوض ترِد عليه أمتي يوم القيامة)).
ومجموع الروايات تبين أنه يشخب فيه ميزابان من ذلك الكوثر إلى الحوض، ومن شرب منه لم يظمأ أبدًا.
والحوض في العرصات قبل الصراط وقبل الميزان؛ لأنه يُختلَج عنه ويُمنَع منه أقوامٌ قد ارتدوا على أعقابهم، ومثل هؤلاء لا يجاوزون الصراط.
أنه حوض عظيم، ومورد كريم، يمد من شراب الجنة، من نهر الكوثر، الذي هو أشد بياضًا من اللبن، وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب ريحًا من المسك، وهو في غاية الاتساع، عَرضه وطوله سواءٌ، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر، وفي بعض الأحاديث: أنه كلما شُرِب منه وهو في زيادة واتساع، وأنه ينبت في حال من المسك والرَّضراض من اللؤلؤ قضبان الذهب، ويثمر ألوان الجواهر، فسبحان الخالق الذي لا يُعجزه شيء، وقد ورد في أحاديث: (إن لكل نبي حوضًا، وإن حوضَ نبينا صلى الله عليه وسلم أعظمها وأحلاها، وأكثرها واردًا).
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك