شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: ب التوسط في مقطع صوتي واحد مجمع كامل مصحف محمد جبريل بالتوسط 128 ك ب mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: في مقطع صوتي واحد مجمع كامل 2 مصحف محمد جبريل توسط و قصر المد المنفصل 128 ك ب mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الحسيني العزازي ترديد الاطفال المصحف المعلم المصور بكامل الصفحة فيديو ملون مقسم اجزاء كامل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فيديو الحسيني العزازي معلم ترديد الاطفال مصحف مقسم اجزاء مصورة بكامل الصفحة 30 جزء كامل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسيني العزازي معلم ترديد الاطفال المصحف المعلم مقسم اجزاء أجزاء كامل 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسيني العزازي معلم ترديد الاطفال المصحف المعلم مقسم اجزاء أجزاء كامل 128 ك ب حدر مسرع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسيني العزازي معلم ترديد الاطفال المصحف المعلم مقسم اجزاء أجزاء كامل 32 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسيني العزازي معلم ترديد الاطفال المصحف المعلم مقسم اجزاء أجزاء كامل 32 ك ب حدر مسرع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مقسم اجزاء معلم ترديد الاطفال مصحف الحسيني العزازي 4 مصحف بجودتين ترتيل و حدر mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: 32 ك ب كامل ل عبد الرزاق الدليمى المصحف المجود مقسم صفحات صوتية مصورة ملونة mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 01-05-2015, 09:15 AM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي الصد عن سبيل الله خطره وصوره

الصد عن سبيل الله خطره وصوره




الشيخ إبراهيم بن صالح العجلان











معاشر المؤمنين:






جرمٌ شائنٌ، وصنيع مهينٌ، هو بضاعة المفلسين، وسبيل المفسدين، وحِيلة المجرمين، هو باقٍ ما بَقِي للحقِّ صوتٌ وأعوان، وسيبقى الحقُّ ما بَقِي الليل والنهار.





هو حقيقة لا خيال، وواقع ليس مؤامرة، نراه كلَّ يوم يتجدد، فنزداد يقينًا بموعود الله إنَّه الصدُّ عن سبيل الله.





ذلك الانحراف الخطير، والوِزر الكبير الذي حذَّر منه المولَى - سبحانه - في مواضعَ كثيرةٍ من كتابه، وما ذاك إلا لتَجدُّد صُوَره، وتعدُّد أشكاله، وبقاء دُعاته.





الصدُّ عن سبيل الله - يا أهل الإيمان - جرثومةٌ قديمة، زَرَعها الكفَّار؛ ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [فصلت: 26].





ثم تولَّى سقيها ورعايتها المنافقون؛ ﴿ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [المجادلة: 16].





الصدُّ عن سبيل الله معركة متجدِّدة، وعداوة باقية، وأسلوبٌ متواصًى به، عُودِي به الأنبياء أزمانًا، واشتكى الصالحون منه دهورًا؛ ﴿ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ [الذاريات: 53].





وتأمَّل في قول الحقِّ - سبحانه وتعالى-: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال: 36].





فعبَّر - سبحانه - بفِعْل المضارع "ينفقون"؛ يعني أنَّه فِعْلٌ مُستمر في الحاضر والمستقبل.





ثم أكَّد - سبحانه - هذا المعنى بقوله بعدها: ﴿ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 36].





الصدُّ عن سبيل الله قد يكون عامًّا، وذلك بالصدِّ عن الدين كُليَّةً، وقد يكون الصدُّ جزئيًّا، وذلك بالصدِّ عن بعض تشريعات الإسلام، ومحاربتها ومَنْعها، والتضييق على أهلها، كالحجاب والنقاب، والأذان وحَلقات القرآن.





صور الصدِّ عن سبيل الله:


قد لا تأتي في صورة المواجهة باسمها الصريح، ووجْهها الكالح، بل قد يأتي الصدُّ عن السبيل في صُوَرٍ أخرى، يتستَّر فيها بالمعوقات والحواجز التي تَقِف دون قول الحقِّ وإقامة الحقِّ.





إخوة الإيمان، صُوَر الصدِّ عن سبيل الله كثيرة مُتعدِّدة، ذكَرَ المولَى - سبحانه - بعضها، وذاقَ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أمرَّها، ورآها المسلمون أزمانًا.





ولئن رأى أسلافُنا صُوَرًا من الصدِّ عن دين الله، وذاقوا بأْسَها، فهي تَظَلُّ صُوَرًا لم تتعدَّ نطاق مُحيطهم، لا تصل إلى مستوى عصرنا الذي وصلتْ فيه البشريَّة مَبلغًا عظيمًا من التقنية والسرعة والاحترافية، واستُعْمِل كثيرٌ منها في الصدِّ عن سبيل الله؛ حتى بلغَ شررُ الباطل وسمومُه الشرقَ والغرب.





فيا أخي المبارك، ارع لنا السمعَ، واستجمع معنا القلبَ إلى صُوَر خمس من صور الصدِّ عن سبيل الله؛ لنحذرَها ونتقيَها، ثم لنعرفَ أهْلَها ودهاقِنتها.





عَرَفْتُ الشَّرَّ لاَ لِلشَّرْ

رِ لَكِنْ لِتَوَقِّيهِ




وَمَنْ لاَ يَعْرِفِ الشَّرَّ

مِنَ الْخَيْرِ يَقَعْ فِيهِ










أُولى صور الصدِّ عن سبيل الله:


تخذيل الناسِ عن فِعْل الخير واصطناع المعروف:


يكثر فِعْل الخير، وتتعدَّد صورُه، ويعم نفعُه، ويُرَى أثَرُه في صلاح المجتمع وتديُّنه، فيَشْرَق مَن يَشْرَق من مَرْضَى القلوب من هذا الإقبال والمسارعة نحو الخير، فيزرعون ألغامًا من العَثرات والمثبِّطات عن فِعْل المعروف، تارة بالتزهيد فيه، وتارة باتهام نيَّات أهْله.





وهذا أسلوب قديم مكشوف، فقد سعى المنافقون في عهْد النبوَّة إلى تخذيل غيرهم عن فِعل المعروف، فهتَكَ عالِمُ الغيب - سبحانه - أستارَهم، وفضح سرائرَهم، وقصَّ علينا أقوالَهم ووسائلهم.





فتارة يستخدمون أسلوب الغمز واللمز، والسخرية من فعل الخير، فإذا أنفَقَ أحدُ الصحابة نفقة كبيرة، لَمَزوه، فقالوا: ما أراد بها إلا الرِّياءَ.





وإذا أنفق أحدُ الصحابة جُهده، وقلَّتْ نفقتُه، غَمَزوه، فقالوا: إنَّ الله لغنيٌّ عن نفقة هذا؛ ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79].





وتارة ينهَون الناسَ عن النفقة والبَذْل على المحتاجين من الصحابة؛ حتى ينفضُّوا عن مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - ومجالسته، تحت وطأة الضيق والجوع؛ ﴿ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا ﴾[المنافقون: 7].





وتارة يخذلون عن الخير، وإيجاد المبررات لهذا التخذيل؛ ﴿ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ ﴾ [التوبة: 81].





إذا رأَوا تحفُّز الهِمم نحو المعالي والقِمم، تحرَّكوا في المقابل نحو التخذيل والتثبيط؛ قال - تعالى - في شأْن أهْل النفاق: ﴿ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ ﴾ [النساء: 72].





وقال – سبحانه -: ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ﴾ [الأحزاب: 18].





هذه بعض أساليب أهْل النفاق في التزهيد في الخير، وعمل الخير، ونشْرِ الخير، ونحن اليومَ نرى نفسَ الأطروحات تتكرَّر، ولكن بأسلوب مغاير، نقرأ ونسمع من يتبرَّم من كثرة الأعمال الدعويَّة، والمشروعات الخيريَّة.





يتضجَّرون من كثرة تدريس الدِّين؛ في المسجد والمدرسة، والبيت والإعلام.





يتأفَّفون من كثرة الفتاوى في شؤون الحياة، وأنَّ كلَّ أمرٍ لا بدَّ أن يُربطَ بالدِّين، ورأْي الشرع.





فسبحان الله! اختلفتْ قوالبُهم، واتَّحدتْ قلوبُهم.





ثانيًا: من صور الصد عن سبيل الله:


فتْحُ باب المحرَّمات على مصراعيه من صور الإغراءات والشهوات، وإشاعة القول الباطل، ونشْر الشبُّهات، مع جذْبِ الناس إليها بالدعايات البرَّاقة، والوسائل الجذَّابة، وإلهاء الناس بها عن أصْل وجودهم، وأساس خَلْقِهم.





يملكون من الوسائل والأساليب ما يجعل قولهم مسموعًا؛ ﴿ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ﴾ [المنافقون: 4].





فيا لله! كم كان لجريمة فتْح باب المحرَّمات من آثار وآثار في الصدِّ عن سبيل الله، كم راجتْ فواحش ومحرَّمات بسبب التسويق لإغراءاتها، والتهوين من مقدِّماتها، ثم لا تسلْ بعد ذلك عن مخرجات فِعْل هؤلاء الصادِّين، ونتائج صنيعهم؛ من خراب المجتمع، وانتشار الجريمة فيه، وإشاعة القول الفاحش بين أهْله.





لقد عاتَبَ الله - تعالى - أهْلَ النفاق؛ لأجل مسارعتهم وحبِّهم لإشاعة الفاحشة، فقال - سبحانه -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19].





ومن الأمور التي يقرِّرها العقل والدِّين، ويصدِّقها الواقع والحال، أنَّ النفوس إذا أُلْهِيتْ بالمحرَّمات، ابتعدتْ عن سبيل الله - تعالى - وطاعته ومَرضاته.





قال الشافعي: "صحبتُ الصوفية فما انتفعتُ منهم إلا بكلمتين:


"الوقت سيف، فإنْ قطعته، وإلاَّ قطعك"، "ونفسُك إنْ لم تشغلْها بالحقِّ شغلتْك بالباطل".





ثالثًا: ومن صور الصد عن سبيل الله:


الإعراض عن أحكام الشرع، والاعتراض عليها، والتشكيك فيها، أو السعي لعلْمنتها، وتحريفها عن معانيها.





لقد قصَّ الله علينا خبرَ المنافقين السابقين، الذين كانتْ لهم حَلقات من الاعتراضات على قول النبي - صلى الله عليه وسلم- وتمرُّدهم على دعوته، وإعراضهم عن هدايته.





إذا دُعُوا إلى التحاكُم إلى الكتاب والسُّنة والتسليم لها، والانقياد إليها، فروا وصدُّوا؛﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ﴾ [النساء: 61].





وإذا كان لهم مصلحة في الأخْذ بالكتاب والسُّنة، رأيتَ المواعظ الثعالبية، والاستشهاد بالآيات القرآنية؛ ﴿ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ﴾ [النور : 48 - 50].





هؤلاء الذين لم يدخلوا في السِّلْم كافَّة، ولم يستسلموا لأحكام الله عامَّة، يصدُّون عن السبيل!!! متى؟





إذا شرهنوا لأهوائهم ,,,, ترى الواحد من هؤلاء لا يُعرَف بالعلم، وليس هو من أهْل الاختصاص فيه، والتضلُّع في فنونه، ومع ذلك يقتحمُ مَيدان الشرع بلا علم، ويجعل لنفسه حقَّ الاجتهاد، والنظر في المسائل الشرعيَّة، ثم يُردِّد على المعترضين بمواعظ، من أمثال: لا رهبانيَّة في الإسلام، وليس الدين حِكرًا على أحد، وهم رجال ونحن رجال.





يبحثون في التراث عن القول الشاذ؛ لحاجة في صدورهم، فإذا وجدوه أبرزوه وأظهروه، ورفعوا من شأنه، وأقنعوا بعدها الآخرين أنَّ منطلقاتهم شرعيَّة، وأنَّهم لا يخالفون الكتاب والسُّنة، وأنَّ لهم سلفًا في قولهم؛ فيغتر بهم بعد ذلك مَن يغتر، ويُترَك القولُ الصحيح، ويقلُّ العمل به، وهل هذا إلا صدٌّ عن سبيل الله؟!





رابعًا: ومن صور الصد عن سبيل الله:


تشويه صورة الحقِّ وأهله:


هذا الفِعْل له ما بعده من الأفعال؛ من جُرأة السفهاء، وتسافُل الجُهلاء على أهل العلم، ودُعاة الحقِّ، وإحداث البلابل داخل المجتمع بعد ذلك.





وهذا أسلوب عرفناه من قُدماء المنافقين، لقد حضَر المنافقون مشاهدَ الجهاد، ولكن لم يكنْ حضورُهم لرفْعِ راية الدِّين؛ وإنَّما لزعزعة صفوف المؤمنين، وخَلخلتها من داخلها؛ قال - سبحانه - عن المنافقين: ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 47].





ونحن اليومَ نرى بعض مَرْضَى القلوب يحضرون مجالس العلم، أو يتسمعون ندواتهم، لا للاستفادة منها، أو نشْر الخير الذي فيها؛ وإنَّما لتصيُّد كلمة حمَّالة، أو بَتْر عبارة من سياقها؛ ليُزَاد عليها بعد ذلك، ثم تُبَث وتُنْشَر على أنَّها من قول هذا العالم أو الداعية؛ كل ذلك لتشويه صورته وتجهيله وتقزيمه.





ويزداد الأمر سفالةً حين يستخدم هؤلاء أسلوب التحريض، ولغة الوشاية ضدَّ أهْل العلم والاحتساب.





لقد عرفنا قديمًا غمزاتِ المنافقين ولمزاتهم ضدَّ أهل العلم من الصحابة، حين قالوا: ما رأينا مثل قرَّائنا هؤلاء، أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء.





وها نحن اليوم نرى صوت النفاق يسلق بحدِّةٍ أهْلَ العلم، ويصفهم بالتشدُّد والرجعيَّة، والتَّزمُّت والظلاميَّة.





إن الغمزَ واللمز في العلماء ليس طعنًا في ذواتهم، بل هو طعْنٌ للعلم الذي أخذوه وورثوه من نبيِّهم - صلى الله عليه وسلم.





فتشويه صورتهم، وإسقاط كلمتهم، إنَّما هو في الحقيقة إسقاط للحقِّ الذي معهم ويقولون به.





خامسًا: ومن صور الصد عن سبيل الله:


التضييق على صوت الحق وتكميمه، ومنعه من أن يقول كلمته الرشيدة الهادية.





وهذه سُنة قديمة، فقد سعى المشركون لمنع الحق بقولهم: ﴿ لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ﴾ [فصلت: 26].





ثم لَمَّا رأوا إقبال الناس على دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتأثُّرهم بها، وأنَّها دعوة قد خرجتْ من إقليميَّة مكة، وبلغ صداها ومؤيدوها خارج مكة - سعوا لحبس صاحب هذه الدعوة، وخَنْق صوته، أو لقتْله، أو لإخراجه؛ ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ﴾ [الأنفال: 30].





كم شَرِقَ مَن شَرِقَ في هذا العصر من كثرة المواقع والقنوات والمنابر الإعلاميَّة الإسلاميَّة الداعية إلى الدِّين والهدى، والخير والسُّنة، والمحذرة من الشرِّ والغواية والبدعة، مما كان لها أثرٌ ملموس على الناس.





فسعت أيادٍ خفيَّة، وأنفس غير زكيَّة إلى تكميم هذه المنابر وحَجْبها بمبررات غير منطقية، مع أنَّ فضاء الإعلام مَلِيء بقنوات الرقْص والتعرِّي.





وإعلام أهْل البدع والضلال يسبحُ في هذا الفضاء بلا منع ولا إنذار!!





والعجب أن يحدثَ هذا التسكيت والتبكيت في زمن شعارات الحريَّات وقَبول الآخر.





لقد أصمَّ هؤلاء آذاننا لسنوات، وأقنعونا أنَّ عصر المنع وزمن الرقابة قد انتهى، ثم ها هم ينسون مبادئهم ومواعظَهم، ويباركون بإسكات صوت الحقِّ، وكلُّ ذنبه أنَّه دعا إلى الله على بصيرة، فحسبنا الله ونعم الوكيل.





تلك عباد الله بعض صور الصدِّ عن السبيل، وشيء من أشكاله، جعلنا الله وإياكم دعاة لكلِّ معروف، مفاتيح لكلِّ خيرٍ، مغاليق دون كلِّ شرٍّ.





وأستغفر الله، فاستغفروه وتوبوا إليه.





الخطبة الثانية





أما بعد:


فيا إخوة الإيمان، روى الإمام أحمد في "مسنده" بسند صحيح عن أُبيِّ بن كعب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بَشِّرْ هذه الأمة بالسَّناء والرِّفعة والدِّين، والنصر والتمكين في الأرض)).





فالعِزُّ والرِّفعة وظهور الحقِّ هو قَدَرُ الله - تعالى - لهذه الأُمَّة، ولن يخلوَ عصرٌ من عصور أمة الإسلام من طائفة تقوم بالحقِّ وتقول به، فهذا الصدُّ عن سبيل الله مَهْمَا طالَ واشتدَّ، فلا ينسينا هذه الحقيقة: أنَّ الله - سبحانه - قد اختار هذا الدين واصطفاه، ليبقى في الأرض، وليصلَ كلَّ سهلٍ ووادٍ، وكلَّ جبلٍ ووعرٍ، وسيبلغ نورُه ما بلغ الليل والنهار؛ ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8].





قلِّبْ نظرَك في مسارب التاريخ، ترى أحداثًا وصورًا كاد فيه الباطل وزاد، فذهب هو وكيدُه، وبَقِي نورُ الحق، أُوذِي أحمد بن عبدالحليم بن تيميَّة، وشُوِّهتْ صورتُه، وأُلِّبَ عليه، وأُفْتِي بكفره، وسُفِك دمُه، حتى مات مسجونًا من أجل مبادئه، ثم ذهب ذلك الجيل وأهله، فلم يبقَ إلا اسم ابن تيميَّة، وعلمه، وتراثه، وطويت صحائف أهل الباطل، فلم يُعرفوا، ولم يُذْكروا.





كم مرَّ على المسلمين من صورٍ قاتمة في الصدِّ عن سبيل الله، بل كم ذاقوا من مواجع وفواجعَ وصلتْ إلى حدِّ التصفية الجسديَّة، حتى دبَّ اليأس في نفوس أهل ذلك الزمان.





تسقط بغداد عاصمة المسلمين في عهْد العباسيين، ويُقتل فيها ما يُقارب مليوني مسلم، حتى قال بعض المؤرِّخين عن تلك الحقبة: "لن تقوم للإسلام بعده قائمة".





ثم أغفى الزمان إغفاءَه، فإذا هو أمام جيل من أهْل الإسلام يفتح القسطنطينية، ويقف بعِزَّة وشموخ أمام أسوار "روما" مَعْقل قلب النصرانيَّة.





كم بُذلتْ من المليارات لتنصير المسلمين، وتشويه دينهم!





كم عقدوا المؤتمرات قديمًا؛ لجعل إفريقيا عام ألفين للميلاد قارة نَصرانية!





فمضى هذا العام، وأعوام في إثره، وخيَّب الله مسعاهم، بل غزاهم الإسلام بنوره وهداياته في قلب أرضهم.





حتى قام بابا الفاتيكان السابق الهالك وقال قولته المشهورة: "هيا تحرَّكوا بسرعة؛ لوقف الزحْفِ الإسلامي الهائل في أوربا".





ما نسينا حملة الفاتيكان قبل سنوات (مليون ضد محمد) ، والهدف الحدُّ من انتشار الإسلام.





فأبشروا يا أهل الإسلام، فالدين منصورٌ، والحقُّ ظاهر.





وإنَّما الشأنُ كيف نكون دعاةً لهذا الحقِّ، وكيف نتسور الرِّفْعة بالعمل لنشْر الدِّين وتبليغه ..اللهم صلِّ على محمد.









ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 11:40 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات