05-17-2015, 03:07 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
زاد القانع في ما اختلف فيه حفص عن نافع
زاد القانع في ما اختلف فيه حفص عن نافع
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا وبعد:
هذا بحث، قمت به بمعونة الله وتوفيقه، يساعد ويسهل للقارئ المبتدئ التمييز بين قراءة حفص عن عاصم، وقراءة نافع، برواية قالون ورواية ورش من طريقي الأزرق والأصبهاني، وسميته على بركة الله : زاد القانع في ما اختلف فيه حفص عن نافع .
نحن في الجزائر وربما في أغلب بلدان المغرب العربي نقرأ القرآن برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق ،إلا أن القراءة برواية حفص قد عمت وانتشرت بيننا في المصاحف وأجهزة الإعلام المختلفة وأصبحت لها شأن عظيم ،
وانا كإمام مسجد يأتيني أحيانا بعض الإخوان من قراء المصاحف برواية حفص يسألونني لماذا قرئت هذه الكلمة هكذا أليست زيادة ؟ ويقول آخر أليست نقصانا؟ ويقول ثالث لماذا كُتبت هكذا؟ ألا يعتبر هذا تحريفا؟ وهكذا، ومن هنا بدأت عندي فكرة الاهتمام برواية حفص عن عاصم فأخذت أقرأ وأستمع لقرائها حتى وفقني الله بالإلمام بهذه الرواية ،عندها فكرت بعمل هذا الجهد المتواضع الذي أضعه بين أيدي أهل الملتقى ليستفيد منه من يهمه الأمر، ويتمم نقصه أهل الإختصاص.
ولقد وجدت صعوبة في أوّل الأمر بالتنفيذ خاصة في بعض الكلمات الفرشية التي لا تخضع إلى قاعدة تضبطها، وإنما إلى تركيز ودراية وحفظ، مثل: تعملون ويعملون، وتقولون ويقولون ، ونكفر ويكفر، ويبغون وتبغون، الخ .. فرأيت أنه لزاما علي أن أبحث عن كتب تخصصت في هذا المجال أستعين بها فلم أجد ضالتي، فاستعنت بالله للقيام بهذا البحث الميسر حسب ما توفر لدي من إمكانيات.
ولقد كانت نيّتي في البداية أن أقتصر على الحرف الذي خالف فيه حفص الأزرق ، إلا أني رأيت ولكي تعم الفائدة أكثر، ينبغي أن يشمل البحث كلّ قراءة نافع : قالون، وورش من طريقي الأزرق وطريق الأصبهاني، وعليه فكلّ ما كان له أصل أو توافق بين إحدى هذه القراءات مع قراءة حفص عن عاصم أسقطته ولم أذكره .
ورغم ما قمت به من جهد فإني متيقّن أنه غير كاف ولم يف بالغرض المطلوب، فأرجو المعذرة عن تقصيري وقصر باعي، فمن تحقّق له غرضه أو بعض منه فليحمد الله وليدعو لي ولوالدي بظهر الغيب، ومن رأى عيبا أو خللا فليسدّه ويتمّه فسبحان من لا يخطئ ولا يسهو.
ملاحظات لا بد منها :
1- إنّ هذا البحث لا يعتبر داخلا في أصول الرواية ولا في قواعد وأحكام الترتيل، وإنّما هو معالم هادية وإشارات نيّرة لقرّاء نافع من غير المتخصصين مثلي الذين يهمّهم الإلمام بقراءة حفص عن عاصم، في ما يتعلق بفرش الحروف خاصة ،ولهذا لم أتعرض فيه إلى الفروق في الآصول كالإدغام، أو المدود ،أو التفخيم والترقيق والسكتات الخ.. إلا ما لا بدّ من ذكره ،واعتمدت على ما رسم في المصحف والوجه المقدم في القراءة.
2- الألفات الممدودة في المصاحف برواية حفص عن عاصم رسمت بأربعة رموز: الأوّل بهمزة قطعية، والثاني بهمزة وصلية، والثالث بمدّ طبيعي ،والرابع يرسم ولا يلفظ ،أناْ خير منه ،لكناْ هو الله ربي، كما أنّ همزة الوصل لا تتغير حركتها حسب ما قبلها كما هو الحال في قراءة نافع، بل دائما ترسم فوق الألف ، فتارة تتبع ما قبلها من الحركة في النطق وتخالفها في الرسم مثل : باسم اَلله اَلرحمن اَلرحيم، وتارة تتبع ما قبلها في الرسم وتخالفها في النطق مثل: جزاءً اَلحسنى، وإذا سبقها السكون تكسر لفظا لا رسما مثل: ولقدِ اَستهزئ برسل، أنِ اَعبدوا الله، قلِ اَنظروا، قلِ اَدعوا الله أوِ اَدعوا الرحمن، وأنِ اَحكم بينهم.
3- كل كلمة كتبت باللّون الأحمر تعتبر موافقة لقراءة حفص ومخالفة لقراءة نافع إما كلها ،أو في بعض حروفها ،وعليه فمن أشكل عليه الأمر في فهم كلمة أو كلمات كتبت باللون الأحمر فليدقق النظر في الحركة التي وضعت على الحرف لأنها موضع الخلاف .
4- إذا التقت الهمزتان القطعيّتان تثبت الثانية دون تسهيل: أأنذرتهم، أأنتم أعلم أم الله، السفهاء ألا إنهم هم السفهاء، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم، ومن وراء إسحاق يعقوبَ ،من الشهداء أن تضلّ إحداهما.
5- الكلمات والأحرف ذات الصفة المتطابقة أو المتجانسة لا أذكرها دائما، مثل: النبي، نبيا، نبيهم، الأنبياء ،النبوة ،النبيون، تذَكَّرون، الأُكُل، الأذُن، فأَسْرِ، يحزُنُ، خطُوات، هزوًا، سَدًّا، عسَيْتُم، فيضاعفَه، ضَعفٍ، ضَعفا، يحسَب، يحسَبنَّ، تحسَبنَّ، يحسَبون، تحسَبهم، ميْتا، دَفْعُ، أُسوة، تلْقَف، أناْ، زكريا، ويتَّقْه، بُشرا، نُقَتِّل، أألهتنا، أإنّا، أرأيت، أإله، ثمودَا، قبُلا، مِرفَقا، يا بُنَيَّ، كفَّلها، طيْرا .إني ،ربي ، الخ....
6- بدأت البحث مبتدئا من الفاتحة إلى الناس، محاولا الترتيب بين السور والآيات إلا ما سهوت فيه .
7- كان بودي أن أكتب الكلمات القرآنية بالرسم العثماني فصعب عليّ الأمر، فأرجو المعذرة.
8- على من يريد إتقان رواية حفص أن لا يعوّل على هذا البحث فحسب بل عليه أن يهتم بأصول الرواية بالمشافهة والسماع من المقرئين المتخصصين.
9- هذا البحث ليس مفيدا لقراء نافع المتطلعين لقراءة حفص عن عاصم فقط، بل هو مفيد كذلك لقراء رواية حفص المتطلعين لقراءة نافع، حيث يساعدهم أن يطّلعوا على الحروف التي تخالف قراءة نافع فيسهل عليهم الأمر.
10_ أخوكم ليس متخصصا ولا محترفا ،وإنما طويلب علم يبتغي بعمله مرضاة الله وحده ،فإن أصبت فبتوفيق من الله جل شأنه ،وإن أخطأت من نفسي ومن الشيطان .
محمد بن البشير مناعي . الجزائري .
يتبع.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|