شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف عبدالرزاق الدليمي مرتل بالتوسط مكتوب مصور مقطع 1 من 3 لأفضل رؤية عدل الجودة ل 2160 وكبر الصورة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبدالرزاق الدليمي مرتل بالتوسط مكتوب مصور مقطع 2 من 3 لأفضل رؤية عدل الجودة ل 2160 وكبر الصورة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبدالرزاق الدليمي مرتل بالتوسط مكتوب مصور مقطع 3 من 3 لأفضل رؤية عدل الجودة ل 2160 وكبر الصورة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج مجالس الفقه هل يحل الدين بوفاة المدين بها ح101 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج الأسرة القرآنية أسرة هشام مدشل ح11 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عقيدة المسلم أنواع الأدلة الدالة على العقيدة من القرآن ج9 مع معالي الشيخ د يوسف بن محمد بن سعيد ح12 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج سؤال على الهاتف مع معالي الشيخ د عبدالله المطلق الاثنين 20-3-1446 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج اقرؤوا القرآن الأحد 19-3-1446 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: اليوم الوطني للملكة العربية السعودية 94 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: Big Cystic Acne Blackheads Extraction Blackheads & Milia, Whiteheads Removal Pimple Popping # 3808 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 01-20-2015, 07:46 AM
ملتقى اهل التفسير ملتقى اهل التفسير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,232
افتراضي جمود البلاغة وأثره في الدراسات البلاغية للقرآن والسنة ..للباحث أيمن خميس أبومصطفى

البلاغة هي بلوغ المعنى وتبليغه بطريقة سهلة تتسم بالإقناع والامتاع ومراعاة المقام ، فتأتي موجزة عند الحاجة إلى الإيجاز ، ومطنبة عند الحاجة إلى الإطناب ، وينبغي أن تتسم بالطبع لابالتكلف ، وإن أردنا أعلى نموذج للبلاغة فإننا نقصد إلى القرآن ، فنجد فيه البلاغة في أسمى معانيها ، ثم يأتي الحديث النبوي نموذجا بلاغيا راقيا ، ولكن هل يمكن أن ندرس البلاغة القرآنية وبلاغة الحديث النبوي بنفس أدوات دراسة بلاغة الشعر أو النثر ؟؟
من المؤسف أن نجد دراسات كثيرة لم تفرق بين البلاغتين ، أو بين البلاغات إن جاز ذلك ، فلم تفرق بين بلاغة الشعر وبلاغة النثر عامة ، وبين بلاغة الشعر والنثر وبلاغة القرآن والسنة خاصة ، فجاء الخلط واضحا .
وأنا أضع بين يدي المهتمين بخدمة القرآن والسنة هذه الكلمات لعلها تحرك راكدا ، أوتثير تساؤلا ، وهذا ما أقصد إليه، ومن أسوأ ما رأيت وطالعت أن تُطبق البلاغة باعتبارها قواعد ثابتة ويأتي القرآن أو الحديث مجرد شواهد وأدلة وهو ما يسمى بـ(البلاغة التعليمية).
خلال دراستي لبلاغة الحديث النبوي استوقفتني عدة تساؤلات :
أولا: عبد القاهر الجرجاني يشترط في جماليات النص الأدبي أن يميل إلى اللطافة ، وإلى تغليف المعنى بشيء من الغموض والخفاء كي يشحذ همة المتلقي ، ويدفعه إلى الغوص وراء مكنونه ، ففي ذلك فائدة في إمتاع المتلقي ، ودمجه في جوهر العمل الذي بين يديه ، يقول: " إن الشيء إذا نيل بعد الطلب له أو الاشتياق إليه ، ومعاناة الحنين نحوه كان نيله أحلى ، وبالميزة أولى ، فكان موقعه من النفس أجل وألطف " [1] فهل يمكن أن يكون ذلك مع القرآن والحديث النبوي أيضا؟؟
بالطبع ستكون الإجابة لا لأن القرآن أو الحديث لايتسمان بالغموض بل بالوضوح والسهولة لدرجة أن كل من يقرأ يخرج بفائدة رغم اختلاف الثقافات .فالحديث النبوي ليس مملوءا بالغرابة والإغراق في التعقيد لكي يكون جميلا ،لكنه هنا يكتسب جماله من الدقة والإتقان والإحكام، وليس من الإغراق في المبالغات والخيال، لأن هذه الظواهر لا تُسرف في المبالغة والخيال، ولكن الخيال يأتي هنا محكماً في اقتصاره على إثارة تصورات ذهنية عند المتلقي تعين على تصور أمور غيبية فيما يتعلق بالجزاء على الأعمال في الآخرة أو التحذير من أمور غيبية في المستقبل في عالم الشهادة.
ثانيا: تقسيم الخبر إلى (ابتدائي وطلبي وإنكاري) وقولهم بأن التأكيد يكون للمنكر ، هل هذه قاعدة عامة تنطبق على جميع النصوص؟ نعلم جيدا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث الصحابة وهم من أكثر الناس تصديقا له وإيمانا برسالته فليسوا منكرين ولامكذبين ، ورغم ذلك جاءت الأحاديث مشتملة على وسائل للتأكيد ، ويمكن أن نقول هنا أن التأكيد ليس للمتلقي ذاته وإنما التأكيد للكلام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لايشك في تصديق المتلقي الحاضر وإنما يؤكد كلامه للمتلقي الذي سيسمع الكلام آنفا.
ثالثا: القرآن والحديث النبوي خطابان تعليميان توجيهيان ، والخطاب التعليمي عند الغرب في منزلة متدنية من الخطابات على ما نرى عند سيلدن ، لقد عرض رامان سلدن لآراء البلاغيين الأوربيين في أنواع الأساليب في كتابه نظرية النقد من أفلاطون حتى الآن (The theory of criticism , from Plato to the present) فذكر أنواع الأساليب الثلاثة: المتدني والمتوسط والرفيع، في عرضه لآراء (سيسرو Cicero) في أنواع الخطابة، مشيراً إلى أن لهذه المهمات الثلاث للخطيب ثلاثة أساليب: الأسلوب الواضح للدليل، والأسلوب المتوسط للمتعة، والأسلوب الرفيع للإقناع. وفي الأسلوب الأخير تكمن القوة الكاملة للخطيب، ثم يصف أصحاب الأسلوب التعليمي بأنهم " واضحون وموجزون في الأسلوب، يشرحون كل شيء ويؤثرون الوضوح على الغموض، ويستخدمون أسلوباً مهذباً ومركزاً، وخالياً من الزينة والزخرفة([1]
قد يجمع الأسلوب التعليمي مثلاً بين خصائص متعددة تحقق الغاية الإقناعية والتـأثيرية ولا تكون بمنأي عن الغاية الجمالية، ويأتي الحديث النبوي ليحقق نموذجاً فريداً لخصائص النص في انفراده واطراده وديمومته، فالنص منفرد لأنه نموذج خاص من النصوص يعتمد في خصائصه على الجمع بين الإيجـاز وتحقيق غاية الإفهام والإبانة وما تقتضيانه من الوضوح، ومن المعروف الجلي أن التبليغ والإفهام وتمكين المعنى في نفس المتلقي من الغـايات الجوهرية للقول البليغ، ولعل تعريف أبي هلال العسكري للبلاغة بأنهـا: " كل ما تُبلِّغ به المعنى قلب السامع، فتمكنه في نفسه كتمكنه في نفسك مع صورة مقبولة ومعرض حسن"([2])يرمي إلى هذه الغاية ويؤسس لها.
أما الاطراد فهو من العوامل التي تحقق لنص الحديث النبوي خصوصيته وتؤكد على تفرد خصائصه في الجمع بين هذه الغايات باطراد دائم، وتكمن أهمية الاطراد في أنه ينفي عن الحديث النبوي صفة الاستثناء الذي لا تعضده قاعدة عريضة مطردة، كما ينفي عنه صفة الصدفة التي لا تقبل التكرار، ومن ثم يأتي الحديث النبوي نمطاً فريداً من الخطاب يجدر بوقفة متأنية مدققة، تأخذ نفسها بتتبع الظواهر وتحليلها.
ولعل في الوقوف على خصائص الأسلوب التعليمي في الحديث النبوي الشريف ما يفسر لنا مقولة جوامع الكلم التي وردت في حديث النبي r (بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ)([3])، فتلك الجوامع تفسر هذه الظاهرة الفريدة وتتفسر بها في الوقت نفسه، إذ جمعت الأحاديث بين الوضوح ـ ظاهرة سائدة ـ والإفهام والإيجاز والإحكام، وقد أشار ابن جني إلى بُعد الإفهام المتعلق بالرسالة اللغوية نفسها، أو ما يتعلق بالمتلقي " قيل لأبى عمرو بن العلاء: أكانت العرب تطيل ؟ فقال: نعم لتبلغ، قيل: أفكانت توجز ؟ قال: نعم، ليُحفظ عنها"([4])، وقد لفت ابن وهب إلى هذه الغاية أيضاً في حديثه عن المواضع التي يحسن فيها الإيجاز، إذ جاء منها: " المواعظ والوصايا التي يُراد حفظها ونقلها، ولذلك لا ترى في الحديث عن رسول الله r والأئمة شيئاً يطول، وإنما يأتي على غاية الاقتصار والاختصار"([5]).
أما ما يتسم به الأسلوب المتوسط من تحقيق الغاية الجمالية فهو متحقق أيضاً في الحديث النبوي الشريف إذا أخذنا في حسابنا أن الجمال غاية تتفاوت في ذاتها وفي مظاهرها، كما يتفاوت الناس في إدراكها، وفيما يتعلق بالجمال اللغوي نجد أنه لا يقتصر على جمال الصور التحسينية التزيينية وفق ما ألمح إليه رامان سلدن في بيانه للأسلوب المتوسط من أنه " أسلوب لامع، مفرط في التنميق، مزين، ومصقول بالفعل، وفيه تكون كل جماليات اللغة والفكر غير مقبولة من قِبَل الخطباء الواضحين ـ خطباء الخطاب التعليمي ـ، ومرفوض بواسطة خطباء النموذج الرفيع، فهو يجد مكانة في الطبقة المتوسطة التي أتحدث عنها"([6]).
إن نسبية الجمال بالإضافة إلى إمكان تحقق الغايات المتوزعة بين أنواع الأساليب في الأسلوب الواحد يجعل اجتماع البُعد الجمالي مع غايتي الإقناع والتعليم ممكناً، فالغاية التعليمية المتعلقة بالتشريع في الحديث النبوي قوامها الدقة والإتقان والإحكام، ومتى تحقق التناسب بين الموضوع والأسلوب تحقق وجه من أوجه البعد الجمالي تبعاً لتحقق التناسب، الذي عده بشر بن المعتمر من أنماط التناسب المقامي " ومن أَرَاغَ معنىً كريماً فليلتمِسْ له لفظاً كريماً؛ فإنّ حقّ المعنى الشريفِ اللفظُ الشّريف، ومن حقِّهما أن تصونهما عما يفسدُهما ويهجِّنُهمَا، وعمّا تعودُ من أجله أن تكونَ أسوأَ حالاً مِنك قبل أن تلتمس إظهارَهُما، وترتهِن نفسَك بملابستِهما وقضاءِ حقِّهما"([7])، فالجمال هنا هو جمال التناسب بين موضوع الحديث والإيجاز الأسلوبي الذي صيغ فيه، وما يحقق هذا التناسب من تركيز في بناء التراكيب بالوسائل الأسلوبية المختلفة، يُضاف إلى هذا أن البعد التشريعي في الحديث النبوي يستلزم الدقة في الصياغة، ولن تتوفر الدقة والإحكام إلا بالوسائل الأسلوبية المحققة لذلك، ومن هنا يُصبح البحث في بلاغة الحديث النبوي هو بحث في الكيفية الأسلوبية التي تحققت بها الدقة والإحكام وصرامة تحديد المواقف، وليس هناك شك في أن هذه غاية تعليمية بالدرجة الأولى تقصد إلى الإيضاح والإفهام، فالتناسب بين الموضوع والأسلوب ـ من جهة ـ وبين الغاية التعليمية التشريعية والأسلوب، من جهة أخرى، إنما هو جمال نسبي يحقق لهذا الأسلوب التعليمي غايات الأسلوب الرفيع، فهذا النمط من الخطاب قد يصل إلى أقصى درجات التفوق والسبق والرفعة " فالمتحدث الذي قد تفوق في الأسلوب الواضح (التعليمي)؛ لأنه تمكن من الخطابة بمهارة وتناسق، هو بالتأكيد خطيب عظيم، إذا لم يكن الأعظم"([8])، وهذا الحكم يصدق أتم صدق على بلاغة الخطاب التعليمي في بلاغة الحديث النبوي.
بقى أن نشير إلى أن الغاية الجمالية الإمتاعية الخالصة لا تتناسب عادة مع الخطاب الجاد، فالحقيقة غاية مغايرة للبلاغة التحسينية التزيينية، فالتحسين يحقق غاية إمتاعية بغض النظر عن الغاية التعليمية وما تقتضيه من الإبانة والإيضاح أو الغاية الإقناعية وما تقتضيه من إحكام الحجة وقصد الحقيقة، نخلص من هذا إلى أن الخطاب التعليمي ـ بشكل عام ـ يحقق غايته بمقدار ما ينجزه من تمكين الحقائق في النفوس، وبقدر بُعده عن التصوير الذي مرده إلى المبالغة ومنبعه الخيال؛ ومن ثم فهو فيما يتعلق بالبلاغة النبوية ينبغي أن ينظر إلى بلاغته على أنها بلاغة حقيقة، وليست بلاغة خيال أو زينة، فهي بلاغة هادفة إلى تمكين حقائق معينة في النفوس والقلوب والعقول، ساعية إلى إقرار منهج حياة وتقويم سلوك الأفراد والجماعة، فيما يمكن أن نطلق عليه: التحول بالقول إلى منجز في الواقع، ومن هنا تختلف بلاغة الخطاب التعليمي في الحديث النبوي الشريف عن بلاغة الخطاب الشعري كما تختلف أيضاً من بعض الوجوه مع بلاغة الخطاب الحجاجي.

هذا وبالله التوفيق.
الباحث
أيمن أبومصطفى

([1]) Raman Selden: The theory of criticism , from Plato to the present , New york ,- 1988 , P 365

([2]) أبو هلال العسكري: كتاب الصناعتين، تـ على محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، ط 2 ، دار الفكر العربي ، ص 16.

([3]) صحيح البخاري كتاب الجهاد، صحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة.

([4]) ابن جني: الخصائص ت محمد على النجار، ط3 الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة جـ 1 ص 84.

([5]) ابن وهب: البرهان في وجوه البيان، تحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثى،الطبعة الأولى 1 ص 97 .

([6]) Raman Selden: The theory of criticism. P 369

([7]) صحيفة بشر بن المعتمر، من كتاب البيان والتبيين للجاحظ، تحقيق عبد السلام هارون، بيروت (بدون تاريخ) جـ 1 ص 133

([8]) Raman Selden: The theory of criticism. P 369



[1] - أسرار البلاغة , عبد القاهر الجرجاني , تحقيق السيد محمد رشيد رضا والشيخ أسامة صلاح الدين منيمنة , دار إحياء العلوم , بيروت , ط 1 , 1992 م : 192 .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 01:31 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات